الرئيسية / الأعداد / حوار مع المبدعة فتحية الهاشمي – حاورها الشاعر الحسن الگامح

حوار مع المبدعة فتحية الهاشمي – حاورها الشاعر الحسن الگامح

حوار مع المبدعة فتحية الهاشمي

حاورها الشاعر الحسن الگامح

  • كيف ترى المبدعة فتحية الهاشمي الكتابة بصفة عامة؟

أن تعيش كي تكتب وتكتب كي تعيش. الكتابة هي خلق عوالم لم تعشها ولن تعيشها وأن تقترف فعل الحياة من خلال الكتابة.

  • من اين استمدت تجربة الكتابة؟ وكيف دخلت بجر الكتابة؟ وما اول نص كتبته؟

للسؤال أذرع عدّة وانزياحات كثيرة و مطبات و متاهات كلّها تؤدّي لجواب واحد : : هو أنّ الكتابة هي البحر الهادئ ، المتوحّش ، الساكن المتحرك ، الغاضب ،الحنون الذي يأخذك في حضنه حيّا و ميّتا قد يكون قاتلا في لحظة سهو و قد يكون مأمنك في لحظة حبّ هاربة من رغوة الوقت، هكذا دخلت بحر الكتابة و أنا لا أحسن السّباحة فيه ومازلت أتدرّب على معاندة موجه إلى اللانهاية

تعلّمت الكتابة من أغاني و أذكار أمّي ، كانت لحظة انخطافها القادريّة و مدائحها لجدّنا رسول الله بوصلتي نحو السّجع أولا و أنا طفلة كنت أتحدّث مع الأزهار البرّية و السّنابل و سيول الماء والطبيعة و كنت |أحاول مجاراة ” صوت قصبة” والدي وهو يعزف لحنه الراعف و يستحضر أرواح جدودنا ، كنت أهرب و أختفي لساعات بحقل السنابل و أنا ألتهم قصص المنفلوطي و جورجي زيدان … هكذا بدأت أخطّ كلمات و أنثرها فراشات نارية و شقائق نعمان حارقة وسط المجلّة المدرسيّة .

  • أي صنف من الكتابة تجدين فيه ذاتك حين تكتبين؟ ولماذا؟

الشعر حبيبي الذي خنته مع الرواية التي هربت اليها كي أخلق عوالمي الخاصة بي .فالرواية حمّالة كلّ الأجناس الأدبية ففيها أصبح راقصة و فنانة تشكيلية و ممثّلة ولا أكبح جماح خيالاتي ، أتخاصم مع أبطالي حدّ طردي من اتمام كتابة الرواية و اقالتي من مهام خلقها ، الرواية هي الحياة و الحياة هي أهمّ رواية فأنا كائن ورقي وأنا الرواية والكاتبة والبطلة وبكلمة مختصرة أنا الرواية الحياة .

  • كيف ترين تجربة الكتابة في العالم العربي ؟

الكتابة في العالم العربي ، وأين هو العالم العربي ؟ الكتابة مهزوزة و محبطة و مثخنة بالألم و الصراعات مثل الأنسان العربي تماما فالكتابة هي الوجه الحقيقي للحضارة و الكاتب هو المؤرخ الحقيقي للهنا والان … عندما يتعافى العالم العربي ستتعافى كل الفنون التي مجراها و مرساها الكتابة أولا وأخيرا.

  • مع تطور التكنولوجيا هل يمكن يوما ان نستغني عن الكتابة بصفة نهائية ؟

التّطوّر …  التكنولوجيا  : كلمان أصبحتا تثيران التّساؤل أكثر من الفخر و الفرح بإنجازاتهما فلسائل أن يسأل كيف وصلنا إلى هذا الحدّ من التّطور المشكوك فيه بين قوسين فهل يمكننا أن نتحدث عن التّطور التكنولوجي ونحن لم نصل إلى معرفة لغز تحنيط جثث الفراعنة و لا كيف بنيت الأهرامات و الدّلائل كثيرة على أن الانسان الأول أو ما وصلنا من الحضارات يدل على أنّخ كان أكثر تطورا من انسان العصر الحالي و كل هذا وصل إلينا عن طريق الكتابة أو ما دوّن حينها و ستبقى الكتابة والكتاب الأصل مستقبلا كما كان الحال قبلا و لن تطير الكلمات بضغطة زر و لن تنتهي الحضارة بانقطاع الكهرباء.

  • ما رايك في الكتابات النسوية بالعالم العربي؟ وأين بمكننا ترتيب الكتابة النوية من خلال الإصدارات السنوية التي ارتفعت مقارنة مع السنوات الماضية و حضورها في كل المجالات الإبداعية؟

هذا السؤال يثير تساؤلي الاستنكاري أوّلا و الاستقرائي ثانيا  و لطالما طولبت بالإجابة عنه و كانت تتصاعد وتيرة تساؤلاتي كلما أعيد عليّ لأنني أؤمن أولا أن الأدب انساني بالأساس و أن الكتابة لا تختلف بين المبدين من ذكر و أنثى الا بالإتقان والفنية و الجودة فالمشاكل واحدة والجغرافيا والتاريخ أيضا و لا يختلف النوعان الا في الجزئيات البسيطة أو الخصوصيات المميزة للذكر والأنثى و هذا أساسيّ حتى لا يصبح الابداع هجينا أو ممسوخا ويفقد نكهته الجمالية . و لنعد للعدد المتزايد و هذا الامر لي عليه تحفظات عدة فنحن صرنا في عصر الاسهال الفني وصار من يتقن تصفيف الكلمات او خلط الألوان أو رفع صوته ولو صياحا مبدعا و هذا يصيبنا بالعقم الفكري و الغثيان الإبداعي و هذا يخصني أنا شخصيا و أقوله على مسؤوليتي فليت المتفنّنين في خلق  كل هذا يرحموننا قليلا.

  • ما الكتاب الذي إثر في تجربتك الإبداعية من ابداع تاء التأنيث؟

بصدق لا أستحضر إلا كتابات قليلة منها كتاب ألف ليلة وليلة التي يعتقد أن كاتبتهاامرأة تقلصت اسم دكر هربا من محاكمات المجتمع النسوي قبل الذكوري هل كانت تلك الحكاية لست أدري ،ربما … أقرأ للخنساء يعجبني حزنها لا تستغربوا أحب الاتقان في قول كل شيء حتى القبح والحزن ، أحب شعر ولادة والكتابات المترجمة ، أخلط الشعر بالرواية والرواية بالشعر و أعيش جنون وهبل الكتابة والقراءة وهدا ديدني في الأدب.

  • ماذا حققت المرأة المبدعة في مجال الكتابة ؟

تحاول الخروج من جبة الذكورة والمجتمع ولعب دور الضحية طبعا هناك الشّاذ في الكتابات وذلك عند الجنسين و كما قلت لابد للعالم العربي أن يتعافى وللإنسان العربي أن يتصالح مع جسمه كي يتصالح مع عقله فتصلح كتابته وابداعه.

  • ماذا تضيف الجوائز الأدبية للكاتب “ة” ؟

الكاتب الجيد تحتاج كتابته لناقد جيد والناقد الجيد يحتاج لمعرفة جيدة و متكاملة و ضمير أجود كي يلغي اسم وجنس الكاتب حتى يكون محايدا و مجنونا في نقده و على قدر جنون الكاتب والكتابة يكون النقد ولذلك كي تكون الجوائز ذات قيمة وتضيف لصاحبها شيئا لابد أن تكون اللجنة التي ستسند له الجائزة أكثر منه جنونا واتقانا وجودة لذلك أقول على الكاتب أو المبدع أن يبدع من أجله أولا ثم أولا ثم أولا ومن أجل الابداع أولا أيضا.

  • ما مشاريعك المستقبلية ؟

ترتيب حياتي بل إضفاء الكثير من الفوضى عليها من خلال رواية ” تارميني” أو هجرة شرعية و سلسلة قصص اليافعين تحت عنوان ‘ أنا أقرأ / أنا موجود”. وعروضي الفنية التي أجمع فيها الزجل بالغناء بالرقص بالجنون من أجل التعريف بأبطال بلادي و الصوفية العلمية .

  • كيف ترى الإنسانة فتحية الهاشمي المبدعة فتحية الهاشمي ؟

نحن واحد لا يتجزّأ مثل الوطن أو نحن الوطن والتاريخ و الجغرافيا ، قد أكون ريحان ” حافية الروح” و قد أصبح ” مريم” في لحظة انخطاف فريدة و حقّا أصير منّة الحكاية الغريبة العجيبة المقبلة من ألف عام و غام أحمل نعلين و حبّات رمل خبّأتها عن عيون الوشاة والمارقين على قوانين القبيلة ، و حتما أعود فتحية في أحايين كثيرة و أبا أحاول الخروج من جبّة أبطالي و بطلاتي ، يلاحقني ” سبتي تاتيانا” ويقبض عليّ صابر في لحظة اغتراب و غربة ، لا حواجز بين فتحيّة و فتحيّة قد تهرب الروائية نحو تخوم رواياتها و تتلبّس بحياة إحدى شخوصها و قد تفرّ الشّخوص كلّها و تختبئ في شقوق يدي الروائية فنحن واحد لا يتجزّأ قد نختلف و نتخاصم و لكنّنا لا نفترق أبدا .

  • ما هو الكتاب الذي حلمت ان تكتبيه و لم تتح لك الفرصة لكتابته بعد ؟

أظن أنّني لم أكتب شيئا بعد و لم أقترف فعل الكتابة الحقيقية فهي لا توجد أصلا أنا أحاول خلق حيوات متعددة و متعدّية فيما أكتبه ، ملاحم و أزجال و أشعار ورواية ، أنا في رحلة بحث مضنية عنّي و عن الكتابة لعلّني سأجدني ولعلّها ستجدني ولكنني أعتقد جازمة أننا لن نلتقي أبدا ، لأنه لو حدث والتقينا سيكون فناؤنا الحتمي حينها معا.

 

ورقة عن المبدعة فتحية الهاشمي 

سأكتب بعض ما اقترفته من محاولات كتابة للكبار و اليافعين و الصغار و على فكرة فأنا متهمة اتهاما جميلا أخاف مسؤوليته ، أنّني أكتب للنّخبة لأنّني أهاجم العقل العربي والإنساني تحديدا و دون مراوغة

1 الأقحوان المصلوب على الشفاه شعر

2 حافية الروح  : رواية طبعة أولى تونس

3 حافية الروح : طبعة ثانية مصر

4 منّه موّال : رواية متحصلة على جائزة لجنة التحكيم للكومار الذهبي للرواية

5 مريم تسقط من يد الله : رواية متحصلة على جائزة الكريديف لأحسن الكتابات النسائية

6 مريم تسقط من يد الله : طبعة ثانية مصر

7 الشيطان يعود من المنفى :مجموعة قصصية

8 هل هذه الأرض هي حقّا أمنا : شعر

9 العنكبوت لا يحرس الأنبياء دائما : رواية

10 تاتيانا : رواية

11 ظل الله : رواية

12 الحوت الأزرق : قصة لليافعين

13 تحت الطبع رواية تارمينيTERMINI هجرة شرعية

ستّ ملاحم وطنية و غزلية و دينية ومازال في البال أغنية والكثير الكثير من محاولات اقتراف الكتابة.

 

نص ابداعي

مقطع من رواية مّنّه موال ص 174

مازلت أمشي منذ ألف عام وعام

ـ ولكن كم عمرك ؟

ـ أربعون ، أربعمائة ، أو أربعة آلاف سنة … ربما.

ــ ولكن ما سرّ رقم الأربعة معاك ؟ لماذا تصرّين عليه ؟

تنهّدت و عيناها تجوبان المكان ويداها تمتدّان أمامها وهي تضمّ أصابعها وتقبض على الفراغ :

أنّني أمسك هنا وتتجه فبضتاها إلى مكان السرّة، هنا تماما بالجهات الأربع والرياح الأربع.

شعر : خرافة أعود من غدي

من هنا مروا

ما يزال الرمل يقتفي قمر الحكاية

يحتفي

بالسّائرات نحو غيب ألف عام

لنا فيما مضى من الحلم

فيما سيأتي من الأغنيات

هودج / عسس ومماليك وسبايا

ما يزال الرّمل يحتسي دمع الحكاية

والنّخيل ما يزال يختفي تحت ظلّي

كلّما جنّ الحداة واستبدّ الشّوق بالبقيع …

من هنا مرّوا

لدينا ما يكفي من الوهم والأمنيات

لعليّ صوت أمّي والصّدى

لي وعم الرّيح تذروني وتستظلّ برمادي

فلم أزل على مشرقين

ولم يزل لنا جرح بالطّائف و بكربلاء لن يكتمل …

من هنا مرّوا

مازلنا نغفو على صليل الكلام

ووعد

يبيح المشي على ما تخفّى من فرحنا

مازلنا نخبز الحلم بما يورق من أصابع جدّتي

نركب الغيم

نستسقي الغمام …

فما نحن إلا البدء / الاخر / الكلّ / أصل الكلام

10/12/2006

 

 

 

 

عن madarate

شاهد أيضاً

أمسية تكريم فعاليات نسائية ضمن أمسية شعرية رمضانية تخليدا لليوم العالمي للمرأة – حسناء آيت المودن

أمسية تكريم فعاليات نسائية ضمن أمسية شعرية رمضانية تخليدا لليوم العالمي للمرأة حسناء آيت المودن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *