الرئيسية / دراسات / سيكولوجية الجملة الفعلية وجمالياتها في شعر محمد الشحات عاطف عبد العزيز الحناوي

سيكولوجية الجملة الفعلية وجمالياتها في شعر محمد الشحات عاطف عبد العزيز الحناوي

سيكولوجية الجملة الفعلية وجمالياتها في شعر محمد الشحات عاطف عبد العزيز الحناوي

 

في مختارات من دواوين الشاعر الكبير محمد الشحات حاولت أن تغطي القصائد التي اخترتها مراحل إبداع الشاعر بدءا من السبعينيات حيث صدر ديوانه الأول وصولا إلى اللحظة الراهنة حيث يستمر شاعرنا في الإنتاج والإبداع والعطاء والتجدد والغزارة وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء وقد عمدت إلى اختيار القصائد الآتية وهي نماذج دالة على شخصية شاعرنا المتفردة ونعرض  إلى ملاحظات حول بناء القصائد والتصوير الفني وبلاغة الجملة الفعلية فيما اخترناه من قصائد وعلاقة الجملة الفعلية بترسيخ مشهدية القصائد ودراميتها العامرة بالحركة والتوهج .

وهذه المختارات من شعر الأستاذ محمد الشحات إنما هي عينة دالة بعمق على إنسانية التوجه في إبداع شاعرنا الكبير ومنذ ديوانه الأول وقد لاحظت ذلك وبحثته في دراستي النقدية المنشورة ضمن كتاب ( المرايا النقدية ) لم تكن هذه الإنسانية والروح الصوفية الشفافة التي تبدت لنا في ديوان(رجل مسكون بالزرقة) لم تكن شيئا عابرا بل هي قضية حياة بالنسبة لشاعرنا وعلامة بارزة في طريق تجربته الشعرية ومشواره الطويل .

وقد تأكد ما ذهبت إليه حينما اطلعت على مجموعته الكاملة ،أضف إلى ذلك أنه مع كل قصيدة اطلعت عليها من شعر الأستاذ محمد الشحات الراجحي، ترى نفسك أمام مشروع فكري وإبداعي عريض، حتى حينما تجنح القصيدة نحو التقريرية بعض الشيء فإنها تقريرية شعرية تخدم السياق العام لأفكاره و لتجربته الشعرية .

ومنذ القصيدة الأولى في الديوان الأول (الدوران حول الرأس الفارغ) الصادر في العام 1974 تجد نفسك بإزاء مبدع يؤمن بقوة بأهمية الفعل فالأفعال هي التي تبني وتعمر فإن الإيجابية والحركة أقوى من و أكثر فعالية – بلا شك – من الكلمات فالرجال أفعال لا أقوال ولكن الكلمات ضرورية لتحريك الهمم وإيقاظ المشاعر وتحريك النفوس للعمل والحركة والحياة ألم يقل عبدالرحمن الشرقاوي ( الكلمة ) في مسرحيته الخالدة “الحسين ثائرا” أن الكلمة شرف  وهي تسطيع أن تبني كما تقدر أن تهدم وبعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشري على أن يتبع الكلمة أفعال تؤكدها وتعلي من قيمة الإنسان وتضيء مصيره ومسيرته وإلا وقعنا في فخ “صحراء اللا فعل واللاجدوى” الذي حذر منه صلاح عبدالصبور في ديوانه “الإبحار في الذاكرة”.

ومن هذا المنطلق نجد أن الجملة الفعلية لها حضور كبير في جُلّ قصائد الشاعر ،

وانظر إليه يقول في قصيدة (برقية دورانية) من ديوانه الأول (الدوران حول الرأس الفارغ)  ص7 من المجلد الأول من الأعمال الكاملة ،

وقد صدّر بها الشاعر ديوانه الصادر في العام 2011 (المترو لا يقف في ميدان التحرير) ص

463

وقد أشار هو نفسه إلى ذلك في هامش الصفحة 463 مما يؤكد على وعي الشاعر بوحدة مشروعه الشعري[1]،

يقول :

إن لم تقدر أن ترفض شيئا تكرهه..

