الرئيسية / ملف الهايكو / حوار مع الهايكيست السورية مانيا جورج فرح

حوار مع الهايكيست السورية مانيا جورج فرح

السيرة الذاتية للشاعرة مانيا جورج فرح

  • من مدينة  حمص، سوريا
  • كاتبة لـ قصة قصيرة جدا، قصيدة التفعيلة والشعر العمودي، بالإضافة للومضة والشذرة. لها أربعة دواوين الكترونية وورقية  من إصدار منتدى نبض الهايكو إعداد ذ. علي القيسي:
  • مرتع الريح،
  • لثغة مطر،
  • عندما يزهر الرماد صادر عن دار ايليا للطباعة والنشر / العراق ،
  • محروسة بالعراء
  • ديوان مطبوع  قصائد نثر تحت عنوان (ترف الغياب)
  • تعمل مدرّسة للغة العربية و studiehandledare في مملكة السويد.. وتدرس حاليا في جامعة.

Linköping  Sweden

  • شاركت في الكثير من الأمسيات الشعرية في سوريا.
  • لها مشاركة في مؤتمر شعر الهايكو في لاهاي هولندا ومؤتمر الشعر العالمي ٢٠٢٢ في هولندا
  • شاركت في إعداد مجلة نبض الهايكو ولها نصوص في كتاب الهايكو العربي الثالث الذي أعده الأستاذ سامر زكريا والأستاذ ربيع الاتات وهو كتاب ورقي.
  • شاركت في كتاب أنطولوجيا الهايكو العربي الذي أعده الأستاذ عباس عمارة عن دار مومنت الفرنسية
  • مشاركة في انطولوجيا (هكذا تكلمت الهايكست)  الذي أعده الأستاذ علي القيسي.

 

 

  • الشاعرة مانيا فرح كل تجربة ولها بداية ، كيف اختلى بك هذا الحلم الشعري وأنت لا زلت تتلمسين الطريق ؟

لطالما تخيلتُ الشعر ذلك الكهل الذي ألجأ إليه ألقي على طاولته ما أثقلته الايام علي وأشكو إليه ما لم أستطع عليه صبرًا، أو تخيلته ذلك المكان المسلوخ من الوجود لا زوايا تحدده ولا سقف يطبق على ملامحه  مكان يحمل في ثناياه دِفْئًا لقلبي عندما تبرد الحياة، أو كرفيق يطرد وحدتي ويمسك بيدي لنتسكع معًا على أطراف المدينة، فأخبره عن حب سكن قلبي أو أمل استوطن حلمي. الشعر هو ذلك الصريح بما نخجل أن نبوح .

يقول الشاعر الإنجليزي شيلي في وصف الشعر: ”القصيدة هي صورة الحياة نفسها، المعبرة عنها في حقيقتها الأبدية”

هكذا ظهر الشعر في حياتي وانا في ربيعي الخامس عشر , أغوص في بطون الكتب وانتقل بين خلجات النفوس الشاعرة حتى وجدت مساري الخاص

  • كيف أقنع شعر الهايكو الشاعرة مانيا فرح أن يتعانقا علانية فتغير اتجاه تجربتها الشعرية ؟

الشعر يعطي نظرة حقيقية عن الطبيعة البشرية وعيوبها بغض النظر عن مسماه الأدبي ويجعل الفكرة متجسدة بحواس تؤثر في قارئها أو متلقيها أينما كان . وهذا ما يملكه الهايكو كبناء شعري ياباني يعكس البيئة التي ولد فيها والثقافة التي توالد منها . من هذا المنطلق ترك الهايكو كبناء شعري الفضول عندي في التعرف على ثقافة مجتمع مختلف كليا عن بيئتنا في الشرق , لكنه لم يغير اتجاه تجربتي الشعرية حيث ان لقصيدة النثر مكانتها الخاصة فهي جرعة شغف حين تنطفئ الروح . يقول بيرت هوغمان رئيس اللجنة الثقافية في السويد في المؤتمر الافتتاحي لـلهايكو في مايو 2011; “لكل فرد الحق في تاريخه. العلاقة واضحة مع كل من مرايا الرؤية الخلفية والمرأة الامامية والأهمية ليست فقط للمرآة الأمامية. من خلال التاريخ نفهم الحاضر ومن خلال فهم الحاضر يمكننا الاقتراب من المستقبل بطريقة أفضل”.

لقد فرض الهايكو نفسه وخاصة على المنصات الالكترونية مما جعله محور اهتمام الكثيرين ومنهم انا, ما جعلني اتطلع على ثقافة اليابان القديمة الساموراي , طقوس شرب الشاي , فنّ الإيكيبانا والهايكو الذي يملك إيقاعاً واسلوبا خاصًا في إلقائه وصياغته. نعم فاجأني وجعلني أشعر بالفضول ثم تبين أن صورتي لما هو هايكو كان غير صحيحاً. يمكن أن يكون الهايكو الياباني مختلفًا تمامًا عما رأيته حتى الآن مكتوبًا باللغة السويدية الإنجليزية والعربية ايضا ..

  • كيف ترى هذا المولود( شعر الهايكو) الذي نما في الأرض العربية تاركاً جذوره في اليابان ؟

من الصعب تعريف الهايكو ، أو بالأحرى هناك العديد من التعريفات المختلفة للهايكو, الهايكو الغربي والهايكو الياباني التقليدي مختلفان تمامًا أيضًا ، مع اختلاف القواعد. حتى ان اسم هايكو في حد ذاته حديث للغاية ، ونشأ في أواخر القرن التاسع عشر. حيث أن شكل القصيدة له جذوره في ما يدعى هوكو

وهو أول بيت في نص شعري تقليدي نقي ومترابط. كانت السطور الأولى من القصيدة مهمة بشكل خاص ، لأنها حددت ترتيب بقية الأبيات. بحيث يحتوي الهايكو على كيغو (الفصلية) والتي تحدد قواعد التكملة.

إذا جاءت الرنة أو الغزال على سبيل المثال بمشهد في  الربيع ، جاءت الأبيات الأخرى بترتيب خاص. إذا كان هوكون قد حدث في الشتاء ، فإن باقي الأبيات تكتب بترتيب مختلف  وهكذا نظرًا لأن السطور الافتتاحية كانت مهمة جدًا ، فقد تطورت في النهاية إلى شكل خاص بها ومستقل من الشعر حدث هذا التطور بشكل رئيسي من خلال (المعلم الأول باشو) فولد الهايكو.

هناك الكثير من الأشياء المثيرة للاهتمام حول الهايكو ، وأعتقد أن هناك الكثير في قصائد الهايكو اليابانية التي يصعب فهمها إذا لم تكن لديك معرفة جيدة باليابان ، سواء التاريخ الياباني أو الثقافة اليابانية. ليس فقط من الناحية الجغرافية ولكن أيضًا من حيث الفصل . يفتقر معظم الشرقيين إلى الخبرة الشخصية بالطبيعة اليابانية ، ومرور الفصول ، والنظرة البوذية للعالم التي تأسس فيها الهايكو ، مما يؤثر بالتأكيد على كيفية قراءتنا للقصيدة. قد يكون من الصعب تفسير الهايكو التقليدي حتى بالنسبة لليابانيين العلمانيين

سكان المدينة (رأي شخصي) ما هو الوزن أو المعنى الذي تمتلكه كلمة “مطر الربيع” ، وما هي الارتباطات التي تقدمها ، ربما يختلف وفقًا لعدد لا حصر له من الآراء ، على الرغم ان “مطر الربيع” له قراءة واحدة فقط .

  • هل يمكننا أن نقول أن هناك ( هايكو عربي ) بنظرة ناقدة ومتفحصة للشأن الأدبي لا بنظرة شاعرة هايكست ؟

انتشر الهايكو في جميع دول العالم وهو شكل عالمي شهير من الشعر اليوم ، وخاصة في البلدان الناطقة باللغة الإنجليزية ومؤخرا الدول العربية , أصبحت القواعد حول الهايكو أكثر مرونة مع انتشاره حول العالم ، وليس بالضرورة أن تكون القصائد عن الطبيعة والإنسان كدوافع لكتابته فهو كغيره من اي نوع أدبي قابل للتجدد او ان صح التعبير للتأثر بالبيئة التي يُتداول بها .

فالهايكو العربي هو بالاصل ياباني ولكنه يعيش في بيئة عربية , يتأثر بكتابها وناطقيها

5) ما سر اشتغالك كشاعرة على هذا النوع الشعري دون غيره والذهاب فيه بعيدا ؟!

ربما نصف الجواب دائما في السؤال .. كشاعرة شاملة لا يوجد مذهب شعري دون الذهاب فيه بعيدا فانا مثلا كتب العمودي والحر والنثر والسرد ولي الكثير من المنصات التي وقفت عليها .. والاغراء في الهايكو كبير لاجد منصة اقف عليها كما فعلت سابقا في أجناس الشعر الأخرى  ,فالهايكو ليس دون غيره بل هو استكمال لشموليتي الشعرية ..

6) ما سر اهتمام الشعراء العرب بالهايكو ، هل لنصوصه القصيرة أم لاختزاله الصور الشعرية المكثفة ، أم لماذا ؟ وما رأيك بنظرة ناقدة ومتفحصة للشأن الأدبي لا بنظرة شاعرة هايكست ؟.

اولا دعني أعقّب على كلمة (شعراء) لانه اذا ما قارنا أعداد شعراء النثر مثلا على المستوى العربي أو الشعر العمودي أو الحر نجد أن نسبة  شعراء الهايكو ضئيلة جدا كعدد، خصوصا من يكتب الهايكو باشتراطاته الصحيحة، والشعراء الذين يكتبون بهذه الشروط هم دائما ممن لديهم تجربة شعرية بأجناس أخرى قبل الهايكو .
من المهم توضيح هذه النقطة كي اعطي رأيا دقيقا،  إن عامل الجذب الأكبر في الهايكو هو انك تتجه مباشرة لـ(بيت القصيد) بعيدًا عن الحشو وهو تحدي كبير جدا لكتّاب قصيدة النثر أو غيرهم ممن يكتب النص على نحو طويل كي يصل بالمتلقي إلى مغزى النص ..
لذا ما يكتب الآن في شبكات التواصل الاجتماعي هي جعجعة فارغة سوى القليل  من الشعراء الذين تركوا بصمة في هذا المجال ،لذا إن كنت تقصد نتاج الجعجعة هو الاستسهال المفرط واغلب تلك النصوص هي ثلاثيات نثرية في أحسن الأحوال لا علاقة لها  بالهايكو .

7) هل ترين أن الاهتمام بهذا النوع الشعري بدرجة كبيرة هي عملية إبداعية سليمة ؟

ربما أجبت ضمنيا على هذا السؤال لكن لا بأس في توضيح بعض الأمور عن الاهتمام بهذا النص.
ومن البديهي سيكون الجواب أنه نص حداثي ولأننا شعراء نهتم في رصف الهايكو ضمن تجربتنا الشعرية نعم هذا جواب ..
لكن في الحقيقة نحن في حالة إغراق شبكات التواصل بالهايكو وهناك حالة هستيرية على صعيد كتابة الهايكو نتيجة العبث في بعض الأندية، الهايكو لو طبقت كتابته بالاشتراطات الصحيحة سوف يتراجع عدد رواده بشكل كبير والسبب أن الهايكو بشكله الطاعن بالسهولة وسيلة جذب جيدة لمن يريد تجربة حظه بالكتابة لذا نحن الآن نلاحظ تراجعًا ملحوظًا في عدد من يكتب الهايكو،  هنا أتحدث عن تجربة،  فالأندية ذات الأرقام الفلكية من الأعضاء لا تجد من يكتب الهايكو فيها يتجاوز العشرات فقط.

أما هل الهايكو يستحق الاهتمام نعم لأنه ليس نصا شعريا فقط بل يكاد أن يكون لغة عالمية في الوقت الحالي .لا توجد دولة في العالم لا تكتب الهايكو وللعرب الحق في كتابته لأن لغتنا ثرية جدا بالشعر والأدب بشكل عام.

8) من الهايجن الذي أثر في تجربتك؟

على المستوى العالمي كان لجاك كيرواك بصمة جميلة في الهايكو الحديث ..  ناهيك عن تجارب الكثيرين مثل توماس ترانسترومر الذي نال جائزة نوبل 2011

على المستوى العربي ..من الجدير بالذكر أن الهايجين علي محمد القيسي أسس لهايكو عربي متشبع بالبيئة العربية من جهة ومواظب على أسس الهايكو الياباني من جهة أخرى .

لكن هناك تجارب عربية مهمة في الهايكو لا يمكن التغافل عنها وهي كثيرة ومهمة, لا يسع المقام لذكرها جميعا لكن دعني أذكر بعضها على سبيل الإعجاب بتجربتها وليس التأثر مثلا: سامح درويش، مريم لحلو و لطيفة, عبد الرحيم حامد الله من المغرب، ديميتري افيانوس، وأسامة أسعد، سامر زكريا ,ماهر حرامي، شفيق درويش من سوريا واعتذر لبقية الأسماء فجميعها قامات أدبية اعتز بها .

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

نصوص من مانيا جورج فرح

 

أوراقٌ محترقة

في منفضة السجائر

بقايا قصيدة

 

 

برْكةُ الوحل ِ

بالكادِ أنتزعُ ظليِ

 

أمن جوعٍ

على لوحة العشاءِ الأخير ِ

ترفرف الفراشة

 

كيفَ يلتقي

خريفان ْ؛

أنا وشجرةُ الصفصاف!

 

النورس المبلل

ترك جزءاً من البحر

على وجهي

 

,طريق القمر

كم خطوةً أحتاجُ

لأجتازَ البحيرة

 

لوهلة..

ترقص مع الموسيقى

ستائر غرفتي

 

هدير طائرة،

على شرفتي

يحطّ رفّ حمام !

 

إشارة المرور,

قبل المشاة

تعبر أوراق الخريف

 

شِجَار العائِلة-

مازالَ محمّلًا

الغُصُن المَكسُور

 

ماذا لو كان

البيت فارغًا بعودة

الربيع؟

 

شاعرة من سوريا

 

عن madarate

شاهد أيضاً

 ترجمة كتاب الهايبون ” الطريق الضيق إلى أقاصي الشمال” لماتسو باشو  (الجزء الثامن) – حسني التهامي

 ترجمة كتاب الهايبون ” الطريق الضيق إلى أقاصي الشمال” لماتسو باشو  (الجزء الثامن) حسني التهامي   …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *