(إلى رقية، الطفلة التي ولدت تحت أرگانة وريفة بهضاب سوس الباذخة…
إلى روح أمي وروح كل أشجار الأرگان التي ماتت)
(1)
يا آااه…!!
وأنا أقول وأسأل أسأل:
كيف يحيلني الحرف إليك
يا جبال سُوسَ منذ زمان
ومن أين أتاني
عنفوان الغابات وعشق الأرگان؟!
أخبرني شيخ القبيلة أني
سليلةُ تلك الأرگانة ِ النشوانةِ فوق الأعالى
وتحت ظلها وُلدت أمي
والحيدوس والسوسي بناصية الأوطان
يُدَوِّنُ ميلاد الأرض ونشوتها
وخلودَ الأرگان
(2)
رقيةُ، رابيةُ
رشفتُ من زهورها رحيق الينابيع
ومن صباحاتها
تَلَحَّفتُ الشعاع الأول واكتملت
وتعلمت حفيف القوافي
من طنين النحلِ
في واحات أرگانها
ومن رفرفة الريح فوق ربوعها
صغتُ أغنياتي الأولى
لليمام المقيم بأغصانها
(3)
رقيةُ أرگانةُ
عندما استفقت من ظلالها
تعلمتُ مناسك الشعرِ
وقُدَّاسَ الجمال
وعندما أرضعتني
من زيتها الأزلي
من ضوئها الرافلِ
تفتحت قرائح عيني
من ثمة كان ما كان
وكان أول مبكاي
على وتر الحيدوس السوسي
وصدى الموال
وكنت أنا
والأرگانةُ
توأمان
وكان على التحمل صَبرُنا
أنا والأرگانةُ
وجبالُ سوسَ ما أبهى الجبال
وما ورائها
من أصول الطلائع والقبائل
ومن كتبانٍ
ومن رمال
شاعرة من المغرب