حوار مع الزجال فؤاد البياز القاسمي حاوره الشاعر الحسَن الگامَح
- كيف يرى الزجال فؤاد البياز القاسمي الزجل أو الشعر بالعامية ؟
أرى في الزجل او الشعر العامي هو قول عامي يرقى إلى مرتبة الشعرية اصطبغ بلون التربة عبر الأحزمة الجغرافية، في نظري القصيدة العامية تختلف صياغتها من ذات إلى ذات ومن لغة مشتركة إلى لغة محلية وتتعدد الوانها واشكالها واصنافها ومراتبها. من قول انشادي إلى بوح صادق.
- من أين استمدت تجربتك الزجلية ؟وكيف دخلت إلى بحر الكتابة الزجلية؟ ولماذا اخترت الكتابة بالعامية؟
سأجيب اولا عن الاختيار بالكتابة الزجلية وكيف دخلت إلى بحر هذا العالم المدهش اغواره، صراحة اخوك مكره لا بطل، لم يكن لي رغبة في الكتابة الزجلية وكنت أجهل قوالب صياغته الشعرية وانزياحاته، وكنت أحسب الزجل بحرا في متناول الكل لكونه لهجة يومية متداولة لا ترقى الى سمو النصوص البلاغية ومحسناتها اللفظية ،حثى عشت حدثا مؤلما سنة 2015 حيث (توفي لي ابن) فكتبت قصيدة زجلية مرثية متواضعة، اثرت في سامعها، فأدركت حينها ان الزجل له من حمولات من القصيدة العربية اكبر وأشق ،وانتبهت لتاريخ التراث الشفهي في المغرب وادركت اني وقفت على معضلة هي اشكالية لهجية للشعر العامي، ليس سهلا ان تخوض غماره إذا كان المعرب الفصيح بقواعده يصنع لك إطار موزون يمكنك أن تسير عليه فالزجل إطاره متعدد في الشرق والغرب، وبحور وزنه تتعدى المائتين، ويتكيف مع التضاريس والكانتونات المحلية .فاستفزني الفضول لسبر أسواره وممارسة كتابة الزجل، في الحقيقة اختيار مفاجئ، يسألني الكثير عن القاموس الزجلي العروبي الذي أمتلكه ،بينما أنا ابن مدينة وعشت في المدينة، بل عشت جميع العطل القصيرة والطويلة في البادية حثى امتلكت اللسان البدوي الاصيل، وعشت البادية بكل أصنافها واهازيجها وفنونها وحلقها وزواياها الصوفية بقيت تلك الرواسب في غشاء الذاكرة، وكأنها خزان استمد منه بلاغة القصيدة الزجلية وعنفوانها وميزانها، ان الحاضنة الشعبية للتراث المغربي تعتبر منهلا عذبا لكل الزجالين فالملحون والفن العيطي وكلام المجاذيب والامثلة الشعبية واهازيج التراث الشعبي وكل ما حفظته الذاكرة الجمعية أثر في من قريب أو بعيد واصبحت أدرك ان فن القول العامي هو حرقة.
- أين يلتقي الزجل بالشعر الفصيح…؟ وأين يفترقان…؟
كلاهما معربان الفصيح هو تلك اللغة التي حفظها القرآن الكريم والتراث العربي فيه لغة قريش العامية أنذاك فهناك لغتان عصر لغة العرب العاربة ولغة العرب المستعربة وهما أرقى لغتان حفظوا لنا البلاغة العربية مدونة منها الاشعار وسجع الكهنة، ولم يظهر الزجل الا بعد تجانس اللغات وتطور اللغة اليومية المتداولة عبر الأحزمة الجغرافية فالزجل والشعر الفصيح يلتقيان في فن النظم ويفترقان في قاعدة المهتمين والسامعين.
