وأنت الذي يمشي مختالا
يدوس على تراب روحي
يشتت أفكاري
ويرسل عاصفة ضباب
تحجب كل شيء إلا ضحكته
لماذا كلما حاولت الإمساك بأسراب وجودك
تضمحلّ مع شذى الياسمين؟
وكلما سعيت لعناقك
تتوارى بين دفّات الحنين؟
ومتى ما رسمت لك صورة
تكون على شكل طائر مهاجر
بجناحين عظيمين يحتلاّن السماء
وأنت الذي يسيّر كوني
يوزّع أمطاره ويخفي شمسه
يغار منك الصيف والشتاء
أمّ الخريف والربيع
فيستحيان من الظهور أمامك
أتراني بعشقك
أبني بيتا للعدم؟
أشيّد أركانه من أفكار هجينة
وأجعل أثاثه من هلوسات وندم؟
وأنت أيّها النبيّ الذي هدى قلبي
يلقّنني درسه في ظلال الجوز
ويعلمني كيف أقبض على رائحة العنبر
لثيابك حفيف كأوراق شجر الدراق
ولعطرك شذى مسكر
ولصوتك رنين جرس الحياة
أنا التي تقف على أعتاب حبك
تستجدي عطفك يا حبيبي
وبعضا من النشوة
المعانقة للحنين
وبعضا من روحي التائهة في ثناياك
إلى زمن غير محدود
شاعرة من تونس