الرئيسية / الأعداد / حوار مع الكاتب بدر سعيد الفيلكاوي حاوره الشاعر حسني التهامي

حوار مع الكاتب بدر سعيد الفيلكاوي حاوره الشاعر حسني التهامي

حوار مع الكاتب بدر سعيد الفيلكاوي

حاوره الشاعر حسني التهامي

 

  • متى بدأت رحلة سفرك إلى بلاد الشمس، اليابان؟ وكيف كانت؟

بدأت رحلتي الدراسية إلى اليابان عام 1998 واستمرّت حتى عام 2006، وقد خضتُ خلالها تجربةً دراسيةً مميّزة، بدأت من دبلوم اللغة اليابانية وصولاً إلى مرحلة الماجستير في اللسانيات اليابانية. كانت تجربةً نادرةً وجميلةً، في ثقافةٍ عريقةٍ راقيةٍ للأسف غير مسلَّطٍ الضوء عليها في مجتمعاتنا العربية. اكتشفتُ أن اليابان دولةٌ متطوّرةٌ تكنولوجياً، لكن تطوُّر مجتمعها الأخلاقي يفوق بكثيرٍ تطوّرها التكنولوجي.

  • كيف أثّرت دراسة ثقافة مغايرة كالأدب الياباني عليك كشخص عربي؟

درستُ الأدب الياباني في مرحلة البكالوريوس بجامعة هيميجي دوكيو، وهو أدبٌ يتميّز بعزلةٍ جميلة؛ فاليابان جزيرةٌ كان من الصعب عليها الاحتكاك بثقافاتٍ متعدّدة. إضافةً إلى ذلك، اختارت اليابان في مرحلةٍ من تاريخ أدبها أن تنعزل عن العالم (ساكوكو) لما يقارب مئتي عام، فكان طبيعياً أن يتمايز أدبها عن الآداب العالمية. بالنسبة لي كعربيٍّ مختلفٍ ثقافياً وعرقياً ولغوياً، كان الأدب الياباني منبعاً للأفكار الجديدة. تتميّز اللغة اليابانية باستخدام رموزٍ كتابيةٍ تنقل المعاني دون التصريح المباشر، وهذا أمرٌ نادرٌ في لغات العالم، إذ ينحصر حالياً في الصينية واليابانية.

يغلب على الأدب الياباني الارتباط الوثيق بالطبيعة، وقد واجهتُ في البداية صعوبةً في فهم هذا الارتباط بحكم انتمائي لبيئةٍ صحراوية. كانت بعض التراكيب الأدبية في البداية محيِّرةً، إذ إنهم -مثلنا نحن العرب- لا يصرّحون بالأفكار مباشرةً في أدبهم، بل يقدّمونها عبر رسائل مبطّنة مرتبطةٍ بالبيئة والثقافة اليابانية، وهذا الأمر يتطلب وقتاً لفهم عمقه الثقافي. تتّسم اللغة في الأدب الياباني بالبساطة والانسيابية، مع الحرص على اختيار الكلمات بدقّة، ويتجلّى هذا في الأشكال الأدبية القصيرة كالهايكو، الذي يعتمد على الحد الأدنى من الكلمات لالتقاط لحظةٍ شاعريةٍ أو انطباعٍ إنسانيٍّ عميق، وفي السرد القصصي الذي يفضّل الإيجاز والبساطة على المبالغة والإطالة.

  • حكم دراستك للأدب الياباني، ما مفهوم قصيدة الهايكو اليابانية؟

قد يكون الهايكو مفتاحاً للثقافة اليابانية؛ إذ لا أظن أن يابانياً لم ينظم ولو هايكو واحداً في حياته، لشدة ارتباطه بالوجدان العميق للمجتمع الياباني. الهايكو شكلٌ مميّزٌ من الشعر الياباني، يتسم ببنيةٍ ثابتةٍ غالباً ما تتكوّن من ثلاثة أسطرٍ شعرية، بمجموع 17 مقطعاً صوتياً (5-7-5). يُختزل فيه المشهد أو الشعور بصيغةٍ شديدة الإيجاز والتكثيف، فيلتقط مشاهد الطبيعة وتقلبات الفصول والجوانب الإنسانية الداخلية والمشاهد اليومية البسيطة. ومن العناصر التقليدية في الهايكو وجود “الكلمة الموسمية” (الكِيغو)، التي تجعل القارئ يشعر فوراً بالموسم والخلفية السياقية للقصيدة.

  • هل للهايكو أشكال متعارف عليها؟ وما أوجه التمايز بينها؟

نشأ الهايكو أساساً كشكلٍ مستقلٍّ عن القصائد المتسلسلة مثل “الرِنغا” و”الهايْكاي” في حقبة إيدو، وازدهر بفضل شعراء بارزين مثل ماتسوأو باشو. يقوم الهايكو على التقاط انطباعٍ لحظيٍّ بنمطٍ إيقاعيٍّ مميزٍ وتعبيرٍ مكثف، ممّا يحفّز خيال القارئ عبر الأثر الذي يتركه. وبسبب إيجازه وعمقه الدلالي، حظي الهايكو بتقديرٍ كبيرٍ في الأدب الياباني والعالمي، وينظم اليوم بلغاتٍ عدّة.

في الأدب الحديث، لم يعد الالتزام الصارم ببنية 5-7-5 الصوتية ضرورياً، فظهرت أشكالٌ جديدةٌ مثل الهايكو الحر، غير المقيّد بالوزن التقليدي، مما وسّع نطاق التعبير الشعري. تعود جذور هذا الاتجاه إلى أواخر عهد ميجي وبداية عهد تايشو (أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين)، حيث تبنّى شعراءٌ أمثال أوجيوارا سيسنسوي نهجاً أكثر تحرّراً، واستمر هذا التقليد حتى يومنا، فنجد أعمالاً كثيرةً تتخلّى عن الشكل التقليدي، مع الحفاظ على جوهر الهايكو وروحه التأملية.

  • ما الذي أضافه عملك كإعلامي لفكرك وثقافتك؟ وهل قمت بتغطياتٍ عن الهايكو كفن وافد إلى العالم العربي؟

بسبب قلّة المهتمين بالأدب الياباني في وطننا العربي، وبحكمي مختصّاً في الثقافة والأدب الياباني والشرق آسيوي عامةً، أُتيحت لي فرصٌ إعلاميةٌ كبيرة. أنصح من يرغب في خوض الإعلام بالاتجاه نحو الثقافة الشرق آسيوية لندرة المتخصصين فيها. وفق مفهوم “الإيكيغاي” الياباني، وجدت هدفي في الحياة من خلال حبي للإعلام والثقافة الشرق آسيوية، وتعطّش المجتمع لفهم هذه الثقافة، فأصبحتُ كاتباً ومقدّم برامجٍ تعنى بهذا المجال. يمنح العمل الإعلامي فرصاً لا تعوَّض لمقابلة مثقفين وعلماء، قد لا يتسنّى لقاؤهم في ظروفٍ عادية، وهذه ميزةٌ مهمّةٌ جداً للإعلامي.

أما بخصوص الهايكو وتغطيته إعلامياً، فقد صُدمت مرّتين: الأولى عند بداية انتشار هذا النوع من الشعر في العالم العربي، والثانية بجودة ما يقدّمه شعراء الهايكو العرب من أعمال. لذا حرصتُ قدر المستطاع على تغطية هذا المجال الآخذ في الاتّساع، لما يتضمّنه من جودة فكريةٍ وصورٍ شعريةٍ جميلة.

  • هل هناك مستقبلٌ واعدٌ لهذا الفن الجديد في عالمنا العربي؟

نعم، أرى مستقبلاً واعداً لهذا الفن في عالمنا العربي. لا يعود ذلك لانحيازي للأدب الياباني فقط، بل لما أراه من جودة شعراء الهايكو العرب. يتميّز الهايكو بسهولة نظمه وتقديمه صورةً جميلةً للمتلقي، على عكس معظم الفنون الشعرية الأخرى التي تقدّم تصوراً حركياً أكثر. إنّ بساطة الهايكو وعمقه يجعلان منه فنّاً قابلاً للنمو والانتشار في الساحة الأدبية العربية.

