الرئيسية / الهايكو / حوار مع الهايكيست التونسية فائزة وشتاتي حاورها الشاعر الحسن الگامَح

حوار مع الهايكيست التونسية فائزة وشتاتي حاورها الشاعر الحسن الگامَح

 

حوار مع الهايكيست التونسية فائزة وشتاتي حاورها الشاعر الحسن الگامَح

 

1. الشاعرة فائزة وشتاتي : كل تجربة ولها بداية، كيف اختلى بك هذا الحلم الشعري، وأنت لا زلت تتلمسين الطريق…؟؟ 

صفة الشاعر أو الشاعرة مرتبطة أساسا بالقدرة على كتابة الشعر و التعبير عن المشاعر و الأفكار بأشكال شعرية مختلفة ، لم يكن الأمر كذلك و أنا أتلمس الطريق، فقد كنت و أنا  على مقاعد الدراسة أستمتع بقراءة الشعر و إلقائه أمام معلميّ و أساتذتي و أصدقائي و أقوم ببحوث حول مسيرة هذا الشاعر أو ذاك من العصر الجاهلي أو المعاصر.

كنت عاشقة للغة و المفردات و أحمل بداخلي حبا عميقا للشعر و فهما لأبعاده الجمالية و الفنية و حتى محاولاتي في الكتابة لم تجتز عتبة  المسودات لتظهر إلى العلن   و لما  تخرجت و امتهنت التدريس كنت آخذ بيد طلابي و أغرس فيهم حب اللغة و الإنشاء .

و لا يمكن للاستمتاع بقراءة الشعر و عشق المفردات أن يجعلا من الشخص شاعرا لكنه يعكس ما ظل بداخله ينتظر شرارة ما.

 

2. كيف أقنع شعر الهايكو الشاعرة فائزة وشتاتي أن يتعانقا علانية، فتغير اتجاه تجربتها الشعرية؟

من الغرابة أو لنقل من محاسن الصدف أن الهايكو هو الذي طرق بابي  قبل أن أطرق أبوابه:

كنت كأمّ -قبل أن أكون شاعرة -تنتابني مخاوف جمة أمام اختيار ابني البكر بلد اليابان و جعله هدفا في  مسيرته الجامعية  – لما نعرفه جميعا من  اقتران هذا البلد بالكوارث الطبيعية كالزلازل و الأعاصير-كان هذا الحلم يسكنه منذ نعومة أظافره و هو يتابع أفلام الكارطون اليابانية، لم أشأ أن أقف في طريقه بإظهار عدم ارتياح لهذه الوجهة في الطرف الآخر من الكرة الأرضية .

كان في نطاق استعداده للحصول على منحة الدراسة في التخصص العلمي، يدرس بالتوازي اللغة اليابانية  ومن بينها كيفية كتابة الهايكو على الأسس الأصلية، ومحاولة منه لبعث الطمأنينة في نفسي كان يدعوني الى النسج على منوال ما يكتبه  بالفرنسية و يترجمه في ما بعد الى اليابانية و بذلك كانت الدربة لنا معا في نفس الوقت.

هكذا عانقني الهايكو و غير اتجاه تجربتي .

 

3. كيف ترين هذا المولود ” شعر الهايكو” الذي نما في الأرض العربية تاركا جذوره في اليابان؟

 الأرض العربية منفتحة على كل الحضارات و الثقافات و التاريخ يشهد بذلك منذ القدم ، وما الشعراء العرب إلا أبناء هذه الأرض منفتحون متجددون ساعون إلى تقديم شكل شعري مختلف عن الأشكال التقليدية  العربية ساعدت العولمة و انتشار الثقافات عبر وسائل الإعلام في كل ذلك.

شعر الهايكو مرتبط بشكل وثيق  بالطبيعة و تغيراتها و لهذا الارتباط صدى عميق لدى الشعراء العرب الذين طالما تغنوا بالطبيعة في أشعارهم التقليدية.

 

4. هل يمكننا أن نقول أ ن هناك “هايكو عربي “، (بنظرة ناقد ومتفحص للشأن الأدبي، لا بنظرة شاعر هايكيست ؟)

برأيي المتواضع -فأنا لست ناقدة –  كمتابعة للشأن الأدبي، للهايكو  جنسية واحدة  مهما تعددت لغات الكتابة، رغم حرص الشعراء العرب على الحفاظ على بعض مميزات الهايكو  الأساسية كالتكثيف والاختزال و التأمل و الطبيعة والتركيز على اللحظة الحالية، أرى أن” الهايكو العربي” إن صحت التسمية  له طابع مختلف من حيث الأسلوب والتعبير الغني بمجازات اللغة العربية إضافة إلى عدم الالتزام بالبنية اليابانية الصارمة ذات 17 مقطعا صوتيا نظام 5  7 5 الذي لا تعتمده اللغة العربية.

 

5.ما سر اشتغالك كشاعرة على هذا النوع الشعري دون غيره، والذهاب فيه بعيدا؟؟

كنت ذكرت في البداية  كيف طرق الهايكو بابي  فوجد حفاوة و ترحابا كبيرين في ذائقتي الشعرية فتعمقت بالبحث و المطالعة عن أسرار هذا النمط من الكتابة بدءا بتعرّف مميزات هذا الشعب الياباني التي تعكس تاريخه الطويل ،بقيمه الاجتماعية بتواضعه، بانضباطه ،باحترامه للغير، بابتكاره، بذكائه، بصموده أمام الكوارث، بعشقه للطبيعة و تقديره للجمال البسيط و إطلاعي على أسس هذا النمط من خلال مطالعتي لما كُتب في هذا الشأن.

و كان  للفرص التي أتيحت لي لزيارة اليابان  أكثر من مرة بعد تخرج ابني و استقراره هناك تأثير جد كبير.

 

6.ما سر اهتمام الشعراء العرب بالهايكو… هل لنصوصه القصيرة…. أم لاختزاله الصور الشعرية المكثفة…أم لماذا…؟؟ وما رأيك )بنظرة ناقد ومتفحص للشأن الدبي، ال بنظرة شاعر هايكيست)؟

 يمكن تفسير اهتمام الشعراء العرب بالهايكو كونه مصدر إلهام و تجديد و رغبة منهم في تحقيق التفاعل الثقافي في الشرق و الغرب كما لا ننسى سهولة انتشار و مشاركة النصوص القصيرة بفضل الانترنيت إلى جمهور عريض.

هذا الجمهور الذي صار يميل إلى كل ما هو وجيز و سريع الاستهلاك و ضغوطات الحياة اليومية ساعدت على ذلك فأين جمهور  الأغاني الطربية  قراء القصص الطويلة(الأغنية الأكثر استقطابا للجمهور لا تتعدى مدتها دقيقتين و نصف )، و القصة صارت مختصرة و لا تتعدى خمسين مفردة و كذلك قد تكون أكثر تكثيفا و لا تتجاوز السطر الواحد  في ومضة قصصية…)

تقول الكاتبة الفرنسية في حديثها عن الهايكو باسكال سانك :”في القليل يمكن أن نجد  الوفرة و في المختصر  الأزلي…”

 

7.هل تر ين أن الاهتمام بهذا النوع الشعري بدرجة كبيرة هي عملية إبداعية سليمة…؟؟

 يعتبر البعض شعر الهايكو سهلا و في متناول الجميع لكن هذا السهل ممتنع  إذ لبنية كتابته خصائص دقيقة إن لم تتحقق لا تكون تلك الأسطر  المقتصدة في الكلمات هايكو بل مجرد وصف  خال من كل توازن بين البساطة و العمق و القدرة على توصيل تجربة حسية مكثفة

 

8.ما رأيك في الكتابات النسوية في العالم العربي؟؟ وأين يمكننا ترتيب الكتابة النسوية من خلال الإصدارات السنوية التي ارتفعت مقارنة مع السنوات الماضية، وحضورها في كل المجالات الإبداعية…؟

ما انفكت الكتابات النسوية في العالم العربي تعمل على تسليط الضوء على قضايا المرأة و نشر الوعي حول حقوقها و مكافحة التمييز في مجالات عدة .

و ما ارتفاع نسبة الإصدارات السنوية في السنوات الأخيرة إلا دليلا على وعي متزايد بحقوق المرأة و قضاياها ساهم في ذلك الأنترنيت و وسائل التواصل الاجتماعي بتوفير منصة للنساء لنشر أعمالهن بشكل أوسع و لم يعد الأدب النسوي وسيلة فقط للتعبير عن الذات بل أداة للتغيير الاجتماعي و الثقافي .

