الرئيسية / ابداعات / إن بعد العسر يسرا – فاطمة الديبي

إن بعد العسر يسرا – فاطمة الديبي

إن بعد العسر يسرا –  فاطمة الديبي

 

مرت ليلتها كالليالي السابقة؛ تفكير وأرق وحزن شديد؛ لكن شيئا واحدا لم يكن معتادا فجر ذلك اليوم والذي أفاقت عليه ليلى بعد أن أخذتها سنة من النوم، ويتمثل في أنين الأم غير المعتاد، وحدة سعالها المختلط بالتأوهات الشديدة، هذا الأنين أثار في قلب الفتاة خوفا وكمدا على ما هي فيه، فوجدتها تتصبب عرقا وقد أخذ منها الجهد مأخذا عظيما. فانحنت عليها ووضعت يدها على جبينها فوجدته كالجمرة من شدة الحمى، فأفاقت الأم، فلما رأت المسكينة ابنتها وهي على ما هي عليه أرادت التخفيف عنها في حنان بأقوالها المعهودة المتخللة بالسعال :

–  لا تحزني يا ابنتي فأنا بخير… كالعادة …

– لا يا أمي، أنت لست بخير، فأنا لست مطمئنة عليك.. حالك تسوء يوما بعد يوم، والسعال لا يكاد يتوقف، سأعمل كل ما في وسعي لشراء الدواء. لقد نصحني طبيب المستوصف يوم كشف عليك أن هذا الدواء جد هام لك في حالتك هاته، ولا يجب الاستغناء عنه، وما كنا لنستغني عنه لولا غلاء ثمنه وقلة مالنا…

–  لا عليك حبيبتي؛ ستتحسن حالتي ….كالعادة

–  استريحي ولا تعيري ذلك اهتماما سأتصرف..

فتركتها ثم خرجت ولكن شيئا استوقفها، إنه ذلك الصوت الشجي الذي ينبعث عبر الأثير بين الفينة والأخرى في حيها ليتسرب إلى أعماقها.. فأنصتت إلى أن انتهى الصوت… إنه تجويد للقرآن الكريم بصوت ملائكي… هي لا تعرف مصدره لكنه يدخل لقلبها وجوارها الطمأنينة والفرح والأمل فيما هو قادم وكأنه يقول لها إن الله معك فلا تنسي.

انتهت القراءة وبانتهائها بدأ التفكير … لقد وعدت أمها بالدواء فكيف ستتصرف، وماذا عليها أن تفعل في زمن أصبح فيه الحصول على المال الحلال صعب ؟!!!

تمددت في فراشها على أمل أن يتأتى الفرج صباح ذلك اليوم وهي تردد قول العزيز الحكيم :

(إن بعد العسر يسرا إن بعد العسر يسرا)..

 

قاصة من المغرب

عن madarate

شاهد أيضاً

معانٍ مجنّحةٌ – ريما آل كلزلي

معانٍ مجنّحةٌ ريما آل كلزلي   عند الطّيرانِ تهربُ المسافاتُ فيقفزُ الحبلُ والهبوطُ سرابٌ   …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *