الرئيسية / ترجمة / قصائد تحت الكمامة  (1981)   عبد اللطيف اللّعبي “إلى ابني ياسين” ترجمه عن الفرنسيّة: محمد الصالح الغريسي

قصائد تحت الكمامة  (1981)   عبد اللطيف اللّعبي “إلى ابني ياسين” ترجمه عن الفرنسيّة: محمد الصالح الغريسي

 

 

ابني الحبيب

لقد تسلّمت رسالتك

ها أنت بعدُ، تكلّمني كشخص كبير

تؤكّد على جهودك في المدرسة

فأحسّ بميلك إلى الفهم

إلى طرد الظّلام والقبح

إلى ولوج أسرار كتاب الحياة الكبير

 

إنّك واثق من نفسك

ودون قصد منك

فأنت تعدّد لي مكاسبك

تطمئنني إلى قوّتك

كأنّك تقول: “لا تقلق عليّ

انظر إليّ ..ها أنا أمشي

انظر إلى حيث تسير خطاي

الأفق. الأفق الرّحب هناك

ليس ثمّة عندي أسرار ”

فأتصوّرك

بجبينك الجميل العالي

والمستقيم

أتصوّر اعتزازك الكبير بنفسك

 

ابني الحبيب

لقد تسلّمت رسالتك

تقول لي :

” إنّي أفكر فيك

وأهبك حياتي ”

دون شكّ

ما فعلته بقولك هذا،

أنّه بثّ في قلبي فرحة عارمة

وجعل هامتي عالية بين النّجوم

 

وبهذه الكلمة منك

لم أعد أجد صعوبة في الاعتقاد

أنّ الفرحة الكبرى قادمة لا محالة

حيث يصبح أمثالك من الأطفال رجالا

يمشون بخطى عملاقة

بعيدا عن بؤس مدن الصّفيح

بعيدا عن الجوع والجهل والأحزان

 

ابني الحبيب

لقد تسلّمت رسالتك

وقد كتبتَ عنوانها بخطّ يدك

كتبتــَها بكلّ ثقة في النّفس

قلتَ بينك وبين نفسك: إذا فعلتُ هذا

فسيتلقّى أبي رسالتي

وربّما حصلت منه على ردّ

وأخذتَ تتخيّل السّجن

منزلا كبيرا يحبس فيه النّاس

وكم كان عددهم ، ولماذا يحبسون؟

إنّهم هكذا، لا يستطيعون رؤية البحر

ولا الغاب

لا يمكنهم أن يعملوا

ليجد أطفالهم ما يأكلون

أنت تتخيّل شيئا ما قاسيا

وقبيحا

شيئا ما ليس له معنى

يخلّف الحزن في النّفوس

أو يفجّر فيها غضبا شديدا

أنت ترى أنّ الّذين صنعوا السّجون

هم بالتّأكيد مجانين

وأنّهم على كذا وكذا من الصّفات القبيحة الأخرى

نعم يا ابني الحبيب

هكذا يبدأ تفكيرنا

في فهم النّاس

في حبّ الحياة

في كره الطّغاة

وهكذا أحبّك

وأحبّ أن أفكّر فيك

من غيابة سجني

 

شاعر من المغرب

نبذة عن الشّاعر عبد اللطيف اللعبي:

عبد اللطيف اللعبي (ولد سنة 1942 بفاس) كاتب وشاعر ومترجم فرنكفوني من أصل مغربي.

درس الأدب الفرنسي بجامعة محمد الخامس بالرباط،

أسس عام 1966 مجلة أنفاس.

كما اهتم بالمسرح، حيث شارك سنة 1963 في تأسيس المسرح الجامعي المغربي.

اعتقل اللعبي بسبب نشاطه السياسي سنة 1972، ولم يسترجع حريته الا سنة 1980 على إثر حملة دولية واسعة.

سنة 2009 حصل على جائزة كونغور الفرنسية للشعر.

وفي سنة 2011 فاز بالجائزة الكبرى للفرانكفونية التي تمنحها أكاديمية اللغة الفرنسية.

عن madarate

شاهد أيضاً

ست قصائـد للشاعـر الأشبيلي غُوسْطَافُـو أَدُولْفُـو بِيكِيرْ -ترجمة عبد السلام مصباح

ست قصائـد للشاعـر الأشبيلي غُوسْطَافُـو أَدُولْفُـو بِيكِيرْ* Gustavo Adolfo Becquer 17 / 05 / 1836 …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *