الرئيسية / الأعداد / قراءة في عنوان علاش وبعض زحليات بشرى الغفوري  حميد بركي 

قراءة في عنوان علاش وبعض زحليات بشرى الغفوري  حميد بركي 

قراءة في عنوان علاش وبعض زحليات بشرى الغفوري

 حميد بركي 

اثارتني كلمة “علاش”:  كتساؤل فلسفي منذ أفلاطون وأرسطو
إذ تُعتبر كلمة “علاش” تساؤلاً فلسفياً عميقاً يحمل في طياته جذور البحث الإنساني عن المعنى والغاية، وهذا التساؤل الذي يبدو بسيطاً في شكله اليومي يحمل أبعاداً فلسفية تمتد إلى بدايات الفكر الفلسفي مع أفلاطون وأرسطو، حيث يمثل جوهر الفلسفة كالرغبة في الفهم والاستفسار عن الأسباب،
في فلسفة أفلاطون، التساؤل عن “لماذا” أو “علاش” يرتبط بمفهوم البحث عن الحقيقة المطلقة والعالم المثالي، وهو بالنسبة لأفلاطون، السؤال عن “علاش” يدفع العقل للبحث عن ماهية الأشياء وجوهرها في عالم المثل. مثلاً، التساؤل عن “علاش الخير موجود؟” يقود إلى فهم الخير باعتباره فكرة أبدية تتجاوز الواقع الحسي،
أما أرسطو، فقد أعطى للتساؤل عن “علاش” بعداً أكثر ارتباطاً بالواقع والتجربة، رأى أرسطو أن لكل شيء غاية أو سبب (العلة)، وميز بين العلل الأربعة: العلة المادية، الشكلية، الفاعلة، والغاية، بالتالي، “علاش” عند أرسطو هو سؤال جوهري لفهم أسباب وجود الأشياء وطريقة عملها.
مع مرور الزمن، أصبحت كلمة “علاش” رمزاً للبحث الإنساني المستمر عن المعنى، سواء كان ذلك في العلوم، الدين، أو الفلسفة، فهي تعكس فضول الإنسان الطبيعي الذي قاد إلى تطور الحضارات والمعرفة،
على المستوى الوجودي، “علاش” هو تساؤل عن الغاية من الوجود، الهدف من الحياة، والأسباب وراء المعاناة والسعادة، هذا التساؤل يمثل الرغبة العميقة في التوازن بين العقل والقلب، بين البحث عن الحقيقة وفهم الذات، كلمة “علاش”  استفسار يومي، بل هي جوهر الفكر الفلسفي الذي يربطنا بإرث أفلاطون وأرسطو، حيث يبقى هذا التساؤل المفتوح دافعاً نحو الفهم العميق للعالم ومعانيه المتعددة.
بداية لابد من إشارة إلى العنوان  “علاش” إذ إن العنوان هو أول ما يلتقطه القارئ عند تصفح أي كتاب، فهو المفتاح الذي يفتح أبواب الفهم ويثير التساؤل، وعندما يكون العنوان كلمة بسيطة ومباشرة مثل “علاش”، فإنه يصبح أقرب إلى نبض القارئ وإحساسه، محققًا اتصالًا فوريًا بين النص المتلقي،
“علاش” بين الفصحى والعامية