فانزع رأسك

وابحث عن رأس تحمله

كي تحيا حرا أبديا

فأنا أبحث كل مساء

عن وجهي ..أو عن كفي

أخشى أن يأتيني يوم

ألبس وجها لا أعرفه

أو أملك كفا

تصنع أشياء لا أرغبها

أو تمشي قدمي إرغاما

من أشباح الخوف المزروعة

في عالمنا

ما أسوأ أن نحيا قتلى

لا عين تنظر ما يجري

أو كفا تصنع أحداثا

 

إذن فالنص صالح رغم انقضاء ما يربو على أربعين عاما على تاريخ كتابته الأول.

 

وانظر إليه في قصيدة “انهض فقد نهض الحجر”، ص 260، وقد تفاعل مع انتفاضة أطفال الحجارة بفلسطين الأبية ،وقد بدأ نصه بالجملة الاسمية “قلبي حجر” وكأنه يصدر حكما ثابتا يقينيا لا يقبل الجدال ثم تتوالى الجمل الفعلية كأنها طلقات رصاص يقول الشاعر:

قلبي حجر

تتساقط النبضات منه أو تخر

ويظل أطفال الحجارة

يقطعون الصمت

من وجه البشر

من أي لون جاءنا الوجه المعفر ؟!

آه .. يا وطن الحجر

الكل لا يعلوه غير الصمت

والصوت المصرّ

في أننا

سنحيل أسلحة القرون القادمات

إلا ملايين الحجر

ويقول الشاعر في قصيدة “اعترافات قبل الرحيل” ص 47

(وألفاظ الاعتراف والبوح والإقرار كثيرة في شعر الأستاذ محمد الشحات حتى في عناوين القصائد فكأن الشعر عنده هو حالة من الاعتراف والبوح النبيل)[2] ،يقول الشاعر :

أعرف أني لن أرحل عن هذا العالم إلا مقتولا

فلتحملني كل كفوف الأطفال البؤساء

ولتجعل من أحزان العالم

كفنا يسترني

ولتحفر رمسي

في كل بطون الجوعى

والتعساء

ليمض كل منا

يستر جرح الآخر

ولنحتكم بإنسانية هذا العالم

في أنفسنا

ولنغتال الحقد القائم فينا

من زمن خطيئتنا الأولى

وفي رثاء للشاعر نجيب سرور يقول شاعرنا في قصيدة بعنوان (هل تسقط الجياد قبل أن تتم دورة العناد والمشاكسة؟) ص102

لم يعد بيننا مثلما كان يصغي إلينا

ونلقي قصائدنا عن هموم الوطن

إنه الداء يا سيدي..

غير أن بلادك لا تمنح الدفء للعاشقين

فلا يملأْ الحزن وجهك

دعه ينام

هادئا مطمئنا

لم نك نعلم أن الرحيل الفجائي

يوما سيأتي علينا

و أنك تمضي

إلى رحلة الصمت

ما كان صوتك يوما

يهادن ..أو يرتخي

 

ويقول عنه أيضا في القصيدة نفسها :

يقولون : كان يغني لها

وحين طوته المنية كان يغني لها

يعذبنا عشقها

فنخبئها في حروف الدراسة

بين دفاتر أشعارنا

ثم نمضي بها

هذا الشاعر العاشق الذي يوما تكون قصائد شعره خبزا للقادمين على حد تعبير محمد الشحات.

ويقول عن صلاح عبد الصبور ي رثائه أيضا في قصيدته “أمهلني يا وطني أن أبكيك و أبكيه معا” ص208

من يا فارس هذا الزمن

القادم من أنهار الحكمة

غنى للبسطاء

وللوطن الغائب

أمهلني اللحظة

حتى أفرغ من ذاكرة القلب

الحزن البائد

والشاعر هنا يستلهم نصوص عبد الصبور في مطلع النص الذي بدأ شاعرنا محمد الشحات بالاستفهام وهو استفهام بلاغي لا ينتظر إجابة عليه بل هو لإظهار الحزن والتفجّع وللتقرير ولا عجب إذن أن تبدأ القصيدة بالجملة الاسمية – للتقرير- تتلوها الجمل الفعلية ” غنى – أمهلني – أفرغ …”.

ويقول الشاعر في نص “أنا لا أعشق الفولجا” ص199:

الصحو يحمّلني

غناء العابرين

مرارة الأيام في الزمن الذي..

ضاعت مهابات الرجال

فهل يعاود الشموخ

وكنت يا وطني غنائي

هفهفات الحلم

صوت أبي يحدثنا ..الرجولة

كنت يا وطني

تعلمناك

حين تودع الأطفال كل شقاوة الطفل

وحين تكون فوق الشمس

حين نودع النهم البطيء

ونعشق الإبحار والإعصار والأزهار حين تفوح بالعطر

تعلمناك في الكتب القديمة

في “صلاح الدين” ..”سيف الله”

والفاروق ..والشعر

تعلمناك حين تطيح بالتتر

المغول والفرس …

وفي هذا النص يقارن الشاعر بين الوطن ولحظات العزة التي مرت عليه مستدعيا شخصيات “صلاح الدين وعمر ابن الخطاب وخالد ابن الوليد” ليضعنا في قلب الوجع عبر المفارقة فهذا زماننا الحاضر الذي ماتت فيه “مهابات الرجال” وذلك زماننا القديم زمن العزة والشموخ فهل ترانا نعود من جديد ويعود الوطن شامخا مثلما كان ؟! ولأن الشاعر يعي بفداحة الأزمة فقد جاءت أفعاله متراوحة بين الماضي والمضارع وانظر تكرار قول الشاعر : “كنت يا وطني” و تكرار قوله : “تعلمناك” وما يلقيه من ظلال مأساوية!

ونتفق مع جليلة رضا في كتابها “وقفة مع الشعر والشعراء”[3]  إذ تقول:

“الحرص على وحدة القصيدة وتكرار القافية مهما بعدت والتزام التفعيلة والبحور وعدم التكرار إلا للضرورة ” مع “عمق التجربة وصدقها وعذوبة موسيقى الشعر” فكل شعر جيد لابد أن يكون فيه النغم ولابد من نقل التجربة الشعورية التي عاناها الكاتب إلى المتلقي ، وهذا كله متحقق في شعر محمد الشحات وهو حريص عليه أشد الحرص وإن وجدنا خروجا عن العروض الخليلي أحيانا قليلة جدا وقد أشرنا إلى طرف من ذلك في معرض حديثنا عن الأستاذ محمد الشحات في كتاب” المرايا النقدية” – ولعل ذلك من باب التجربة والتجديد أوما تمليه ضرورات البناء الداخلي للقصيدة كما تفرض نفسها على الشاعر.

وانظر إلى نص “ماذا تنتظرين الليلة ؟”ص213- 214:

ماذا تنتظرين من الأيام القادمة بأن تمنحنا

ماذا تنتظرين الليلة…

أعياد الميلاد تجيء تدق الأبواب

الأجراس

وتعلن أن العام سيأتي الليلة

يحمل في أكياس هداياه الخبز ..الأغطية إلينا

كان الجد يشب إلى المنضدة

الفارغة ..المملوءة بالأتربة

يشطر قطع الخبز الأسمر

كي نأكلها

تتلقفها الأيدي ..الأعين في لهف الجائع

هذا يوم العيد لدينا

ويقول في النص نفسه :

نحلم باليوم القادم

بالعيد القادم

وفطائر جدتنا الشمطاء

هذا الشيء المحفور بذاكرتي

كنت أراها

حين تفتّ بقايا الخبز وتصنعها

كانت تطفو فوق فطائرها

هذي البسمة ..

وأنا أسأل من أين تجيء الجدة بالبسمات إلينا ؟

لاحظ تتابع الأفعال ثم تأتي الجملة الاسمية لتدل على الشيء الثابت الذي لا ينمحي أبدا “هذا الشيء المحفور بذاكرتي ”

ولكن ثمة ملاحظة هي أن قصيدة “ماذا تنتظرين الليلة ؟” من ديوان “ عندما تدخلين دمي ” الصادر في العام 1983هي نفسها قصيدة “دخول الروح في الجسد المتجمد من أزمنة الموت” من ديوان ” الدوران حول الرأس الفارغ ” الصادر في العام [4]1974

ويقول الشاعر في ديوان (محاولات لا أعرف نهايتها) من قصيدة “رائحة تأتي من حيث ينام أبي” ص189 الجزء الثالث من الأعمال الكاملة:

كنت أمني النفس برائحة تأتي

من حيث ينام أبي

فلعل مواجع قلبي تهدأ

كنت أراوغ حزني

لا أبدو مرتبكا

حتى حين يجيء الفرح

ألازمه

كنت تعلمت مراوغة الأشياء

فأمرر ما يبهجني

وأحاول أن أخفيه

وأرسم عينا تضحك

قبل فوات الوقت

أحاول أن أغلقها

أرسم في أوراق العمر

زهورا ومروجا

تبهجني

وتشيع في قصائد شاعرنا الألفاظ الدالة على الأمل والرغبة والسعي إلى التحقق من نوعية : “أحلم ،أرسم ،زهورا ومروجا وأمنّي النفس ، قاوم ، غازل، أحاول ، تحبو ، والفرح” وغير ذلك الكثير مما يدل على علوّ الهمة وعدم اليأس، رغم لحظات الانكسار والضعف ولكنه انكسار مرحلي وضعف عابر.

ويقول شاعرنا في قصيدة “علني أكون غير ما أنا” من ديوان” البكاء بين يدي الحفيدة” من المجلد الثاني من الأعمال الكاملة:

حملت بعض ما حملته

في رحلة الأيام

وقلت: هل يحق لي

أن أعيد بعض ما تركتُ؟

وأنا أعاود الترحال

أن أرتب الحياة داخلي

كنت انكسرت ألف مرة

وخانني .. وخنتُ

وانسترت ُ

وانفضحتُ

غير أن حزني الذي أذلني

حين انقسمتُ

بين ما أنا وما أكون

ونلاحظ في هذا المقطع من النص كيف أن الأفعال جاءت على هذا الترتيب: الفعل الماضي : حملت -حملته – قلتُ   ثم يأتي الفعل المضارع: يحق -أعيد ثم الماضي في الفعل تركتُ – أعاود – أرتب ثم الماضي مجددا : انكسرت – خانني – خنت – انسترت – انفضحت – أذلني – انقسمت ثم المضارع من جديد في الفعل أكون فالشاعر هنا يتأرجح بين الماضي بكل ما فيه من شروخ ومآسٍ وبين الرغبة الصادقة في الخروج من النفق المظلم وعنوان القصيدة ينبئ بذلك من الوهلة الأولى ففيه التمني والرجاء وفيه الأمل كما تشي بذلك كلمة “علّني”.

وبشكل عام كما لاحظنا في شعر محمد الشحات ، فإنه يجيء فعل الأمر وهو بالأساس فعل فوقيّ كما جاء في تعريفاته في كتب البلاغة : أن فعل الأمر يكون على وجه “الاستعلاء” إلا أن شاعرنا ولأنه مهموم بالوطن وبالإنسان فهو مشارك في فعل الأمر فهو يحفز نفسه والناس في آن واحد ولذا فإن فعل الأمر عنده أشبه بصرخة في البرية لعلها توقظ الإنسان.

كما يأتي الفعل الماضي موحيًا باليأس والحسرة والرغبات التي لم تتحقق وإشعارا بالمفارقة بين ما كان وما هو حادث الآن ثم يأتي الفعل المضارع مفعما بالأمل والرغبة في التحقق والحياة والتواصل الإنساني وما أوردناه من نماذج يعكس ذلك بدقة ووضوح.

ويقول الشاعر في قصيدة “ميلاد حلم” من ديوان “سيعود من بلد بعيد” في قصيدة هي صورة كلية عامرة بالدراما والحركة والحوارية – حتى وإن لم توجد ألفاظ في الحوار لكنك تستشعره – مثل عامة أسلوب شاعرنا في معظم قصائده:

أجلس طفلته

في مرمى عينيه

انتبه لحزن

كان يغادر من مقلتها

حاول

أن يستبق الأحداث

بأغنية

كان يرددها

كيما تغفو

انتبه لطفل

كان يغازلها

زمجر

قاوم ضحكته

وتذكر ما كان يمارسه

في أيام طفولته

حاول أن يتفرس

وجه صغيرته

بعض ملامحها

ما عادت تحمل ما كانت تحمله في رحلتها

ضاعت لمستها

وانتبه الآن

لما أخفته بركن من عينيها

انفتحت كل أسارير القلب لأغنية

كانت تأتي

من بيت لا يعلمه

انكسرت عيناها من وجه أبيها

أسقط قسوته

مسح بعينيه

كل تفاصيل صغيرته

راح لكي لا يقتل

ما ارتسم بداخلها

من أحلام

ما زالت تحبو.

في النص صور استعارية جميلة مثل ” أحلام ما زالت تحبو” و ” انفتحت كل أسارير القلب لأغنية ” وهذه الصور وغيرها تتكاتف من أجل إخراج صورة كلية بديعة للقصيدة وهي صورة قد تحتوي تفاصيل صغيرة من الحياة اليومية مثل :”الفطائر والخبز والبسمات والأغطية والأجراس والبؤساء والجوعى وغير ذلك” وهي تصنع في تناغم منمنمات شاعرية بليغة .

وأخيرا نقول :

إن كثرة ورود الجملة الفعلية في شعر شاعرنا محمد الشحات لهو أمر يستحق دراسة إحصائية موسعة لدراسة أنماط الجملة الفعلية في شعره ودلالاتها وما تحققه من جماليات الشعر وحسبنا بما أوردناه من شواهد من دواوينه – وقد حرصت على أن تكون النماذج كثيرة نسبيا رغم قصر طول الدراسة – ليدل بوضوح على ما ذهبنا إليه في ثنايا هذا المبحث عن سيكولوجية الجملة الفعلية فهي تعكس نفسية الشاعر والإنسان وتعكس رغبة ملحة في الوصول إلى الأحلام وتحقيق الذات الفردية أو الجمعية فشاعرنا يشعر بهموم الناس ويشاركهم ويسعى دوما لتغيير نحو حياة أفضل للإنسان – كل إنسان، وأرجو أن تتاح لي ولغيري من الباحثين والنقاد فرصة التعرض بشكل أكثر توسعا لتجربة الشاعر الكبير وعبر مناهج ونظريات نقدية متعددة بحيث تستوعب كل أبعاد تجربته الجمالية في عالم الشعر المثير.

ونتفق مع أستاذنا الدكتور محتار عطية إذ يقول بأنه : “على المحلل الأسلوبي رصد السمات اللغوية التي تحظى بنسبة عالية من التكرار داخل النص والتي ترتبط بسياقات بعينها وحينئذ تسمى بالخواص الأسلوبية التي يبرزها القياس الكمي بوصفه معيارا موضوعيا ومنضبطا وقادرا على تشخيص النزعات السائدة في نص معين أو عند كاتب معين”[5]

ومن هذا المنطلق فقد جاءت قراءتنا للجملة الفعلية في هذه القصائد لثبت أن شاعرنا يتميز بالجملة الفعلية لترسم لنا هذه القصائد ملامح نفسية المبدع وملامح الوطن والإنسان في ظل درامية وإنسانية واضحة السمت.

 

ـ

[1] وقد حدث الشيء نفسه – تكرار بعض القصائد في دواوين مختلفة – في بعض القصائد الأخرى ونشير إلى نموذج من ذلك في ثنايا هذه القراءة النقدية

[2] من ذلك عناوين : دعوني أبوح في لغتي ،البكاء بين يدي الحفيدة ،اعترافات عاشق منكسر، اعترافات عاشق حزين ،اعتراف ، بوح لابد منه ، متى يبوح الصمت؟ ، مكاشفة ،مصارحة وغير ذلك الكثير من عناوين قصائده

[3] سلسلة دراسات أدبية – الهيئة المصرية العامة للكتاب طبعة 1987-ص8-9

[4] أشرت إلى حدوث ذلك في عدد من قصائد شاعرنا عبر دواوينه المتعددة وقلنا أنه من باب وحدة المشروع الشعري لمحمد الشحات وهذه ظاهرة تحتاج بحثا مستقلا

[5] الجملة الفعلية في شعر محمد بن حازم الباهلي -دراسة أسلوبية .د. مختار عطية .ص30

عن madarate

شاهد أيضاً

تجربة الاستنارة في رواية ” الظل الأبيض” لعادل خزام (قراءة عاشقة) – لحسن ملواني

  تجربة الاستنارة في رواية ” الظل الأبيض” لعادل خزام (قراءة عاشقة) – لحسن ملواني …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *