حوارات فوتوغرافية
الفنان الفوتوغرافي اللبناني صالح الرفاعي
حاوره الشاعر الحسن الگامَح
سؤال يطرح نفسه: ما علاقة الفوتوغرافي بالفوتوغرافيا…؟ هل مجرد هواية فقط، تدخل في نطاق علاقة فنان فوتوغرافي مع آلة فوتوغرافية…؟ أم أكثر من ذلك، علاقة عشق وهوس وتكوين مستمر وانفعال ورباط وثيق…؟ وكيف يرى الفوتوغرافي الفوتوغرافيا في زمن صارت الصورة الفوتوغرافية أكثر انتشارا وأكثر استعمالا…؟؟
من خلال حوارات فوتوغرافية سنحاول تقريب عالم الفوتوغرافي من خلال خمسة محاور بسيطة جدا لنكتشف أسراره وخباياه لعشقه للفوتوغرافيا.
نستضيف اليوم في الحلقة الخمسين من حوارات فوتوغرافية، الفنان الفوتوغرافي اللبناني صالح الرفاعي مصور فوتوغرافي… كاتب وناقد بمجال التصوير الفوتوغرافي و مؤسس…. رئيس تحرير مجلة فن التصوير الورقية لمدة خمس عشرة سنة…. مؤلف كتاب تعليم التصوير الفوتوغرافي…. و مؤسس نقابة المصورين الصحفيين… أقام وشارك في عدة معارض فوتوغرافية وحائز على عدة جوائز وطنية ودولية.
إنه قامة فوتوغرافية وخادمها بلا تعب، ولا يتوانى في تقديم الإرشادات والورشات الفوتوغرافية لتشجيعهم على السير إلى الأمام قدما في هذا المضمار.
ورقة عن الفنان الفوتوغرافي صالح الرفاعي:
مواليد: بيروت – لبنان
مصور فوتوغرافي وفنان بصري Visual Artist
– استاذ الفن الفوتوغرافي في كلية الفنون الجميلة والعمارة – الجامعة اللبنانية لحوالي 35 سنة
– استاذ مادة الفن الفوتوغرافي في جامعة بيروت العربية
التحصيل العلمي:
– الماسترز في الفنون البصرية – التصوير الفوتوغرافي- جامعة الكسليك
– بكالوريوس في فنون التصوير الضوئي
– بكالوريوس في الفنون – اختصاص التصوير الفوتوغرافي والاعلام الاليكتروني.
الصفة الفوتوغرافية:
مصور فوتوغرافي، عمل في الصحافة المحلية والعالمية منذ العام 1974. نشرت اعماله الفوتوغرافية على الكثير من اغلفة المجلات الفنية وعلى صفحات الصحافة المحلية والعالمية . (مصور ومدير التصوير في وكالة الاسوشيتدبرس سابقا)
– كاتب وناقد بمجال التصوير الفوتوغرافي في الصحافة اللبنانية والعربية .
– مؤسس ورئيس تحرير مجلة فن التصويرالورقية (1983-1998) وهي اول مجلة باللغة العربية لتعليم التصوير.
– مؤلف كتاب تعليم التصوير الفوتوغرافي
– احد مؤلفي كتاب البحث عن الحقيقة (التلاعب بالصور)
– مؤسس نقابة المصورين الصحفيين في لبنان 1980
– عضو نقابة الفنانين التشكيلين في لبنان (SAPL)
– عضو جمعية الفنانين التشكيليين في لبنان ( LAAPS)
معارض:
– المعارض الفردية اثنان الى جانب أكثر من 35 معرضا مشتركا
– حائز على عدة جائزة أفضل لقطة نسائية في معرض المصورين الصحفيين في كلية بيروت 1979
الجامعية BUC أو الجامعة اللبنانية الأميركية (LAU) .
– حائز على جائزة التصوير الفوتوغرافي في معرض ” Visual Art Forum III ” 2012
جمعية الفنانين التشكيليين في قصر الاونيسكو- لبنان .
– حائز على جائز اللجنة التقديرية في معرض ” Visual Art Forum III 2012 ”
جمعية الفنانين التشكيليين في قصر الاونيسكو- لبنان .