- كيف ترى التجربة الزجلية في السنوات الأخيرة؟
لقد انتشت الأذن السامعة عبر قرون من فن السماع والملحون والغوثة الصوفية مرورا بكلام الظاهرة…الخ ففي بداية الثمانينات أخذ الزجل صبغة القصيدة النثرية فظهر لون ما يصلح عليه هو زجل الحداثة
لكن مؤخرا بدأت تلوح الانتكاسة في الإبداع برمته أمام تصاعد أبواق التفاهة وتراجع الكلمة الصادقة،
- تعددت التجارب … هل يمكن الحديث عن تأسيس تجربة جديدة … ؟
يرجع الفضل إلى أولئك الذين صاغوا صورة الزجل الحديث كس احمد المسيح وغيرهم في مطلع الثمانينات، فصاحة لطالما تقت إلى جانب بعض المبدعين كالأستاذ رحال الادريسي والأستاذ نور الدين حنيف والأستاذة وفاء جليدا إلى بلورة العمل الإبداعي ليعالج وقضايا انسانية وخاصة الزجل الذي هو أقرب إلى الشارع اليومي فوضنا مشروع ذائقة الجمال يبنى على الجودة والابيان، ولما لا تكون تجربة جديدة تساير الانسان ىفي أناه والعقل في تجريده والنفس في اغوارها والروح في سكناتها.
- هل يمكن أن يكتسح … ؟
نعم يمكن أن يكتسب الشعر الفصيح اذ بادر النقاد بكل أمانة علمية ضبط صياغته والا ستكون انتكاسة .من تركيبة القصيدة الزجلية وقاموسها يمكن أن نحدد مركد الزجال.
- ما مشاريعك المستقبلية ؟
بعد ديوان سر النون
ووجع لمداد
وحيوان عمالقة الزبالين العرب
سيصدر قريبا ان شاء الله ديوان الدباغية هو مجموعة من الاهازيج الغنائية ثم ديوان مقراج وسبولة، وسأحاول ان أصدر زجليات مسرحية.
- كيف يرى فؤاد البياز الزجال فؤاد البياز؟
أود ان ابلغ رسالة إلى الزجالين، الزجل أمانة الزجل حرقة لا زجل لمن لا أمانة ولا حرقة له ،إن الحرف الزجلي بعدما استلب روحي قد عذبني
ورقة تعريفية
فؤاد البياز القاسمي
اجازة جغرافية طالب ماسترsig
شاعر وزجال وباحث في التراث الشعبي
باحث في النظم المعلوماتية
رئيس الجمعية الوطنية لصقارة القواسم
رئيس الصالون الثقافي للإبداع
امين جمعية الطفولة والشباب للتنمية
صدرله:
- ديوان سر النون
- ديوان وجع لمداد
- ديوان عمالقة الزجالين العرب
- القراءات لمجموعة من الزجالين والادعاء
قصيدة سوارت لهوى
مكايان لاطاسة لا يدها
ولافرارة مايلحسو لكلاب
جبد اقلبي وعشق
لوكان عندي سوارت لهوى
ندلل قلبي للعشق خديم
ما نصيب لغرام بْريّه
كي كان قلبي حديد
ذاب نحاسو في نصال
لبكى .مالقيت لو حجيه
شفار محبوبي قراو فيَّ
جبال لهموم في دواخلي
من مثقال الضر مطويه
نسال ولا من يرد علي
خبار لمحبوب في سرار
قلبي شلا خبار منسية
ضركوك علي جبال الشوق
مانصيب من حر الضر نطير
كرواح الطير في لعشية
كان ونسي في لخليلة
دوا لي من العلة كل ليلة
ولكسدة زنتها بالف وقيه
يا ولعي بك في ليلي
وحشك في ضي النجوم
من حر الشوق نحوز كيه
مادا شفت في من بهاك
ولعين قتالة كانت الطعنة
من رماحها مازال ديه
مادا تنزهت في مروج لولع
ونوح على غياب لمحبوب
في شراك أو في مخالب حديه
شحال قبلت وجه الشمس
نسول شعاعها واش ضوا
سوالفك في الصبحيه
شحال عنقت ضفاير لبدور
نسول غزالي فين راح
يصبح في حضني بكريه