عروج
أقبلتْ مسرعة تبحث عن مأوى بين جبيني والقلب.
وأنا أقف في حقل الرماد، رفعتُ لها كفّي مُرحِّباً..
عندما انسكب الفجرُ من ناظري، نامتْ مطمئنة تلك الرصاصة.
تنويمة
أقنع أطفاله الجياع بالنوم، سقف الكوخ فتح فمه بشهية لماء السماء..
خرج يستنشق هواءً محترقاً.. عيناه تتجول حول مشاعل آبار النفط.
دَيْن
ركلهُ في دار المسنّين وعادَ إلى زوجته مستبشراً.. قبل أن يجهش الأب بالبكاء، أسعفته ذاكرته لذات المشهد قبل ثلاثة عقود.
يومُ الحِساب
أقامتْ جاراتي كرنفال بُكاء، وأنا بينهنَّ شاردة الذهن.
تنبّهتُ لصوت النائحة: «اذكروا محاسن موتاكم»
تناولتُ قلماً وورقةً أُحصي صفعات زوجي.
بلاد السواد
سألني ضيفي القادم مِن بلاد الضباب وهو يحتضن باقة ملوّنة:
ــ أين يقع ضريح الشهداء في بلدِكم؟
ــ أينما تقف، انحني وَضَعْ إكليل الوَرد.
أمَل
زوجتي المُصابة بالعُقم، تضع مولوداً كلّ شهر! ازدحمتْ جدران البيت بلوحاتهم.. تكدّست عُلب الألوان الفارغة.. عن قريبٍ سنحتفل بمعرضنا الأول.
هموم
أكملتْ رَسم اللوحة وقد سكبتْ عليها ملامح وجهها..
وقفتْ تتأمّل الغُيوم.. فجأة سَقطَ الإطار وفاضَ المرسم.
المتحوّل
اعتصرهُ الجُوع، خَرَجَ يبحث عن وجبةِ عَشاء.. قُرب المزبلة نازعَ كلباً قطعة لحم.. عادَ إلى كوخهِ ينبح.
مواطن
أمسك طبشوراً أبيض ورسم على الرصيف بيتاً.. قرع الباب، ظلّ يقرع ويقرع حتى أحمّر الرصيف، احتضن أصابعه ونام.
وفاء
طلبتُ من أمي نقوداً، أحالتني إلى جيب أبي.. وقفتُ متحيّراً، يدي تبحث في بنطلونه، وتسمّرَتْ عَينايَ على صورته.
قاص من العراق