حوار مع المبدعة المغربية بديعة الراضي حاورها الشاعر الحسن الگامَح
1.كيف ترى المبدعة بديعة الراضي الكتابة بصفة عامة؟
الكتابة بالنسبة لي هي وجود وتغيير وبناء عالم ينبغي أن يكون، إنها فضاء لتحقيق الحلم ورسم معالم المدينة التي تشكل اختيارا في الحياة، والكتابة هي متنفس ،هي عالم بلا قيود. والكتابة بالنسبة لي هي الهواء الذي أتنفسه، هي الصدق والوفاء والجهر ضد الصمت المريب، والكتابة بالنسبة لي هي الحقيقة الوحيدة التي أسجلها في أوراقي برغبة في البحث عن فضاء متحرر من كل شيء حتى من قواعد الحياة نفسها …الكتابة هي أنا كما أريد.
2.من أين استمددت تجربة الكتابة؟ وكيف دخلت بحر الكتابة؟
تجربتي في الكتابة انطلقت في أوائل التسعينات عندما دخلت عالم الصحافة المكتوبة بجريدة أنوال وتحديدا بقسمها الثقافي .
كنت أعتبر الكتابة الصحفية مهنة محاصرة بالخبر والتحليل والمتابعة وحتى الملفات التي تحتاج إلى آليات للتعبير .
كل هذا الزخم لم يكن يروي عطشي إلى نص أسجل فيه انتمائي لعالم الكتابة الوجودي بالنسبة لي ، ففكرت في كتابة عمود أسبوعي سميته بأرقام ، كنت أحاول من خلاله أن أهرب من الأسلوب الصحفي نحو السرد وهنا كانت البداية نحو النص المسرحي بمسرحية حدوثة مغربية وبعضها نصوص أخرى في المسرح والرواية أذكر منها نص قادم، والسيد ميم ، وآمنة، وأحفاد عمر ،ورجل من الصحراء تم نصوصا روائية وسردية أذكر منها الزنقة 7وغرباء المحيط، وفي عمق الشرق وحافية القدمين، وبيني وبين استير، وأخيرا يوميات زمن الحرب.
3.أي صنف من الكتابة تجد فيه ذاتك حين تكتب؟ ولماذا؟
بخصوص الأصناف والاجناس التعبيرية فأنا أومن بالإبداع بصفة عامة، لأن الإبداع هو ما ترتب عن مخاض لا تفكر الكاتبة في مولوده بقدر ما تفكر في إخراجه للوجود، وعلى المستقبل لهذا المولود أن يحدد صنفه أو جنسه ،أقصد من خلال هذا التصور أن الكاتب إذا تحول إلى ناقد فإن روح النص باعتبارها القلب النابض تنشغل بالأداة هو الحفر في مكنونها وذلك هو العمق الذي أريد أن أصل إليه كمبدعة رغم أن نصوصي تصنف عند بعض المهتمين بما أنتجه، بالرواية الممسرحة والمسرح الروائي.
4.كيف ترى تجربة الكتابة في العالم العربي؟
أعتبر أن الجواب عن سؤال تجربة الكتابة في العالم العربي ،لا يجد متسعا له في هذا الحوار، لأن الأمر يحتاج إلى بحث وتدقيق في الأجناس التعبيرية في الكتابة باللغة العربية وعبر محطات تاريخية مختلفة، وكل محطة لها مواصفاتها .
وعلى العموم فتجربة الكتابة في العالم العربي تجربة هامة في الشعر والقصة والرواية والقصة ،وتركت بصمات قوية عالميا وسجلت مواقع هامة في التاريخ والذاكرة …
5.مع تطور التكنولوجيا، هل يمكن الاستغناء عن الكتابة؟
الاستغناء عن الكتابة كالاستغناء عن الروح ،لأن الكتابة مرتبطة بالحياة، وحاجة تعبيرية لها عمقها الإنساني والوجودي. أما بخصوص التطور التكنولوجي فإن العلم ذاهب إلى أبعد ما نتصور لكن لا يمكنه أن يلغي رغبات الإنسان في العودة المستمرة للذات من أجل الإنصات إليها والكتابة هي المنفذ الفعلي لهذه الذات من أجل تركها تسبح في عوالم التعبير عن كينونتها ووجودها.