. البداية الأولى مع آلة التصوير أو مع الفوتوغرافيا (أول آلة تصوير وأول صورة)
البداية من الهواية حتى الاحتراف، هي احلام الصبا يطغى عليها الشغف باكتشاف لعبة الظل والضوء وما تخفيه هذه الصندوقة من اسرار، قبل ان تعود وتكتشف عظمة العين وقوة الرؤية الساكنة في داخلك.
مسيرتي بدأت عندما اهداني والدي اول كاميرا وانا بعمر الثانية عشر. نمت هوايتي هذه من خلال التقاط الصور الاولى للحياة الكشفية وتجاربي على رفاقي في الرحلات والمخيمات … كانوا رفاقي يشجعونني بشراء صورهم بسعر رمزي مما جعلني اتقدم بهذه الهواية من خلال مطالعة المجلات الاجنبية المتوفرة في حينه. في الخامسة عشر اشتريت اول كاميرا ذات العدسة المدمجة من (Zeiss Ikon) ثم عمدت الى استعمال المطبخ العائلي وتحويله ليلا الى مختبر لتحميض الافلام والصور بعد ان ينام اهل البيت نظرا لضيق المكان.
مع قليل من المعرفة وكثيرا من الطموح، عملت بالمجان مساعدا لمصور محترف في جريدة الكفاح اليومية حيث بدأت بتصوير المباريات الرياضية مما اكسبني بعض الخبرة في استعمال الآلة وسرعة التحرك والمتابعة.
في العام 1974، وكنت قد بلغت العشرين من العمر اشتريت اول كاميرا من(ٌRolleiflex) وكاميرا عاكسة من (Pentax) وانتقلت للعمل في جريدة الانوار الواسعة الانتشار في حينه واستلمت اول راتب كمصور محترف.
في العام 1975، بداية الحرب الاهلية في لبنان اصبحت استعمل كاميرات من (Nikon) حيث برزت كأحد مصوري الحرب متنقلا من جبهة الى آخري حتى العام 1980 حين عرضت علي وكالة الاخبار العالمية “الاسوشيتدبرس” العمل معها كمصور معتمد وفي العام 1990 مديرا للتصوير في لبنان والعالم العربي حتى العام 2005 .
اما عن اول صورة كمصور محترف… ففي المفهوم الاعلامي هناك كل يوم صورة اولى.
- كيف تري الفوتوغرافيا؟
تقول سوزان سانتاغ في كتابها “حول الفوتوغراف”
الصورة الفوتوغرافية التي لا يمكنها تفسير نفسها، هي اكتشاف لا ينضب للاستدلال، للتأمّل وللخيال)
من هنا أجد الصورة الضوئية ما زالت بعيدة عن عرض نفسها.
بالرغم من التطور المتسارع في عالم صناعة تقنيات التصوير خلال السنوات الاخيرة ، لم تأخذ الصورة الفوتوغرافية الفنية حجمها الافتراضي ، حيث بقيت على مسافة متباعدة ومتذبذبة احيانا ، بمعنى انها لم تصل الى الواقع التشكيلي بكل معانيه
فما زال الفن الفوتوغرافي يمسرح نفسه مستفيدا من قدرته على الاستعراض، وبقي بعيدا عن مضامين الفكرة واساليب التعبير …
على الفن الفوتوغرافي ان يتخطى فن العرض … وان يبدأ الفوتوغرافيون بملامسة الوقائع والذهاب الى الحداثة الفوتوغرافية بكافة اتجاهاتها وان يستفيدوا من مراحل التغيير والتشكيل الفني الحاصل في عصرنا هذا.
محاولات فوتوغرافية برزت من خلال عدة معارض فردية وجماعية او من خلال مسابقات يقف خلفها بعض الداعمين يستفيد منها الممولين اعلاميا أكثر بكثير من العائد الفني والمعنوي او المادي للمشاركين. وان كانت بعض الاعمال التي روج لها لا تستحق القابها.
برأي لم نصل بعد الى تكوين جمهور متذوق للفن الفوتوغرافي في الوقت الحاضر … نحتاج الى مزيد من الوقت قبل ان تصل الصورة لتعرض نفسها وليس مصورها … وهذا ما هو حاصل لغاية الان …
لكن من ناحية ثانية على الفوتوغرافيين التعامل ايجابا والمشاركة بقوة بما يليق بالفن الفوتوغرافي .
فتطور الفن الفوتوغرافي من الاسلوب الاستعراضي الى محاكاة الفن التشكيلي- الفوتوغرافي كفيل ببناء قاعدة فنية فوتوغرافية للمستقبل .
علينا العمل على تثقيف أنفسنا والغوص في الفلسفة الفوتوغرافية – الضوئية والفنون عامة الى كتب تاريخ التصوير ورواده. من هنا نصل الى مجتمع ضوئي يحاكي بقية الفنون.
في النهاية وكما تقول سانتاغ …”حين تعرض الصور في محيطها الجديد- المتحف أو الغاليري، تكف الصور عن كونها تدور حول مواضيعها بنفس المباشرة أو الأساسية، تصبح دراسات في إمكانيات التصوير الفوتوغرافي”
- ما هي طموحاتك وأمنياتك الفوتوغرافية؟
الطموح بالنسبة لي هو مسيرة دائمة لا تتوقف ولا تصل الى اي مكان او زمان… كالضوء تماما نعرف مصدره ومساره ولكننا لا ندرك نهايته.
إذا لم يتملكك الطموح الدائم فمسيرة النجاح حتما قصيرة. كما اسلفت سابقا كان الطموح:
- ان أصبح مصورا ناجحا.
- بعد امتلاكي للخبرة والمعرفة وثقافة الصورة أصبح طموحي ان اكتب في المجال الفوتوغرافي فكتبت المقالات واجريت المقابلات الفوتوغرافية لصالح عدة مجلات.
- أن أصدر مجلة تعلم التصوير. واصدرت بالتعاون مع بعض زملائي المصورين اول مجلة متخصصة باللغة العربية “مجلة فن التصوير الورقية 1983-1988 لتعليم ونشر التصوير الفوتوغرافي لما كان يعانيه الهواة في الدول العربية من شح في المعلومات والمصادر.
- الطموح والتحدي كان دخولي الجامعة اللبنانية كأستاذ لمادة التصوير من العام 1984 حتى العام 2018 .
- طموحي الآن وبعد تقاعدي من العمل الاعلامي. فأنا اعمل في مجال فن اللوحة الضوئية والعمل بأسلوب الفن المفاهيمي (Conceptual art ) واعمال التجهيز الفوتوغرافي وانتسابي لنقابة الفنانين التشكيليين وجمعية الفنانين والمشاركة بكافة المعارض والنشاطات الفنية.
هذا الطموح لم يخبوا يوما، الحمد لله كل هذه الاماني قد تحققت حيث كنت اعمل بنفس الوقت كمصور واتابع دراستي الجامعية للحصول على درجة الماسترز في الفنون البصرية – الفوتوغرافية .
- مؤخرا بدت ظاهرة معالجة الصور بالفوطوشوب أو غيره من برامج معالجة الصور، ما رأيك؟
الفوتو شوب هو ما كنا نمارسه في المختبر حيث كنا نحمض افلامنا ونطبع صورنا يدويا. عمليا كنا نقص او نأطر الصور، نخفف او نزيد في درجة التباين الضوئي او اللوني وكنا نقوم بعمل الرتوش يدويا على السلبية او على الصور “النيكاتيف او صور البوزوتيف” وهذه الادوات هي نفسها المستعملة في الفوتوشوب وهذا لا ضرر منه وهو المسموح إذا كان المصور يعمل في المجال الصحفي . (يمكن مراجعة كتاب البحث عن الحقيقة في كومة الاخبار الكاذبة – التلاعب بالصور) حيث انني أحد مؤلفيه.
التصوير الضوئي أصبح عالميا من الفنون التشكيلية والفنون الرقمية (Digital Art) تستوجب البحث عن ادوات إبداعية كالفوتوشوب وغيره للتعبير عن الشكل اوالمضمون في حال كان المصور يمارس العمل الفوتوغرافي الفني الذي يلزمه الكثير من التجارب للوصول الى الحالة التعبيرية الجادة.