حنظلة محمد شهم
١
حنظلة
لن تأويك مظلة
ستشق البقاع
ودروب الرعاع
ولن تجد يا حنظلة
إلا رؤوسا تهاني المذلة
وأقلاما تغمس حبرها في جفان مزبلة
حنظلة…
لا تلثم رؤوس المذلة
ولا تدون حرفا
بأقلام المزبلة
٢
حنظلة…
بلا مظلة
يمشي على أصلاب مدننا
والشوارع طحنتها نيران المدافع
وأغرقتها سيول المدامع
إلى أين حنظلة؟
-إلى قبضتي وحجارتي
أدق أبواب جورتي
علهم يسترون عورتي
-الأبواب قد أغلقت يا حنظلة
وكل الظلال اختفت
إلا ظل السماء
مازال مفتوحا يا حنظلة
لازالت الحجارة تصرخ من عينيك
على أياد القذارة
تعزف على أوتار القيتارة
لحن الحرية
ويلعن الخسارة
حنظلة…
بلا مظلة
مازال يجوب أصلاب المدن والشوارع
يدق على رؤوسها أجراس المدامع
يحمل بين يديه
أصوات المفاجع
ولا صدى حيا للأجراس
والأصوات إلا أشباحا
وأطيافا سكنت خلف الأسوار
تستظل الأنوار
والأدوار
مازال حنظلة
يسير بلا مظلة
يجوب المدن المطلة
على سكون المذلة
كل الشوارع سكنتها
المدامع ولا أحد يرفع المدافع
حنظلة ابن البلد يرفع المقالع
ويسير على درب الموانع
يسير على كف المصارع
يمشي وعلى كتفه مقبرة
وفي كفه محبرة
يدون عبور خطوات الظاهرة
ليلتا العمر
عمري ليلتان
ونصف يوم
حملت أحلامي وأثقال تعبي
في الليلة الأولى
وبيني وبين الوصول إلى ضفة النهار
عقدين من زمن القمر
وفي الليلة الثانية
حملت نكسة الوطن
على أنفاسي
وعلى أديم أكتافي
حتى وهن العظم مني
واشتعل العقل شيبا
ومازال الوطن يذوي
تحت شؤم النكسة
وفي نصف اليوم الأخير
سقطت ليلتاي
على سرير الفجر
في حضن الهباء
تتلمسا عمر الوطن
الذي ضاع في
إحصاء شعيرات الشيب
التي أصبغت وجه
ليلتا عمري
ونصف يومي المفقود
بين الشروق والغروب
شاعر من المغرب