ترجمة كتاب الهايبون ” الطريق الضيق إلى أقاصي الشمال” لماتسو باشو (الجزء الثامن) حسني التهامي
بعد عبور جبل أونوهانا Unohana ووادي كوريكارا Kurikara، وصلنا إلى كانازاوا Kanazawa في اليوم الخامس عشر من الشهر السابع. تشاركنا المسكن مع التاجر كاشو Kasho ، القادم من أوساكا Ōsaka في كانازاوا . عاش إسهو Isshōالذي منحه إخلاصه للشعر بعضا من الشهرة؛ لكنه مات في ريعان شبابه الشتاء الماضي. كتب أخوه مجموعة من الهايكاي في ذكراه:
لا بد لتل القبر أن يتحرك !
يتردد صدى صوت بكائي
في رياح الخريف
وعندما دعيت إلى كوخ من القش كتبت :
برودة الخريف –
أيدينا مشغولة بتقشير
البطيخ والباذنجان
وهذا النص كتبته وأنا في الطريق :
حمرة، حمرة الشمس،
المتقدة القاسية – إلى الآن
الخريف في مهب الريح
***
في كوماتسو [ الصنوبر الصغير ] :
ما أجمل الاسم !
تهب الرياح عبر أشجار الصنوبر الصغيرة، الأجمة
البرسيم ، أعشاب البامباس
ذهبنا للعبادة في ضريح تأددا بكوماتسو، حيث رأينا خوذة سانيموري Sanemori وقطعة من سترته المصنوعة من الديباج. عرفنا ذلك منذ زمن بعيد، أثناء خدمته لعشيرة مونوموتو Monomoto . كانت الخوذة هدية من اللورد يوشيتومو Yoshitomo. في الواقع، لم تكن غطاء رأس محارب عادي. فقد تم نفشها، من المقدمة حتى رفرف الأذن، بتصاميم أرابيسك أقحوانية مرصغة بالذهب، والجبهة قد توجت برأس تنين وزوج من القرون. توضح سجلات الضريح كيف مًنح كيسو نو يوشيناكا Kiso no Yoshinaka الخوذة مع عريضة التماس إلى الضريح، بعد مقتل سانيموري Sanemori في المعركة، وكيف تصرف هيغوتشي نو جيرو كرسول.
يا للأسى …
أسيرٌ تحت خوذة
صرير الزيز
***
أثناء تجوالنا نحو الينابيع الساخنة في ياماناكا Yamanaka ، كان لا يزال بإمكاننا رؤية قمة شيران Shirane فوق أكتافنا. على اليسار، عند سفح الجبل، كان هناك معبد مخصص للإله كانون Kannon . قيل إن المعبد قد أسسه الإمبراطور المتقاعد كازان .Kazan وبعد أن أكمل حجه إلى الأماكن الروحية الثلاثة والثلاثين، نصب هنا تمثالًا للإله كانون، وأعطى المكان اسم “ناتا” ‘Nata’ ، مازجا بين “نا” ‘na’ ناتشي Nachi مع “تا” ‘ta’ تانيجومي Tanigumi . كان هناك العديد من الصخور ذات الأشكال الغريبة وصفوف من أشجار الصنوبر القديمة ومعبد صغير من القش فوق صخرة ضخمة. كان مكانًا رائع الجمال.
أكثر بياضا من كل شيء
أحجار إيشياما –
الرياح الخريفية
***
استحممنا في الينابيع الساخنة، التي قيل إنها تأتي في المرتبة الثانية بعد أرياك Ariake من حيث التأثير.
