مدارات الثقافية مجلة محكمة شهرية تعني بالشأن الثقافي
مقالات مشابهة
منذ زمنٍ بعيد جدًّا
منذ أنْ كان التلُّ وحيدًا
أحببت فتاةً في الحي
فتاةٌ جميلةٌ جدًّا
تُغلِقُ البابَ بحرص دَيسمْ
وتروي القصص لروحها الوحيدة
وتخفي ضحكتها لعصافير الحبّ
بينما تنظف باب منزلها
بمكنسة الوحدة والغرام!
أمَّا أنا فكنت أذهبُ عندها
أقف على حافَّةِ الطريق
وعندما تراني تصمت بخجل
وتتأكَّدُ منْ إغلاق بابها وراءها
عندها فقط
كانت نفسي تناجي خيالها.
(مِنْ زمان بعيد، بعيد)
ومضى غبار الساحات بعيدًا
وقد أجهدت نفسي
وعندما ألِفَتْ رؤيتي عيناها
تركتني أنظّف ساحة المنزل معها
وبعد أنْ تأكّدت منْ جَرح قلبي
هجرتني
فوجدت نفسي
أنظّف لها ساحة الدار وحدي
تركتني أنا والقمامة وحدي
والذكريات
(مِنْ زمان بعيد، بعيد)
مروان محفوظ، لبنان.
أنت تأتِ ضيفا زائرًا
فهل هذا كثير؟
لم أكن أطلب منك شيئا كثيرًا
أنْ تأتي ضيفا زائرًا
فتخرس الأصوات التي زعقت
وآذتني، أنا حبيبتك
إنْ كنت فعلا تحبّني!
تعدني وعد أمطار الصيف
حتى إنْ وفت وعدها
فلنْ يشعر العذّال منهم
بأيّ بللٍ أو خجل!
ألا تأتني ضيفًا زائرا؟
ضيفًا زائرا
.
لا تنسوا ما راح منّا
كنت أظن ذلك
أنْ لا تنسوا ما مضى و راح
أضعت حبّنا مع الراح
أضعت حبّك!
ألا تأتني ضيفًا زائرا؟
ضيفًا زائرا
.
اتركني مع منْ أحبّهم
ألّا يصيبني شوقهم
أرضى بهم وبحبّهم
وإنْ غضبوا وإنْ جحدوا
غاب عمرنا وحبّنا
ألا تأتني ضيفًا زائرا؟
ضيفًا زائرا
.
كم سُررت برؤيتك
رأتني أمّي أصرخ وأقول
ها هو عند الباب أراه
جاءنا ضيفًا
ضمّتني والدموع والحزن
وقالت لا تحزني يا حبيبتي
فقد جاءك طيفًا
لا تحزني
كلّهم يفعلون ذلك
(ردتك تمر ظيف)
فؤاد غازي، سوريا
شاعر من الأردن
