في إطار تخليد الشعب المغربي لذكرى ثورة الملك والشعب، وبمناسبة عيد الشباب المجيد، تعززت البنيات الثقافية بمدينة أكادير بتدشين المركز الثقافي محمد أبزيكا بالحي المحمدي بتاريخ 20 غشت 2019، وذلك بإشراف من السيد أحمد حجي والي جهة سوس ماسة وعامل عمالة أكادير إداوتنان. ويعتبر هذا المشروع نتاج عمل مشترك بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والمجلس الجماعي لأكادير، ومركز سوس ماسة للتنمية الثقافية بتنسيق مع مجلس جهة سوس ماسة، وقد أسندت مهمة تدبير مكتبة هذا الفضاء الثقافي بالإضافة للمكتبة الوسائطية المتواجدة بدار الشباب بجماعة أورير لمركز سوس ماسة للتنمية الثقافية؛ حيث يندرج كلا المشروعين ضمن مشروع شبكة القراءة العمومية بعمالة أكادير إدوتنان.
يعتبر هذا المركز إضافة نوعية للمشهد الثقافي لمدينة أكادير، وخصوصا بالحي المحمدي الذي تعزز بأول منشئة ثقافية تعنى بالكتاب والقراءة والتنشيط الثقافي، ما سيكون له من غير شك أثر جد إيجابي على ساكنة هذا الحي الواعد، والذي يتميز بكثافة سكانية ودينامية جد مهمة، كما أن لهذا المركز رمزية ثقافية على اعتباره يحمل تسمية المرحوم محمد أبزيكا؛ أحد الرموز التي بصمت التاريخ الثقافي والأدبي لمدينة أكادير وسوس عامة. لذلك سمي المركز باسمه تكريما لروحه واعترافا بما قدمه للمشهد الثقافي بسوس من عطاء وخدمات جليلة.
وعيا منه بأهمية هذا المشروع الطموح في الخريطة الثقافية لمدينة أكادير ولجهة سوس ماسة عامة، انخرط فيه مركز سوس ماسة للتنمية الثقافية بكل تلقائية منذ الإعلان عنه؛ خصوصا وأنه يهم تشجيع الكتاب، ويستهدف مضاعفة نقط القراءة وتوسيع دائرة انتشار الكتاب بعمالة أكادير إداوتنان قبل أن تعمم التجربة على باقي عمالات وأقاليم الجهة.
لذلك سارع المركز بمجرد تكليفه رسميا من طرف السيد الوالي بتسيير المكتبتين الوسائطيتين بكل من مدينة أكادير وجماعة أورير؛ لتوظيف طاقم شاب يتكون من 5 أطر خصيصا لتتبع هذا المشروع، وذلك انطلاقا من شهر يونيو 2019، وقد واكب هذا الفريق مختلف مراحل الإنجاز بتأطير من مركز سوس ماسة للتنمية الثقافية:
1) مرحلة الاجتماعات الأولية التحضيرية بمقر عمالة أكادير إدوتنان
2) مرحلة استقبال وجرد الكتب
3) مرحلة تصنيف وترقيق الكتب بناء على النظام الدولي للتصنيف (ديوي العشري)
4) ثم أخيرا مرحلة استقبال الرواد وتنشيط فضاءات المكتبتين انطلاقا من بداية شهر شتنبر 2019..
هذا وقد خضع الطاقم لسلسلة من التداريب والتكوينات من أجل دعم قدراته فيما يتعلق ببرامج الكتاب والقراءة والتنشيط الثقافي والتربوي عموما، ولضمان شروط السلامة الصحية بفضاءات المكتبة، وظف المركز كذلك مكلفة بأشغال الصيانة والتنظيف انطلاقا من تاريخ فتح فضاءات المركز الثقافي محمد أبزيكا في وجه العموم.
حاليا يضم المركز 1200 منخرطا
ولد محمد أبزيكا بمدينة أيت ملول سنة 1951 وتوفي بها سنة 2014 بعد صراع مرير مع المرض. كان المرحوم أستاذا مساعدا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير (1984-1993) وفاعلا جمعويا نشيطا ومثقفا عضويا له دراسات عديدة في الثقافة المغربية بشقيها الأمازيغي والعربي. تلقى تعليمه الأولي في أحد كتاتيب أيت ملول القرآنية، وتعليمه الابتدائي بمدرسة العهد الجديد بأيت ملول دائما، والمدرسة العتيقة بسيدي بيبي وغيرها، كما أتم تعليمه الثانوي بالمعهد الإسلامي محمد الخامس بتارودانت، وبعد ذلك التحق لمتابعة دراسته العليا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس حيث حصل على شهادة الإجازة في اللغة العربية وآدابها سنة 1972 منجزا بحثه للسنة الرابعة حول موضوع: “الشاعر الشعبي المصري أحمد فؤاد نجم”، تحت إشراف الأستاذ أحمد المعداوي المجاطي. كما حصل على دبلوم الدراسات العليا سنة 1987 ببحث تحت عنوان: “مكونات النظرية الشعرية عند أدونيس”، تحت إشراف الدكتور أحمد الطريسي أعراب، والذي أشرف كذلك على أطروحته لدكتوراه الدولة في موضوع “عقدة حمو أونامير في الأدب المغربي المعاصر”، إلا أن مرضه حال دون مناقشته لها بالرغم من إتمامها.
هذا وقد أخدت جامعة ابن زهر مبادرة طيبة في حقه بمنحه دكتوراه فخرية بتاريخ 26 يونيو 2019 على إثر مناقشة أطروحته في جلسة عمومية بكلية الآداب والفنون والعلوم الإنسانية بأيت ملول، وذلك تقديرا لجهوده التأسيسية العلمية والفكرية والتربوية، مع الإشارة إلى أن إثمه أطلق على إحدى ساحات هذه الكلية تخليدا لذكراه العطرة بمسقط رأسه أيت ملول.
مدير المركز الثقافي محمد أبزيكا من المغرب