في ياماناكا،
لا حاجة للأقحوان –
رائحة الينابيع الساخنة
كان والد صاحب المسكن الشاب كومينوسوكي Kumenosuke مغرمًا بالشعر. ولكم سببت معرفته الواسعة بالشعر حرجا للشاعر تيشيتسو Teishitsu، عندما كان السيد يأتي هنا قادما من كيوتو Kyōto في فترة شبابه. عاد تيشيتسو إلى المدينة، وتتلمذ على يد تييتوكو Teitoku، وحصل على الإجازة في وقت لاحق. وبعد أن ذاع صيته، عزم على ألا يتقاضى أجرا نظير تصحيح أشعار من يكتبون من أهل هذه القرية. تلك قصة ضاربة في القدم.
شكا سورا من ألم في المعدة، فذهب إلى ناجاشيما Nagashima في مقاطعة إيسه، حيث يقطن أقاربه وترك لي هذه الآبيات :
لا بد أن أرحل الآن –
إذا ما تعثرت، ليكن
بين أعواد البرسيم
بدا حزن من رحل ومن آثر البقاء مثل جناحين افترق أحدهما عن الآخر وضلا طريقهما في السحاب. أيضا كتبت نصا :
منذ ذلك الحين ستمحى الكلمات بداخل قبعتي مع ندى الدموع [1]
****
لا زلنا في مقاطعة كاغا Kaga، أقمت في زنشوجي Zenshōji ، وهو معبد خارج بلدة ديشوجي Daishōji ، حيث مكث سورا الليلة الماضية وترك لي هذه القصيدة :
طيلة الليل
أتسمَّع رياح الخريف
من التلال الخلفية
افترقنا لليلة واحدة، لكن بدا وكأن بيننا ألف ميل. في الليل، لم أذق طعم النوم. استلقيت في غرفة الضيوف أنصت إلى رياح الخريف. قرب الفجر، سمعت بوضوح أصواتا تتغنى بـ ”Sutra” ( عظات بوذا ). حينئذ طرق الناقوس، فذهبت إلى غرفة الطعام. غادرت القاعة مسرعا كي أصل إلى مقاطعة إتشيزن Echizen في ذلك اليوم لكن بعض الرهبان الشباب ركضوا ورائي إلى أسفل الدرج ممسكين ببعض الأوراق وأحبار الحجر. نثرت أشجار الصفصاف في الحديقة بعض أوراقها فكتبت :
هيا نكنس الحديقة
ثم ننطلق – ففي المعبد
تتساقط أوراق الصفصاف
مرتديًا صندلا من القش، كتبت هذا النص الارتجالي على عجل.
***
لا زلنا في مقاطعة كاغا Kaga، أقمت في زنشوجي Zenshōji ، وهو معبد خارج بلدة ديشوجي Daishōji ، حيث مكث سورا الليلة الماضية وترك لي هذه القصيدة :
طيلة الليل
أتسمَّع رياح الخريف
من التلال الخلفية
افترقنا لليلة واحدة، لكن بدا وكأن بيننا ألف ميل. في الليل، لم أذق طعم النوم. استلقيت في غرفة الضيوف أنصت إلى رياح الخريف. قرب الفجر، سمعت بوضوح أصواتا تتغنى بـ ”Sutra” ( عظات بوذا ). حينئذ طرق الناقوس، فذهبت إلى غرفة الطعام. غادرت القاعة مسرعا كي أصل إلى مقاطعة إتشيزن Echizen في ذلك اليوم لكن بعض الرهبان الشباب ركضوا ورائي إلى أسفل الدرج ممسكين ببعض الأوراق وأحبار الحجر. نثرت أشجار الصفصاف في الحديقة بعض أوراقها فكتبت :
هيا نكنس الحديقة
ثم ننطلق – ففي المعبد
تتساقط أوراق الصفصاف
انتعلت صندلا من القش، وكتبت هذا النص الارتجالي على عجل.
[1] – – الكلمات / داخل قبعتي، غالبًا ما يكتب رفاق السفر، مثل باشو وسورا،داخل قبعاتهم، عبارات نموذجية، مثل “مسافران وحيدان في هذا العالم”. وحزن باشو على رحيل سورا كفيل بمحو تلك الكلمات.
شاعر ومترجم من مصر