6. ما رأيك في الكتابات النسوية بالمغرب وفي العالم العربي؟؟ وأين يمكننا ترتيب الكتابة النسوية من خلال الإصدارات السنوية التي ارتفعت مقارنة مع السنوات الماضية، وحضورها في كل المجالات الإبداعية..؟
في أحيان كثيرة لا يروقني تصنيف الإبداع بين رجل وامرأة لكني أتقبل الأمر عندما يكون الدافع إلى ذلك هو ترتيب المجال في تصنيف الإبداع. ولهذا أعتبر الإبداع خارج كل تصنيف وأن قوة التعبير والرغبة في رسم المعالم الثقافية عبر كل الأجناس التعبيرية ،هي قوة أكبر وأعمق من ثنائية الإبداع النسائي أو الذكوري.
أما بخصوص رصد الكتابة النسائية في العالم العربي فأنا أعتبر الكم الهائل من البدايات و الذي تعج به الساحة العربية والمغربية واحدة منها هو الجواب عن تساؤلكم، دون أن نلغي لغة النقد في القراءة والتصنيف بقوة هذا الإبداع وضعف الآخر، لكن الدرجات التي يرتبها الناقد لا يمكن أن تلغي الواقع بأن هناك رغبة حقيقية في الإنتاج والإبداع وهذا في حد ذاته انتصار.
7. ما الكتاب الذي أثر في تجربتك الإبداعية من إبداع تاء التأنيث…؟
هناك العديد من الكتاب والكاتبات الذين قرأتهم وأعدت القراءة تأثرا بما يكتبون وما يكتبن ،ومن موقعي الأكاديمي كخريجة من الجامعة والدراسات المعمقة في السرديات كنت تواقة إلى الاطلاع على كل الإنتاجات في مجال الرواية والسرد بصفة عامة ،لكن من كان له أثر مباشر علي هو الكاتب السوري حنا مينا وبخصوص الكتابة النسائية كان وقع فاطمة المرنيسي وفاطمة الزهراء زريويل بأثر آخر.
8.ماذا حققت المرأة المبدعة في مجال الكتابة بحكم أنك رئيسة رابطة كاتبات المغرب وإفريقيا…؟
الذي حققته المبدعة الافريقية والمغربية منها هو الاستمرارية والتحدي والمقاومة والخروج لمعركة الفكر والمعرفة والثقافة بالكتابة والنشر والتواجد في كافة الواجهات الثقافية مبدعة وكاتبة ومحاضرة وناشرة للقيم والثقافة الحقوقية والإنسانية
9. ما ذا تضيف الجوائز الأدبية للكاتب (ة)…؟
الجوائز هي مجال لنشر ثقافة الاعتراف ،وهذا في حد ذاته يعطي للكتاب والكاتبات طاقة إيجابية للاستمرار في الإنتاج.
10.ما مشاريعك المستقبلية…؟؟
مشروعي نص مسرحي بعنوان امرأة على الحدود. وقناعة بضرورة كتابة نص روائي مع بداية كل سنة …
11. كيف ترى الإنسانة بديعة الراضي المبدعة بديعة الراضي ..؟؟
بديعة الانسانة هي نفسها المبدعة لكنهما يتقاسمان معا الخيال والواقع وحرقة القضايا المطروحة .
12. ما هو الكتاب الذي حلمت أن تكتبيه ولم تتح الفرصة لكتابته بعد…؟
أحلم بكتابة الرواية التاريخية من تاريخ وطني .
المبدعة المغربية بديعة الراضي
من مواليد 8 أبريل 1963 متزوجة وأم لطفلة، حاصلة على إجازة في اللغة والأدب العربي ودبلوم الدراسات المعمقة في السرديات، كاتبة مسرحية وروائية وصحافية. وقامت بتأليف مجموعة من البرامج الثقافية التلفزيونية والأعمال الأدبية والسيدة الراضي عضو في عدد من الهيئات الوطنية والدولية.
التجارب المهنية
- عينها صاحب الجلالة الملك محمد السادس عضوا بالهيأة العليا للمجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري 03 دجنبر 2018.
- مديرة مكتب جريدة الاتحاد الاشتراكي بالرباط إلى نهاية دجنبر 2018.
- مسؤولة عن الصحافة المكتوبة بالمجلس العالمي للصحافة (2011) (مقره بقبرص).
- مسؤولة القسم الثقافي لجريدة السياسة الجديدة (1998-2007).
- منتجة برامج ثقافية بقناة التلفزة المغربية الأولى.
- مراسلة مجلة الغد العربي الصادرة بالقاهرة وقبرص (2000).
- مراسلة مجلة الشعب العربي الصادرة بباريس (1999).
- مديرة مكتب جريدة “شبابيك” الصادرة بمالطا (1997-1998).
- عضو هيئة تحرير مجلة “شؤون ثقافية” (1995-1997).
- عضو هيئة تحرير جريدة المستقل ومسؤولة مكتبها بالرباط (1996-1997).
- عضو هيئة تحرير جريدة أنوال (1992-1996).
- عضو هيئة تحرير نشرتي “الكتاب” و “ربيع المسرح”.
- مراسلة مجلة “الوفاق العربي” الصادرة بباريس (2005).
- نشرت مقالات بمجموعة من الجرائد والمجلات العربية.
نشاطات ومساهمات
كاتبة روائية
- رواية غرباء المحيط صدرت عن دار مرسم.
- رواية الزنقة 7
- حافية القدمين
- في عمق الشرق
- بيني وبين إستير (قيد النشر)
- يوميات في زمن الحرب (قيد النشر)
كاتبة مسرحية
- “الجلاد” من إخراج عبد المجيد فنيش.
- “رجل من الصحراء” من إخراج عزالدين المهدي (البيضاء/ليبيا).
- “امرأة” من إخراج عبد الله زروق.
- قادم إخراج محمد البلهيسي العمل قدم مسرحيا وإنتاجا تلفزيا للقناة الأولى المغربية 2005.
- “السيد ميم” إخراج (كريم الشرقاوي).
- “حدوثه مغربية” من إخراج (عبد المجيد فنيش) وإنتاج التلفزة المغربية (2005).
- “المحاكمة” عن نص للكاتبة العربية ليلى العثمان.
- نص مسرحي بعنوان “شبيهي” ترجم إلى الإنجليزية وحاصل على جائزة أحسن كاتبة بالمتوسط على مستوى النص المسرحي بملتقى الإسكندرية للفرق المسرحية المتوسطية الشابة.
- نص أحفاد عمر بمشاركة أحمد العبيدي إخراج محمد الزيات.
- نص تمزق إخراج مشترك بين عز الدين المهدي ومحمد الزيات.
- الحكرة من اخراج محمد الزيات.
- آمنة من اخراج محمد الزيات.
- عائدة من تندوف
انتاجات للتلفزة المغربية
- “الإسلام حضارة” 100 حلقة لمدة ثلاث سنوات (رمضان 2001-2002-2003).
- برنامج “وجوه وقضايا” (2004 إلى 2006).
- إنتاج يوميات للتلفزة المغربية في مناسبات متعددة.
كاتبة سيناريو
- “نساء آل الراندي” عن رواية الميلودي شغموم من إخراج شكيب بنعمر.
- “البعيدون” عن رواية “البعيدون” لبهاء الدين الطود.
- “البحث عن سعيد المرزوقي” عن رواية ” خطبة الوداع” لعبد الحي مودن.
عضوية هيئات مختلفة
- النقابة الوطنية للصحافة المغربية.
- نادي الصحافة بالمغرب.
- منتدى الإعلام للطفل (اليونيسف).
- عضو المركز المسرحي التابع للأمم المتحدة (فرع المغرب).
- عضو المكتب التنفيذي لرابطة كاتبات المغرب” نائبة الرئيسة مكلفة بالعلاقة مع السلطة التشريعية.
- عضو اتحاد كتاب المغرب.
- عضو اتحاد كتاب الأورو أسيوي.