«ليس علينا أن نجعل البشرَ أذكياء؛ فهم يُخلَقون كذلك، وكلُّ ما علينا أن نفعلَه هو التوقُّفُ عن ممارسةِ ما يجعلُهم لا يفكرون».
جون هولت – معلم أمريكي
الاشتغال في مجال التنشيط، وخصوصا في شقه الجمعوي، اشتغال له من المسؤولية ما له، لدى القائمين عليه، وهي مسؤولية تربوية كاملة، والتزام اجتماعي جاد وهادف اتجاه المجتمع.
فالعملية التنشيطية، هي عملية تربوية متشابكة فيما بينها، والمنشط مربي من خلال ما يقدمه من مادة تنشيطية، عليها أن تراعي العلمية والجودة والابتكار والإبداع وهي تقدم للفئة المستفيدة من العملية التنشيطية.
فالمنشط باعتباره مربيا وجزءا مؤثرا فيما يمكننا تقديمه للناشئة من برامج، يعد مسؤولا على ما يمكن أن يأخذه المستفيد من معارف وأساليب، وكل ما من شأنه أن ينمي ملكته وخياله الابتكاري والابداعي.
وهنا نرى أن العملية في كليتها هي عملية تربوية قبل أن تكون تنشيطية بسيطة، يحاول من خلالها المنشط -تربوي أو ثقافي أو اجتماعي -تقديم مادة ترفيهية / اجتماعية مسلية، ناسيا أن كل ما يقدم للناشئة إنما هي رسائل تربوية ترفع من قدراتهم على الإبداع والابتكار والتجديد.
وهذا ما ندعو إليه في هذه الافتتاحية البسيطة، حول ضرورة الاهتمام بالتربية الإبداعية، من خلال المنشطين المشتغلين في الحقل الجمعوي في عموميته والجمعوي التربوي في خصوصيته.
إذ نرى أن التربية على الإبداع، من أهم لبنات الفعل التربوي، بل هي قلب العملية التربوية، لأن الإبداع من أهم أهداف الفعل التربوي داخل المجتمع المؤمن بالابتكار والتجديد والخلق، والتواق إلى تنمية فكرية وحضارية دائمة ومستدامة.
وهو فعل – أي التربية على الإبداع – لا يتحقق في غياب منشطين متمكنين من بيداغوجيا الإبداع (la Pédagogie de la créativité) والإيمان بها كعملية تعليمية، تعلمية مبنية على امتلاك مهارات ورؤية منهجية متجددة، تدفع بالمتعلم للابتكار وخلق أفكار جديدة منبثقة بالأساس من عمقه الإبداعي.
فكما قال جون هولت ، علينا أن نترك الأجيال تفكر وتبدع ، من خلال تحفيزنا لهم والسعي على تربيتهم على الإبداع ، فبدونه لن تتفتح رؤاهم ولن تتنفس خطاهم جمالا وبهاء .
الرئيس المؤسس لمدارات