الرئيسية / وجوه واسماء / بورتريه الشاعرة مليكة العاصمي: نخلة مراكش الحسَن الكامَح

بورتريه الشاعرة مليكة العاصمي: نخلة مراكش الحسَن الكامَح

بورتريه الشاعرة مليكة العاصمي: نخلة مراكش (الجزء الأول) الحسَن الكامَح

 

 

قيل لي: من هي مليكة العاصمي…؟؟

وهذا من باب التعريف لا من باب الـتصنيف… ومن باب التأليف لا من باب التحريف.

قلتُ: هي نخلة مراكش الباسقة التي تظللها صيفا وشتاء…

وهي الجامعة والباحثة التي زينت رحاب جامعة محمد الخامس والقاضي عياض أعواما…

وهي شاعرة نشرت أحرفها الشاعرة ديوانا موسوما بكتابات خارج أسوار العالم أزهارا…

وهي من الرواد المؤسسين لحركة الحداثة الشعرية وما بعد الحداثة تجديدا…

وهي بين ذا وذاك أول امرأة اختارت أن تصدر جريدة ومجلة اختيارا… ولم تكتف بهذا بل طرقت أبواب السياسة فكانت أول امرأة منتخبة: فامتد اسمها من مراكش إلى خارجها، سياسية ومثقفة ومبدعة ومناضلة ومدافعة لقضايا النساء.

هي الشاعرة التي صفقت لها الأيادي على طول نصف قرن وزيادة، أشعارها امتدت من مراكش الحمراء لتنثر الجمال بين أصوات حنجرة ميتة إلى بقاع بعيدة، فكرمت وشرفت… كتبت فأبدعت… ألقت فأمتعت… من الصعب أن تذكر الشعر ولا يذكر اسمها، هي ضلع المثل الشعري المراكشي مع إسماعيل زويريق وأحمد بالحاج آية وارهام….

لا يختلف اثنان أن صوتها الشعري له طابع خاص… طابع حداثي، ثائر على كل المعتقدات، منغمسة في واقع يكتبها يوما بعد يوم… غائصة في أعماق الإنسان المناضل المكافح ضد سوط القمع…

هي ان اختارت أن تكون شاعرة لا لكي ترضي ذاتها وكفى، بل لتناضل من أجل الكلمة الحداثية ذات العمق البعيد… وتنشر الجمال بعيدا عن تعقيدات اللغة والبلاغة… هي شاعرة بالفطرة.. وشاعرة بالتكوين، وهي من عائلة مثقفة بصمت فيها عشق الكتاب والحرف والكلمات.

لم يكن مسارها سهلا كي تكون أول امرأة تصدر أول ديوان شعري نسائي… أو تصدر أول جريدة ومجلة “الاختيار” كاسم نسائي في الوقت الذي كانت المرأة مرغمة أن تبقى مرهونة بين جدران البيوت… مربية لا غير… وتكون أول أستاذة جامعية..

كل هذا جاء بعد تكوين قوي في بيت يؤمن أن للمرأة الحق في كتابة الجمال، والتغني بالشعر في قاعات تغوص بالرجال… فقرأت أشعارها في المؤسسات التربوية على التلاميذ وفي الجامعات على الأساتذة والطلبة بروح قوية لا تخشى انتقادات أو ملاحظات ذكورية.

(لك يا شاعرة

شقت الطريق إلى الأبعاد

أن ترتاحي من تعب السنينْ

وتكتبين ما تبقى لك من قصائد

تنشر السلام والحنينْ

فأنت نخلة مراكش الباسقةُ

التي لا تعرف الانكسار وصوت الأنينْ

لكِ هذا الأفق قصيدة تعيد تمجيدكِ

بعدَ أن سوتك مراكش أميرة الحصن الحصينٍ

فسلاما لك شعر تجلى

يرابط بين عينيك طول السنينْ

 

 

أكادير 23 مارس 2018

عن madarate

شاهد أيضاً

بريد الغياب الشاعر – الحسَن الكَامَح

بريد الغياب الشاعر الحسَن الكَامَح   توطئة: صغيرتي العزيزة… ابنتي الوحيدة… أعرف أنك لم تعودي صغيرة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *