بين طوق كدحٍ وتَوق انعتاق
أجاءتني جميلُ صدفةٍ حداكَ
إلى جذع أمنٍ وأمان…..
أيها الهادر
داكناً كسِفرٍ من بدء الزمانِ
بياضك استباحني
دون استئذانٍ،
غوايةَ موجاتٍ تتْرى،
من هَدْأة التسليم
تُحررني، تسبيني،
مرجانَ أحلامٍ
يتخطى صخورَ الشطآنِ…
أيها الغامر
صاخباً كصوتِ قرصانٍ
عُبابك يغمرني، يُغَرِّب بي
أحْبَرْتَني، أَبْحَرْتَني
مَدَّ أفقٍ، جزر شطٍّ
أنشوطةً لأرجوحةٍ
مِني تنشُلُني، تُنشيني
من جِيئة لبسٍ
وذهابِ رجْحانٍ…
أيها الخائر
واهياً بوجهِ الخلجانِ
من حصىً وحَصاةٍ
تحصي عليَّ رذاذَ تِيهٍ
تَحُصُّ سُلُو الأشجانِ
تُلحِف منكَ استنقاذي
تَحُفُّ سكرةَ تَيهي
نشوةَ زَيغي، بصحوةٍ
من آنفٍ وآنٍ…
أيها الغادر
متلوناً كصروف الزمان
فيمَ منك التحريرُ؟
وليس منكَ عليه إِصْر،
وأنت بوجه طمْيٍ أو صَوّانٍ
منبطحٌ أو منكسر
لتُسْلمني لصخرةِ أوجاعٍ تختمر
قيحَ يقينٍ، طوقَ قطيعٍ
أُوارَ رِقٍّ قانٍ…
هلاّ جلوتَ البياض، وتركتني
في رَبْقةِ رَوْحِ القُنوط
بالمداراة أعاني…..
شاعر من المغرب