 

ورقة عن الكاتب الكويتي بدرسعيد الفيلكاوي

 

  • المؤهل العلمي: ماجيستير اللغويات اليابانية ب جامعة دايتو بونكا

الخبرات العملية:

  • عمل مع أهم المؤسسات الإعلامية باليابان مثل NHK المحطة الرسمية للإذاعة اليابانية وتلفزيون طوكيو وأغلب المحطات التلفزيونية بطوكيو.
  • كاتب وروائي من إصداراتي (رسائل يابانية).
  • رئيس بيت الترجمة في رابطة الأدباء الكويتيين.
  • مذيع ومعد في تلفزيون الكويت.
  • عمل كمترجم فوري للغة اليابانية وكمترج تحريري للغة الإنجليزية في وزارة الداخلية.
  • إدارة أكثر من عمل خاص.
  • ‏عمل بالصحيفة الأسبوعية الكويتية وصحيفة الصوت الكويتية ككاتب ومحرر صحفي.
  • يكتب في جريدة الأنباء مقال أسبوعي منذ عام 2017 ولغاية الآن.
  • ‏يعمل بوزارة الإعلام منذ عام 2007، كرقيب مطبوعات والآن كاتب ومعد برامج تلفزيونية.
  • مقدرة جيدة على صياغة الخطابات الموجهة والتقارير في وسائل الإعلام.
  • معرفة جيدة في الكمبيوتر وبعض البرامج مثل (الأوتوكاد)و(الآرت كم)

 

الإنجازات والاهتمامات:

  • الانجازات:

1- مكرم من سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح على التفوق الدراسي لمرتين بالمرحلة الثانوية والجامعية.

2- أتحدث أربع لغات اليابانية والكورية والانجليزية والعربية.

3- قدمت عدة بحوث في اللغة ومقارناتها واللغويات.

4- حاصل على درجة الماجستير بمعدل تراكمي عالي (3.88/4)، 2006.

5- التصنيف كطالب متميز “مستوى أ” بقائمة الشرف في كل من المرحلة الجامعية والماجستير.

6- حاصل على “تعليم اللغة اليابانية كلغة أجنبية” من جامعة هيميجي دوكيو عام 2004.

7- تمت استضافتي من قبل العديد من المحطات الإذاعية والتلفزيونية اليابانية كممثل لدولة الكويت في اليابان.

8- نشر العديد من المقالات في عدد من الصحف اليابانية.

9- عمل بحث تخرج الماجستير فريد من نوعه في دولة الكويت واليابان.

10_رئاسة بيت الترجمة في رابطة الأدباء

11- قدم برنامج صالون العربي في رمضان الماضي، وبرنامج الوراق لثلاث دورات، وآن أقدم برنامج مدارك

 

اللغات:

  • اللغة العربية: اللغة الأم
  • اللغة الإنجليزية: إتقان اللغة بطلاقة

الطلاقة في اللغة مع الدقة المتناغمة والتوظيف المناسب للمصطلحات والتنظيم والفهم.

  • اللغة اليابانية: إتقان اللغة بطلاقة

الطلاقة في اللغة مع الدقة المتناغمة والتوظيف المناسب للمصطلحات والتنظيم والفهم.

  • اللغة الكورية: متوسط

القدرة على استخدام أساسيات اللغة الكافية للمواقف الحياتية.

 

مجال العمل الحالي

مقدم برامج وزارة الإعلام قطاع التلفزيون-قناة العربي

 

مهام العمل الحالي:

مقدم وكتابة محتوى برامج تلفزيونية.

مقدم برنامج مدارك.

 

الأنشطة الحالية:

رئيس فريق المترجم

مهام النشاط:

تنظيم الندوات والدورات الخاصة بالترجمة

توعية المجتمع بأهمية الترجمة والمترجمين

تفعيل دور الترجمة في ازدهار وتطوير الخطوط الثقافية والأدبية والعلمية في الكويت.

 

نصوص من اختيار وترجمة بدر الفيلكاوي

قد تكون هذه بعض قصائد الهايكو التي ترجمتها توصل رسالة الهدوء والسكينة التي نحن في أمس الحاجة لها الآن في علمنا المزدحم بالماديات :

موراكا ميكاكو

“雨の音 心の内の 静けさ”

“صوت المطر،

في جوفي ،

هدوء”

 

إينوي تاكاو

“月の光 静けさの中に 心癒す”

“ضوء القمر،

بكل هدوء،

يشفي الروح.”

 

أوساكي هيرو

“雨上がり 虹の橋が 空に架かる”

“بعد المطر،

جسر قوس قزح،

يمتد في السماء.”

 

كاتاوكا شيزو

“月影や 水面に映る 夜の静けさ”

سكينة الليل،

منعكسة على الماء،

ضوء القمر”

 

عن madarate

شاهد أيضاً

في مقاربة الهايكو من ثرثرة القراءة إلى تكثيف المقاربة ) محمد بنفارس

في مقاربة الهايكو من ثرثرة القراءة إلى تكثيف المقاربة محمد بنفارس* 1/ في التقديم:  في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *