حوار مع المبدع الشاعر الدمشقي هيثم المخللاتي حاوره الشاعر الحسن الگامَح
- كيف يرى المبدع هيثم المخللاتي الكتابة بصفة عامة؟
الكتابة عندي حالة شَغفٍ كُبرى أتدثر بها وأرسم ملامحها في ذاكرتي لتخرج منها الحروف وقد اكتست حُلّةً من بياض الروح بكل آمالها وآلامها بكل فرحها وحزنها
أعني هنا أنني ألتمس فيها تلك الصور والمعاني والتراكيب في قالب القصيدة التي غدت الجزء الأهم في مسيرتي الحياتية
ومن هنا تأتي الكتابة في مضمونها بهذا الاتجاه الممزوج بين الحُلم والواقع الذي أعيشه.
- من أين استمددت تجربة الكتابة؟ وكيف دخلت بحر الكتابة؟
الكتابة ليست ترفاً ولا يليق بها أن تكون مجردة من الإحساس والشعور
لذلك بدأت الكتابة باعتبارها الطريق الذي القاه صدفةً أو قدَراً أو تنفيساً عن حالة اعيشها أو مررت بها كما مرّ بها من سبقنا من أساتذتنا وأبدائنا
وقد بدأت علاقتي بالنشر حينها على خجل حيث التمس بعض الرفاق أنني أجيد التعبير والسرد في الحكاية باعتبار أن القصص هي فرصةٌ للظهور والاندماج التام في هذا العالم والفضاء المتسِع والممتد عبر الآفاق
- أي صنف من الكتابة تجد فيه ذاتك حين تكتب؟ ولماذا؟
نصوصي الأولى كانت في القصة القصيرة . والمسرح
ثم تطورت الحالة واتساع الأفق مع القراءة بما تيسّر من الكتب الى البحث عن آفاقٍ أرحب الى عالم القصيدة التي جاءت في مخاضها الأول كأي تجربة بين الكتابة والتعديل والتصحيح وأخذ رأي المهتمين حتى تمكنت في خوض غمارها بكل اقتدار ولا أزال أُعلّم نفسي لتطوير أدواتي وقدراتي
- كيف ترى تجربة الكتابة في العالم العربي؟
كان أول نص نشرته سنة (١٩٨٢ قصة جنازة صامته وكلاب )
- مع تطور التكنولوجيا، هل يمكن الاستغناء عن الكتابة؟
هي القصيدة وحدها التي أعبر بها في الآفاق رغم اشتغالي بالبحث عن لقمة العيش والتي دفعتني الى الاستقرار هنا في المملكة العربية السعودية واستقر بيد المقام في طيبة الطيبة ومدينة المصطفى عليه السلام
( نص من وحي المدينة المنورة )
- ماذا تضيف الجوائز الأدبية للكاتب؟
لست في مقام تقييم تجربة الكتابة في العالم العربي لكنني أستطيع القول أن اللغة العربية غنية بالمهتمين فيها
ولا شك أن السابقين علمونا وتعلمنا منهم عشق الكتابة وعشق الحفاوة باللغة حتى اصبحت الكتابة هي الرئة التي أتنفسها واعيش من اجلها
- مع تطور التكنولوجيا، هل يمكن يوما ما أن نستغني عن الكتابة؟
الكتابة هي فضاء متسع
والتقنية هي واحدة من روافدها الإبداعية ولا يمكن أن نقصي المراحل في تطورها واتساق صيرورتها
ومن هنا أستطيع التأكيد على أهمية الاستفادة القصوى من التقنية وبالطبع لن تكون التقنية عائقاً بل هي واحدة من أهم الأدوات في انتشار الكتابة ودعمها والتفاعل معها
- ماذا تضيف الجوائز الأدبية للكاتب؟
الجوائز في تقييم ذاتي من مجموعة متخصصة وعي دافع جيد لدعم الحركة الأدبية رغم تحفظي على فكرة آليتها واختيار الأجدر
لكنها تبقى هدفاً للبعض وقد تكون ذات ابعاد في دعم الحركة الأدبية والثقافية في بلادنا
- ما مشاريعك المستقبلية؟
عند ما يعدد لا بأس به من النتاج الأدبي والشعر بخاصة ربما ترى النور قريباً في حال توفر الظروف والقدرة على تبني نشرها
- كيف يرى الإنسان هيثم مخللاتي المبدع هيثم مخللاتي؟
أنا حالة مشتركة ومندمجة مع ذاتي فلا يمكن أن أفصل ذاتي عن واقعي وعما أشعر به وأكتبه
لذا ارى الشاعر وأرى هيثم في مركب وبمجدافٍ واحد وكفين وساعدين لخوض غمار البحر والحياة
- كيف ترى سيرتك الذاتية
ربما تكون سيرتي الذاتية التي اتمنى لو أسعفني الوقت في كتابتها فقط لتكون ذات قيمة لأبنائي وبناتي في حياتهم
ورقة عن المبدع السوري هيثم المخللاتي
- من مواليد 1957 بدمشق سوريا
- مقيم بالسعودية
- عضو الجمعية العمومية بنادي المدينة المنورة الأدبي الثقافي
صدرت له الدواوين التالية:
- تغيرات في زمن الصمت
- ذاكرة الياسمين عن دار سوريانا سنة 2016
- ثورة الزمان عن دار سوريانا 2016
- جدائل الملح عن دار سوريانا
- شجر أصفر عن دار سوريانا سنة 2017
- جمر ورماد عن دار سوريانا سنمة 2018
له تحت الطبع:
- ما لم تعلمه ليلى
- توت شامي
- شجرة اللباب
نص شعري : سربُ اليمام
…………..
ألفيتُ صوتكَ في دمِي متصوفا
والوجه يبدو ناسكا متعففا
–
وهنا أراك كما النخيل يزورُه
سربُ اليمامِ فما أطالَ ولا اكْتفَى
–
تلك المعاجِمُ ليس تَدري دمعتي
وأنا أزيدُ الأبجدِيّةَ أحـرُفا
–
ومدينتي ليستْ تُعادِي نورساً
ما دمتُ أرنو للمقام تلهفا
–
انظر إلى الريحانِ يحكي مجدها
ويرى الجمالَ بكلِ وجهٍ متحفا
–
وأنا أقدّسُ ما وجدتُ مِنَ الضّحَى
وأرَى رفاتي بالبقيع تشَـرفا
–
تلك المآذن بالأذان حفيَّـةٌ
يا فوزَ من سمع الأذان وطوَّفا
–
وترٌ على نورِ المسافةِ سابِحٌ
والضوءُ في عرفِ المكارم ما جفَا
–
قمر الزمانِ ، وما سواه مُشَفَّـعٌ
والحقُ يصبحُ حينَ يصبحُ مصحَفا
–
وهُدَى النفوسِ إلَى شرافةِ دينِها
حتَّى يعانِقَها السّنَا ويُشرِّفَا
–
يا سيّدي ـ وأنا المُقِرُّ بزلَّتي
حرفِي بحبّـكَ لا يزالُ مُعَـرَّفَا
–
للشام عشق في الخفوقِ قصيدةٌ
وهنا يواسينا الحبيب المصطفى
—-