كلمة “علاش” تُستخدم في العامية المغربية بشكل واسع، وتعني “لماذا” في الفصحى، فهي كلمة رغم بساطتها،  تعكس تساؤلًا فلسفيًا عميقًا، يوحي بالبحث عن الأسباب، أو الحيرة أمام الواقع، أو محاولة فك ألغاز الحياة. إذا ما تأملنا أصل الكلمة، نجد أنها ربما تعود إلى تعبير “على أي شيء”، وهو تركيب فصيح يربط السؤال بسبب محدد، مما يعمق أبعاد العنوان ويوسع دائرة معناه،وهي كبنية صوتية تتكون من أربعة أحرف فقط، ولكنه يحمل ثقلًا صوتيًا ومعنويا، كحرف العين، وهو حرف حلقي، يخرج من الأعماق ويعطي الكلمة وقعًا جادًا ومؤثرًا، في حين أن الشين، كحرف تفشي، يمنحها امتدادًا صوتيًا يوحي بالانطلاق أو التشعب، هذا التوازن بين العمق والانسياب يجعل العنوان مُلفتًا للنظر ومميزًا في نغمته، أما التأثير الأدبي لكلمة “علاش”
اختيار كلمة من العامية لعنوان ديوان يعكس قدرة الشاعر على التقاط نبض الشارع وروح الحياة اليومية، مما يجعل النصوص أكثر قربًا من القارئ. “علاش” قد تكون تساؤلًا عن قضايا كبرى مثل:
لماذا هذا الظلم؟
لماذا الحرب؟
لماذا الفقد؟ كما قد تعبر عن تساؤلات وجودية مثل:
لماذا نحن هنا؟
لماذا نحب ونعاني؟ لماذا خلقنا،
لماذا نفنى؟
وانطلاقا منه ندرك رمزية العنوان كمفهوم أدبي لكلمة “علاش” حيث يفتح المجال للعديد من التأويلات والقراءات، فهو يطرح سؤالًا قد لا يتطلب إجابة بقدر ما يستدعي مشاركة القارئ في التفكير، عبر هذا التساؤل، وهو بداية الفلسفة، والعنوان هنا يتجاوز كونه مجرد كلمة ليصبح دعوة للحوار،
عنوان الديوان “علاش” ليس مجرد كلمة عابرة، بل هو تساؤل فلسفي يختزل العديد من القضايا الإنسانية والوجدانية، إذ انه من خلال هذا العنوان، تتحدى الشاعرة القارئ للبحث عن الأسباب، للتأمل في الواقع، وللخوض في أعماق الذات والوجود بهذا، يصبح العنوان جسرًا بين النصوص والقراء، يربطهم بسؤال إنساني خالد : “لماذا؟”
عندما يكون تركيز العقل على ما اعتقد يكون الاعتقاد وسيلة تواصل مع ذهنية المعنى، بناء على ما يحتويه النص تكون القراءة سبيل التواصل الايحائي غير أن هناك ما يمكنه معالجة بعض الرؤى التي هي ضمن متلق يرغب في أن يكون جزءا من النص، وحين يتعلق الأمر بلغة مشتركة كالزحل حيث نفس العبارة يسهل علينا أن نقول بأنه  فن أدبي شعبي يعكس صوت الحياة اليومية وأحلام الناس ومشاعرهم، لكنه في النصوص التي بين أيدينا تجاوز كونه مجرد تعبير بسيط، ليصبح أداة فلسفية وشاعرية تصوغ قضايا وجودية وإنسانية بأسلوب يمزج بين العمق الدلالي والرمزية التي هي سياق الحديث ، ومن هنا نعتبر الكاتبة قد نجحت في تسخير الرموز واللغة المألوفة لبناء عوالم أدبية تحتضن الحكمة والمفارقة معًا، وقد نفصل هذا السرد البنيوي من حيث الاعتماد على الأسلوب، ليكون المضمون بعده عبر اشكالية بنيوية السرد، وهذا تداخل بنيوي عميق وهذا التقسيم كالتالي
المحور الأول:
جمالية اللغة وبناء المعنى، إذ يتضح لنا ما جعل النصوص الزجلية تمتاز  باستخدام لغة متداولة مشبعة بالرمزية والدلالات العميقة، وهنا الجمل تحمل ازدواجية بين المعنى الظاهر والباطن، مما يفتح مجالًا واسعًا للتأويل.
 وأنت تتأمل دلالة السبع والشجرة كغاية، ورمز القوة الزائفة التي تخفي ضعفًا داخليًا، وهو تصوير  له كحيوان يحاول الهيمنة، رغم أن “عندو السوسة بين ضراسو”، يكشف هشاشته ويضع تساؤلًا فلسفيًا، هل القوة الحقيقية في المظهر أم في الجوهر؟
” الشجرة “رمز للأصالة والحكمة، فهي كائن حي يدرك قيمة من يقف تحت ظلها، وهي لا تحكم بالقوة، بل بمعايير أخلاقية واضحة، إذ ” ديما عرفاتك معندك قيمة”
” الغابة ” ترمز إلى فضاء الحياة المفتوح، الذي لا يسمح بالدخول إلا لأصحاب الكفاءة الحقيقية. الشاعرة تجعل الغابة مرآة تعكس صراعات البشر بين القوة الزائفة والحكمة الحقيقية، وهو تضارب في الحياة المتناقضة،
البساطة العميقة: النصوص تستخدم لغة سهلة وقريبة من المتلقي، لكنها تترك أثرًا قويًا بفضل التلاعب بالمفردات والجمل ذات الطابع المجازي. فمثلاً، عبارة “الشجرة لي مدرك فيها ديما عرفتك” تختزل تجربة إنسانية كاملة في حكمة ثابتة، وهي أن الحقيقة لا يمكن إخفاؤها.
المحور الثاني:  الإيقاع والصور الشعرية
رغم أن النصوص تنتمي إلى الزجل، إلا أن لها إيقاعًا داخليًا يتولد من تتابع الصور والشعور المتدفق، إذ ليس بالضرورة من الوزن والقافية التقليدية، وهذا يدعو الإيقاع الداخلي َ، وهو إيقاع ينبع من تدفق المعاني والانتقال السلس بين الصور، حيث يجعل القارئ يشعر  بالانسيابية والتلاحم، كما في تتابع الأفعال
“دخل الغابة، مضى سنانو، خرج نيابو” حيث تعكس الحركات المتتالية واقعًا سريعًا يعكس طبيعة التغيير والبحث عن الذات، الذات التي هي عبارة عن تراكم تجريبي يمحور الأحداث فيما بينها بلغة يفهمها كل من المتلقين،  بمساعدة الصور الشعرية، وهي  قوية وغير متوقعة، الشاعرة تستعين بعناصر مألوفة في البيئة (مثل الشجرة، الحطب، النار) ليخلق صورًا تلامس وجدان القارئ:
“عشرتك حطب وفراقك نار” هي صورة ثنائية تُبرز الألم الناتج عن العلاقات السامة.
“الشجرة لي مدرك فيها ديما عرفتك” تثير التأمل في فكرة الحكمة الثابتة التي لا تخدعها الأقنعة.
المحور الثالث: الرمزية والتأويل الفلسفي
النصوص تتجاوز حدود السرد لتقدم فلسفة عميقة عن الحياة والعلاقات الرمزية في النصوص تفتح أبوابًا للتأويل، تجعل القارئ يشارك في إعادة بناء المعنى.
القوة والزيف: السبع يمثل صورة الإنسان الذي يعتمد على المظاهر، لكنه هش داخليًا… الكاتبة الشاعرة الزجالة الإنسان التي تحاول إظهار الحقيقة دائمًا  تنتصر، وأن القوة الزائفة تنهار أمام الحكمة.
الحكمة والأمان: الشجرة ليست مجرد مكان يحتمي به السبع، بل هي رمز للحقيقة الراسخة التي لا تمنح ظلها إلا لمن يستحق. النص يدعو القارئ إلى التأمل في فكرة القبول الحقيقي المبني على القيم.
التواضع والاعتراف بالخطأ: طلب السماحة من الشجرة يعكس دعوة صريحة للتواضع. وهي تؤكد أن العودة إلى الذات والاعتراف بالخطأ هما بداية الطريق نحو الإصلاح، وهي فلسفة الفضيلة التي لابد منها لتكوين شخصية تامة تتمحور في حكمة الذات عقلانية الموضوعية،
المحور الرابع: القيم الإنسانية والاجتماعية
النصوص تحمل في طياتها رسائل اجتماعية وإنسانية واضحة، لكنها تقدمها بلغة رمزية غير مباشرة:
 1  رفض الغرور:
النصوص تنتقد الغرور، وتدعو إلى التواضع والبحث عن القيمة الحقيقية للإنسان.
2  العودة إلى الأصل:
النصوص تبرز أهمية العودة إلى الذات والحفاظ على القيم الأصيلة، وهذا ما يسمى بالتصالح مع الذات كما يتجلى في حوار السبع مع الشجرة.
3  التوازن بين القوة والحكمة:
 الغابة تمثل العالم، وتبين أن القوة وحدها لا تكفي لدخولها، بل يجب أن تكون مدعومة بالحكمة والوعي.
المحور الخامس:
 البناء الفني للنصوص بأسلوب سردي شعري، حيث تعتمد الكاتبة على القص والحكي لتخلق عالما شعريًا متكاملا. التركيب الفني للنصوص يعتمد على.
1  التدرج السردي :
الأحداث تتوالى بشكل منطقي، مما يعزز شعور القارئ بأنه يعيش القصة.
2  النهاية المفتوحة:
النصوص غالبًا ما تنتهي بدعوة للتأمل، مما يترك المجال للقارئ لإعادة التفكير في الرسائل التي تحملها.
وأخير هي النصوص الزجلية التي تناولناها كلمات تُقرأ أو تُلقى، بل هي تجربة فلسفية وإنسانية عميقة تقدم دروسًا حياتية مغلفة برموز بسيطة لكنها مؤثرة، إذ إن الكاتبة استطاعت ببراعة أن تربط بين الحكمة الشعبية والقيم الإنسانية العالمية، قصد بنيوية تصنع بها نصوصًا زجلية تستحق أن تكون جزءًا من الأدب الزجلي الراقي الذي يعكس هموم الناس وأحلامهم
ومن هنا ارفع قبعتي للكاتبة الزجالة الإنسان بشرى الغفوري
أما دلالة الحرف فهي إشارات تعتمد على إيقاعها الذي لا يمكن تجاهله كمحور رئيسي لغوي بياني، وهذا  الجانب الإيقاعي عبر موسيقى الحرف  باعتباره تعبيرا يعكس نبض الإنسان، يحمل بين طياته جمالًا صوتيًا، ومعنويًا ينبع من اختيار الحروف والإيقاعات التي تضفي على النصوص حياةً وحركةً، في النصوص الزجلية التي تناولتها بشرى الغفوري، نجد تداخلًا مدهشًا بين الحروف والصور الشعرية، ما يعكس عمقًا شعوريًا وإيحاءً نفسيًا غنيًا، هذه النصوص ليست مجرد كلمات مرتبة، بل هي عوالم صوتية مملوءة بالإيحاءات التي تتداخل مع المعاني لخلق إيقاع داخلي يعكس الحالة النفسية والشعورية للشاعر والمتلقي على حد سواء، مما يجعل النص جذابًا وعميقًا في آنٍ واحد، من أبرز الحروف التي تلفت الانتباه في هذه النصوص، نجد الحروف الهمسية مثل حرف السين في كلمة ” السبع” حيث يوحي هذا الحرف بالاضطراب النفسي والهمس الخافت الذي يعبر عن القلق أو الحذر، كالسين في النص الزجلي يُستخدم كأداة لتوصيل مشاعر غامضة ومتوترة، وكأنه يُخفي ما لا يُقال صراحةً في نص  ” سبع”  حيث نجد السين حاضرة بقوة في الكلمات التي تصف حالة التناقض بين المظهر والجوهر، مثل “السبع”، “السوسة”، و”السماحة”. هذه الحروف الهمسية تخلق إحساسًا داخليًا بالتوجس والترقب، ما يعكس اضطراب الشخصية التي يتحدث عنها النص، التي تبدو قوية من الخارج لكنها مهزوزة من الداخل.
أما الحروف الأخرى مثل الراء والجيم، فتُحدث وقعًا صوتيًا مختلفًا يوحي بالاضطراب النفسي والصراع الداخلي، فحرف الراء مثلا في نص “الشجرة” يظهر في كلمات مثل “الشجرة” وبهذا يتناغم مع حرف الهمس من “السماحة”، ثم الغين والطاء في “تغطيك” وهو تجاوب سنفوني يعلن على رمزية تعكس عمق الخيال ما عليه واقع الملكة، كما يوحي بتكرار الصوت الدائري الذي يُحاكي حركة التفكير الملتوية أو التردد الذي يعيشه الفرد، وهذا التكرار الصوتي يعمل كمرآة لحالة الشخص الذي يواجه نفسه ويبحث عن ملجأ أو حل، تمامًا كما في النصوص التي تصور التوتر بين الكبرياء والرغبة في الاعتذار.
حرف الجيم أيضًا في النص يحمل دلالات مميزة في كلمات مثل “الشجرة”، “جرّب”، و”جيهتك”، نجد وقعًا صوتيًا قويًا يوحي بالثقل أو بالانفجار الداخلي، وكأن هذا الحرف يعبر عن محاولات مستمرة للتمرد على الواقع أو تجاوز القيود. الجيم، على الرغم من قسوته الصوتية، يحمل في طياته ثقل المعاناة وشدة الصراع الذي يدور في النص وعندما يوظف الجيم ينطق معها حرف الدال إذ الأصل مثلا في الجيم هو دجيم بناء على ثنائية اللفظ من حيث الحرف وما عليه آلة تشوير إيقاعي، إضافة إلى ذلك، نجد أن النصوص تعتمد على تكرار الحروف بنمط معين لخلق إيقاع يوحي بالحركة الداخلية للنفس. فالنصوص ليست مجرد حكايات تُروى، بل هي تعبير عن صراع داخلي عميق ينعكس في اختيار الحروف والصور، وعلى سبيل المثال، تكرار السين في “سبع” يُبرز الغموض الذي يكتنف الشخصية، بينما تكرار الراء والجيم يُعزز إحساس الاضطراب الذي يعيشه الشخص بين الكبرياء والاعتراف.
الصور الشعرية في النصوص تتناغم مع الحروف لتكوين عالم بصري وصوتي متكامل، وهي نصوص مثل “الدربالة” و”كأس البلار” تحمل صورًا حسية قوية تعكس عبر الحروف حال الانكسار والتجديد، خصوصا توظيف الدال كحرف قلقلي ذلقي إشارة إلى قوة داخليه ففي نص “كأس البلار”، نجد أن الحروف مثل الباء والراء تعكس وقع الكسر والانكسار، بينما حرف السين يحمل حسًّا ناعمًا يوحي بالحزن العميق، الكأس المكسورة ليست مجرد شيء مادي، بل هي رمز لهوية فقدت قيمتها، وحرف الباء في الكلمات المتكررة مثل “بلار”، “بلادي”، “بغيت” يحمل إيقاعًا داخليًا يشير إلى محاولة استعادة ما ضاع، رغم استحالة الأمر.
أما في نص “الدربالة”، فالحروف تحمل ثقل الزمن والتاريخ الذي شوهته الظروف، الحروف القوية مثل الدال والباء والراء تُحدث وقعًا صوتيًا يشبه وقع الأقدام الثقيلة على التراب، وكأنها تعكس مرور الزمن وصعوبة استعادة المجد السابق، هذه الحروف تخلق إحساسًا بالتحرك في دائرة من الحنين والأسى، بينما الحروف اللينة مثل السين توحي بضعف النص أمام قسوة الظروف…
إجمالًا، فإن دور الحروف في النصوص الزجلية يتجاوز كونها عناصر صوتية، بل تتحول إلى أدوات فنية تعكس الصراعات النفسية والوجدانية، الحروف الهمسية مثل السين تُوحي بالغموض والحذر، بينما الحروف الدلقية مثل الراء والجيم تُبرز الصراع الداخلي والتوتر النفسي. بهذا يمكن أن نقول بأن النصوص الزجلية ليست مجرد كلمات تُقرأ، بل هي لوحات صوتية تحمل في طياتها مشاعر مكثفة تمتزج بالإيقاعات لتخلق تجربة شعورية فريدة.
ناقد من المغرب

عن madarate

شاهد أيضاً

أمسية تكريم فعاليات نسائية ضمن أمسية شعرية رمضانية تخليدا لليوم العالمي للمرأة – حسناء آيت المودن

أمسية تكريم فعاليات نسائية ضمن أمسية شعرية رمضانية تخليدا لليوم العالمي للمرأة حسناء آيت المودن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *