بورتريه الشاعرة مليكة العاصمي: نخلة مراكش (الجزء الثاني) الحسَن الكامَح
قيل لي: من هي مليكة العاصمي…؟؟
وهذا من باب التعريف لا من باب الـتصنيف… ومن باب التأليف لا من باب التحريف.
قلتُ: هي نخلة مراكش الباسقة التي تظللها صيفا وشتاء…
مليكة العاصمة أكثر من شاعرة… وأكثر من إعلامية… وأكثر من جامعية أو حقوقية فهي فتحت باب الاعتراف بالمرأة فكانت القدوة لأجيال من بعدها متمسكات بمبادئها القوية، ويقينها المتشبع بالإيمان الراسخ أن للمرأة الحق في كتابة الشعر وإصدار ديوان شعري، وأن لا أحد يستحق الدفاع عن حقوق المرأة إلا امرأة مثقفة حقوقية ومناضلة .
فمليكة العاصمي اسم لن ينسى سيبقى راسخا ممتدا في الأبعاد التاريخية لهذا البلد، للمرأة المكافحة والمناضلة والمثقفة والشاعرة.
مليكة العاصمي لها أن تفتخر كشاعرة لأنها فتحت باب الشعر على مصراعيه للشواعر كي يكتبن الشعر بكل أمان، لتكون قدوتهن… ولها أن تفتخر كسياسية لأنها مهدت الطريق لنساء كي يبوأن مناصب عليا في السياسة… ولها أن تفتخر كإعلامية لأنها بكل بساطة جاهدت من أجل أن تكون كلمة المرأة موثقة وتسمع في المنابر الإعلامية… ولها أن تفتخر أنها صنعت مجدا لامرأة كانت الضغوطات عليها قوية كي تركن في البيت، فهي الأم والمربية والشاعرة والإعلامية والسياسية وهي أكثر من ذلك امرأة لها مكانة في قلوبنا.
(لك أن تمشين واثقة الخطى
رافعة هامتك المثلى إلى الأمام
كي نراك من بعيد
لا تخشين المشي على جسر التجديد
وقد امتد الصمتُ من قبل في الزحامِ
أنت لا تخشي انكسار الغصن
الذي تقفين عليه منذ أعوام
ولا تخشي قسوة الكلامِ
لذا لا تقفي في مكانك
بل سيري كما تشائين
خطوك في هذا المدى قصائد
تؤرخ الذات رويدا رويدا
وتروض الواقع بين إكراهات الاستسلامِ
اكتبي مأساتنا التي تعالت في السماء
نحاول أن نطل على العالم من ثقبة في الظلامِ
آهِ لك أن تمشين واثقة الخطى
وخلفك تمشي الكلمات والاستعارات
وعاشقات الجمالِ في الأشعار بعيدا عن حبال الخيامِ
ما أبهاكِ شاعرة
فتحت صدرها للكلماتِ كي تكتبها
شيئا له أسماءٌ
على حد قولك أشياء تراودك أو تراودها
على شرفة حيث شمس السلامِ)
فتحية لها من القلب إلى القلبِ…
وسلاما لها سلاما… يكفر عني ما نسيته من تذكير أو تعريف بها وهي المعرفة التي لا تحتاج للتعريف.
أكادير 23 مارس 2018