الرئيسية / ابداعات / شهقة الحقل – عبدالرحيم حسن حمزة

شهقة الحقل – عبدالرحيم حسن حمزة

أغارُ عليكِ ولكنني لا أقولُ..
لي الصبرُ يا أرضَنا البكرَ،
بعد غدٍ..
يختِمُ الحقلُ أوراقَهُ بالنماءِ
تطيرُ البذورُ
إلى جهةٍ لا تُرامُ
شَمالاً من القلبِ
إذ تتجافى..
جنوبُ الذين يمرونَ
عن مِعوَلي
ويثورُ الترابُ على بعضِهِ..
تُنبتُ الكفُّ أغنيةً
كلما اختبأتْ وردةٌ
واستطالَ الجدارُ
على وجهِ خيلِ الغزاةِ
فلا ثمَّ إلا الرحيلُ
وهذا الذي في انجذابتِهِ
شجري..
يصعَدُ الآن تفاحُهُ للسماءِ
فخذ وجهك الآن
نحو الظلامِ
خلايا من النحلِ
لا تستبينُ غبارَ المسافاتِ
والبحرُ في يدهِ وَشْمُه
ينذرُ التائهين على متنِهِ
والذين قد استبدلوا من أباريقِهِ
بالرُكامِ..
وما عَرَفوا كنهَ ما صنعوا
حيثُ غَشَّاهم الأرخبيلُ
أُحسَّ الضبابَ وقد
لا تُحسُّ على قوسِها
ذي السهامُ
بخاراً على الأفقِ
من زقزقاتِ العيونِ،
رحيلَ العصافيرِ عند الصباحِ،
عذابَ الجداولِ في مدن الراحِ،
ثديَ الصلاحيةِ المنتهي،
وسعالَ الحقيقةِ قد عُبِّئتْ
من حبوبِ الغرامِ
أُحسُّ كأن التي لم تقلْ: (أقتُلَنَّكَ)
حين استهَنتُ بقُربانِها
خرَّقَتْ حُجُبي..
أغرَقتْ من سيولِ الكناياتِ
زرعي..
رمتْ كلَّ سندسِها للعُبابِ
ولم تعتذرْ
حين خُضِبَ سطحُ السفينةِ بالدَّمِ
فاستغلظَ المستحيلُ..
غُراباً..
ليبحثَ عن دودةِ الموتِ
في أدمعي..
زحفتْ كلُّ هذي الجيوشِ
إليَّ..
كأني الوحيدُ الذي
سوف يُنحرُ في العيدِ
لم يَفدِني الكبشُ
أو هَدرةٌ من ملايينَ في الشرقِ
قالَ الغزاةُ: سنذبحُهم كالنعامِ
وإني أرى في المنامِ
حبيبي..
يجرجرُ من بحريَ المستميتِ
إلى غابةِ الشوكِ
نهراً جَموحاً
سيسقي جُذوعاً من الذكرياتِ
التي جالدتْني
بنصِّ الروايةِ
في حُلَّةِ الشعرِ تفعلُ
ما كان يَخشى الخليلُ

أغارُ عليكِ
وذا طالعي سيقولُ:
لديكِ الخواتيمُ
لي غُصَّتي أتلمظُها
ولديكِ القناديلُ من مُقلتي
كلما ظاهرتْ جَذوةً
قبرتْ أختَها في الزحامِ
لديكِ الصكوكُ
من الكوكبِ المحتمي
خلفَ أستارِ عصرِي
لقد صَدِأَ الحبرُ في قلمي
وانكسرتُ
مع رَمَقِ الحرفِ
قد هَزَمتْني
التي انهزمتْ مرةً
وانطويتُ على شبقِ الشمسِ
حيثُ الأصيلُ

شاعر من السودان

عن madarate

شاهد أيضاً

معانٍ مجنّحةٌ – ريما آل كلزلي

معانٍ مجنّحةٌ ريما آل كلزلي   عند الطّيرانِ تهربُ المسافاتُ فيقفزُ الحبلُ والهبوطُ سرابٌ   …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *