ماذا بعد الخمسين…؟
سؤال متعب، وفي نفس الوقت صعب الإجابة عنه في ظل هذه الظروف الثقافية، الغير الواضحة…؟
أو لنطرح السؤال بطريقة أخرى:
كيف سنشتغل بعد هذا العدد بدون دعم مادي…؟ ونحن منذ أن بدأنا المشوار في يونيو 2016 كنا نعرف أننا سنعتمد على ذواتنا ودعم المقربين من المبدعين كانوا كتابا أو فنانين. فثقل المسؤولية كبير جدا، فليس من السهل أن تصدر عددا واحدا في كل شهر يحملك طموحك اللامتناهي الأطراف… ورغبتك في مواصلة المسير رغم كل الإكراهات… أما أن تصدر خمسين عددا فهذا إن دل عن شيء فإنما يدل على كون عزيمتنا قوية وإرادتنا في الاستمرارية لا تعرف الفتور والتوقف والفشل.
لكن لنكن صرحاء مع أنفسنا، والكثير يطرح هذا السؤال منذ الأعداد الأولى:
متى ستتوقف أعداد مدارات الثقافية…؟
ومتى سيتعبان هذان الشخصان في احتراق ذواتهما في كل عدد ومن يدعمونهما..؟
يبدو أن السؤال غريب، لكنها الحقيقة التي سمعناها عدة مرات بعد كل عدد، لكن ما زلنا عازمين على مواصلة التحدي رغم كل الظروف الغير المطمئنة، فكل الأقلام التي تشاركنا هذا الاحتراق تغذينا بقوة لا مثيل لها بعد كل عدد، ومع كل عدد يكبر حلمنا أكثر غير مبالين بالعوائق المشحونة بالقنابل الكثيرة في طريقنا التي هي الأخرى، تمنحنا قوة على قوة.
فنحن لسنا لوحدينا (منير – الگامَح) معنا الله المعين، ومعنا كل الأقلام التي تدعمنا من قريب أو من بعيد في هذا العالم ، من كل البلدان، فهذه الأقلام هي قوتنا في الصمود والتحدي… وهي طاقتنا الإجابية التي لا تنتهي… وهي النبضات التي لا تتسع لها صدورنا كي نواصل هذا الاحتراق الثقافي.
انطلقنا من أربعين صفحة في الأول واستقرنا في مائة لأعداد كثيرة، لكن بلغنا في بعض أعداد ما يفوق مائة وستين صفحة، وأكثر من مائتي صفحة(العدد الثامن والأربعون)،
خصصنا أعدادا لحالات معينة إما احتفاء بشخصية، (الروائية حياة الرايس… الشاعر الأمازيغي صدقي أزايكو… الشاعرالأمازيغي الحداثي محمد واكرار… الفاعل الجمعوي محمد ابزيكا… الشاعر محمد علي الرباوي… الخ) أو بحدث معين (المهرجان الدولي للشعر… إدراج فن الملحون المغربي في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية… مهرجان القصة… مهرجان الصويرة للشعر.. .زلزال 8 شتنبر…)
ونحن نواصل المسير، أصدرنا خمسة كتب، والسادس في الطريق إن شاء الله.
لكن يبقى السؤال معلقا: ماذا بعد الخمسين…؟
في بعض الأحيان يخطر ببالي من الأفضل، أن نستريح من هذا الاحتراق قليلا، لكن كيف ونحن كلما انتهينا من عدد نشتاق أن نبدأ الاحتراق من جديد مع عدد جديد… كأن حياتنا صارت مرتبطة بمدارات الثقافية، واحتراق عشرة أيام في الشهر وزيادة.
قبل الختام: نشكر كل الأقلام المبدعة التي تنيرنا حينا وحينا تزيد الاحتراق متعة لا تنتهي، كما نشكر الأقلام التي تحتفي معنا بهذا العدد.
فلهذه الأقلام أقول:
ما ألذ الاحتراق إذا ما استطعنا إليه سبيلا…!
رئيس التحرير