 

9.ما الكتاب الذي أثر في تجربتك الإبداعية من إبداع تاء التأنيث…؟

و نحن نتحدث عن هذا النمط الياباني من الكتابة من إبداع تاء التأنيث أثر فيّ كتاب  الكاتبة الفرنسية  و الصحافية  التي عرفت بمقالاتها في علم النفس و تطوير الذات باسكال سانك : تأثير الهايكو  l’effet haiku

اما بعيدا عن الهايكو تشدني كتابات الأدبية المصرية نوال السعداوي

 

10.ما الهايكست الذي أثر في تجربتك…؟؟

من اليابان أثر في تجربتي إيسا كوباياشي  من خلال نصوصه المترجمة الى الفرنسية

من الأدباء العرب كثر هم الذين قرأت لهم و تعجبني كتاباتهم  لكن أخص بالذكر الأديب الأستاذ حسني التهامي من مصر و الأستاذ عبد الجابر حبيب سوريا و من الأديبات كتابات الأستاذة سونيا بن عمار  من تونس.

 

11. كيف ترى الانسانة فائزة وشتاتي الشاعرة فائزة وشتاتي

الإنسانة فائزة انتظرت كثيرا الشرارة التي أخذت تتأجج في ذائقة الشاعرة فائزة و تتمنى لها كل التوفيق حتى تترك أثرا حميدا  للأجيال القادمة بدءا بالأحفاد ان شاء الله

 

سيرة ذاتية الشاعرة فائزة وشتاتي

  • أستاذة تعليم ابتدائي تونسية  متقاعدة متزوجة وأم لثلاثة أبناء.
  • محبة للأدب قراءة و كتابة و باللغتين العربية و الفرنسية ولي محاولات باللغة الإيطالية ( درست اللغة العربية ضمن البعثة التعليمية لأبناء  الجالية التونسية بصقلية /إيطاليا).
  • أدرت إلى 2023 ملتقى صهيل الحروف  (منتدى أدبي افتراضي) و أشرفت فيه على  مسابقات عديدة للهايكو ساهم فيها كتاب مشهود لهم .
  • مسؤولة ببيت باشو للهايكو ( منتدى أدبي بتونس)
  • مصممة لشهادات و فيديوهات تكريم لنصوص الهايكو
  • عضوة ناشطة في عدة منتديات عربية و يابانية و إيطالية و فرنسية.
  • حاصلة على عدة شهادات تكريم من بينها شهادة دكتوراه فخرية  من منتديات أدبية للهايكو و غيره من الأصناف الأدبية : القصيدة النثرية، القصة القصيرة و القصيرة جدا ، و من ملتقيات محلية كالملتقى العلمي الدولي للأدب الوجيز بمدينة سوسة .
  • صدر لي كتاب الكتروني- قمت بطباعته- من منتدى الهايكو العربي للأستاذ محمود الرجبي بعنوان:
  • صباح شتوي
  • قيد التجهيز أضمومة هايكو عربي/ ياباني: أغصان متشابكة .

 

بعض نصوصها من شعر الهايكو.

 

بين السنابل الحانية

على الجدران تتكسّر

شمس ذهبية

 

قارب مهجور

مع النوارس

تحلّق ذكريات

 

سكون بحيرة

لم كل هذا النقيق

أيها الضفدع ؟

 

ميعاد

على نفس المقعد

تلتقي أوراق ذهبية

 

يوم قائظ

تحت السنديانة

يغط حارس الغابة

 

أصيل

تنحني طوعا

زهرة الشمس

 

فارق زمني

على نفس الرحلة الجوية

تشرق الشمس مرتين

 

باكورة غيث

على الجدار يتمطى

حلزون

 

مرٱة

على السقف يرتد

شعاع راقص

 

ساعة المحطة

يتوقف عندها الزمن

لحظة لقاء

 

بياض

من رحم الياسمينة

ولادة مبكرة

 

دوائر تتسع

على وجه حوض الماء

نمش مطري

 

باب المدينة

بمزلاج عتيق

يفتح التاريخ

 

تشرين

أكثر حلاوة

ٱخر العناقيد

 

ديسمبر

تلك الأغصان العارية

بالأنوار تتلألأ

 

من محاولاتي باللغة الإيطالية :

Mazzo d’amore

tra le gialle mimose

le cinque rose

 

Albero di arance

fiori e frutte

nuova gravidanza

 

 

 

عن madarate

شاهد أيضاً

أوجه التباين بين الحركة التصويرية والهايكو – حسني التهامي*

أوجه التباين بين الحركة التصويرية والهايكو حسني التهامي*   تأثر شعراء الحركة التصويرية في بداية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *