الرئيسية / الأعداد / تافراوت: جمال الصخور – الحسن الگامَح

تافراوت: جمال الصخور – الحسن الگامَح

تافراوت: جمال الصخور …

الحسن الگامَح*

 

لماذا الشعر…؟

(يأخذني جمال الصخور إلى البدايات الأولى

حيث الصخر هو الأداة الأولى

فالصخر موقد النار بين ظلمة الأكوانْ

والصخر سلاح أبدي

 يبعد الويلات في كل الأزمانْ

والصخر وسادة الإنسان الأول

به علا البيوتات والأبراج

بنى القصور والجسور في كل مكانْ

والصخر عنوان الرسومات الأولى

حين استهوى الإنسان أن يعبر عما يرى

ممتدا أمامه في كتمانْ)

تشق الحافلة الطريق في رحلة إلى مدينة لم أزرها من قبل، مدينة قيل عنها الكثير وقرأت عنها الكثير، ضمن رحلة استطلاعية نظمتها جمعية الآفاق للثقافة والتربية في بداية التسعينيات، بعد استقراري بمدينة أكادير، مدينة عرفت بجمال الصخور، أينما وليت وجهك تبهر ك:

  • رأس الأسد الصامد منذ قرون على الجبل، يراقب الطرقات والحقول البعيدة. ووادي أملن.
  • قبعة نابليون الحارسة المدى والآفاق والدواوير القريبة منه.
  • الغزالة المنقوشة على صخر تغازل الزوار كلما ألقوا نظرة عليها، فتسحرهم، فيمكثون أمامها ساعات مشدودين إليها.
  • الصخور الگرانيتية الملونة بالألوان الزرقاء والحمراء من طرف المخرج السينمائي الفرنسي من أصل بلجيكي جون فيرام، وذلك لأجل إخراج أحداث فيلم تاريخي ، بينما هناك روايات شفهية أخرى أن جون فيرام قام بصباغة هذه الصخور هدية لزوجته.

(يأخذني جمال الصخور الملونة

وأتيه بين اللون الأحمر والأزرق شعرا

وأغوص في أشكال الصخور التي تتشابه إلا لماما

وأتساءلُ: من أين جاءته فكرة تلوينها

في هذا الفضاء المنفتح على كل الاحتمالاتِ

والمدى يزين المكان سلاما

ولماذا اختار هذين اللونين اختيارا

ألأن معشوقته تستهويها أم كي يحدد المقاما؟

وأتيه بينها عاشقا لفكرة التأريخ

لو لم يلون هذه الصخور

هل كان اسمه سيبقى راسخا أعلاما؟

وهل لو لم يلون هذه الصخور هل كنت أقف الآن

كي أكتب نصا قابلا للتأويل احتراما)

هي تافراوت ليست سوى مدينة الصخور بل هي جمال الخضرة، والمناظر الطبيعية الجذابة، تستهويك أزمانا، فواحة أملن الدائمة الخضرة التي توجد على مشارف وادي أملن يحيط بها مجموعة من الدواوير غاية في الجمال، تشعر وانت تمشي على قدميك كأنك في جنة الله، زهور تحيط بك، صوت خرير المياه، أشعة الشمس وهي تعبر النخيل الباسق وجبل لكست شامخا أمامك حيث يستوي الأسد على قمته.

هي تافراوت تحتاج إلى وقت كي تتنفس عطر الطبيعة، والزهور، وتستمتع بجمال الصخور والواحة والبيوت العتيقة الجذابة.

(يأخذني جمال الصخور الملونة

دعني يا رفيقي أستنشق في سلام

عبق التاريخ ليمنحني حقي

في قراءة هذا المكان ما يكفي عشقا واشتياقا

هنا أشعر كأني أولد من جديد

بين الصخور المترامية الأطراف

وخضرة لا تنتهي

فدعني أسابق عمري هنا استباقا)1

 

المراجع:

  • قصيدة: يأخذني جمال الصخور

شاعر من المغرب

عن madarate

شاهد أيضاً

أمسية تكريم فعاليات نسائية ضمن أمسية شعرية رمضانية تخليدا لليوم العالمي للمرأة – حسناء آيت المودن

أمسية تكريم فعاليات نسائية ضمن أمسية شعرية رمضانية تخليدا لليوم العالمي للمرأة حسناء آيت المودن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *