مدارات الثقافية والشمعة الخمسون – محمد منير
راهن بعضهم على أننا لن نبرح خطونا الخامس أو السادس على أكثر تقدير، غير أن خطونا شد على عضده وخيب ظنهم، أو لنقل رهانهم المبني على تيئيس الحالمين بالفعل الثقافي الجاد والمستمر، فإن كنا نشعل شمعة بعد شمعة، نضيء بها خطونا في مدارات للثقافة والفنون، من خلال مراكمة إنجازات ثقافية وفنية قالت وما زالت تقول كلمتها في المشهد الثقافي، إنجازات استمدت قوتها من إيماننا القاطع بأن لا تنمية شاملة بدون تنمية ثقافية، وأن الفعل الثقافي الجمعوي لابد له من سند إعلامي متمكن من أدواته، ذو رؤية ثقافية صحفية مبدعة.
فكانت ” مدارات الثقافية ” منبرا إعلاميا ثقافيا وصوتا ناطقا لمدارات للثقافة والفنون في أولى خطواتها لتصبح بعد خطوها الثاني نافذة لكل المبدعين من المغرب وخارجه يطلون من خلالها بإبداعاتهم وكتاباتهم النقدية، كما أنها أصبحت موعدا شهريا يقرب القارئ لها من مستجدات المشهد الإبداعي الثقافي، متابعة ونقدا.
وبخطواتها المتتالية، نجحت “مدارات الثقافية” في تحقيق هذا الهدف، فأصبحت موعدًا شهريًا يقرب القارئ منها إلى مستجدات المشهد الإبداعي الثقافي، متابعةً ونقدًا. فلم تعد مجرد منبر إعلامي ثقافي، بل أصبحت حاضنة لكل ما هو جديد وجريء في عالم الإبداع والفن.
إن هذا النجاح الذي حققته “مدارات الثقافية” لم يأت من فراغ، بل هو نتاج جهود حثيثة وتخطيط استراتيجي دقيق، هدفه الأسمى تعزيز الحراك الثقافي والفني في المجتمع. فمن خلال تقديمها للمحتوى الثري والمتنوع، سواء في مجال الأدب أو الفنون التشكيلية أو الفوتوغرافية أو السينما أو أو المسرح أو الموسيقى، ساهمت “مدارات الثقافية” ولا زالت في إثراء الذائقة الثقافية للقراء، وتمكينهم من الاطلاع على أحدث الإنتاجات الإبداعية.
كما أن دورها لا ينحصر في مجرد تقديم المحتوى الثقافي والفني، بل تتعداه إلى مساحة النقد والتحليل البناء، فهي تشكل منصة لعرض وجهات النظر المختلفة والمناقشات الهادفة حول القضايا الثقافية والفنية. وبذلك تساهم في تنمية الوعي الثقافي وتعزيز النقاش الجاد حول المشهد الإبداعي.
إن ما حققته “مدارات الثقافية” من نجاحات على مدار السنوات الماضية، يعد إنجازًا كبيرًا في مسعاها لتكون منارة للثقافة والفن في المغرب وخارجه. فهي لم تكتف بكونها منبرًا إعلاميًا ثقافيًا، بل سعت إلى أن تصبح نافذة للمبدعين وموعدًا شهريًا للقراء لمتابعة المستجدات الثقافية والفنية. وفسحة لتقديم مجموعة من الكتب الثقافية عبر تجربة “كتاب مدارات” والذي كان فعلا نتاج تجربة إعلامية ثقافية لمدارات للثقافة والفنون وإضافة قوية لمنجزها الإشعاعي.
إن ” مدارات الثقافية ” يمكننا القول أنها حققت ما سطرته في بدايتها مع أول عدد لها ، واستطاعت أن تربح رهانها الثقافي وهي تشعل شمعتها الخمسين الآن، فبعددها الخمسين نكون قطعنا أشواطا من الممارسة الإعلامية الثقافية
إن “مدارات الثقافية ” قد برهنت على قدرتها الفريدة في المساهمة الفاعلة في المشهد الثقافي المغاربي والعربي منذ انطلاقتها الأولى. وباعتبارها مجلة ثقافية متخصصة قد نجحت في تحقيق ما سطرته في بيانها التأسيسي، فهي اليوم بعددها الخمسين استطاعت أن تؤكد حضورها الملموس وتؤصل لممارسة إعلامية ثقافية متميزة.
وهنا لا بد من الإشادة بجهود أفراد هيئة تحرير “مدارات الثقافية” والذين حرصوا على الحفاظ على استمراريتها وتميزها على مدى الخمسون عدد. فهم بذلك قد أسهموا بشكل فاعل في إثراء المشهد الثقافي المغاربي والعربي وتعزيز مكانة الثقافة كركيزة أساسية في بناء المجتمعات.
المدير التنفيذي