الرئيسية / اهتزازات / الأميرة رودانة … (الجزء الثاني) – الحسن الگامَح

الأميرة رودانة … (الجزء الثاني) – الحسن الگامَح

الأميرة رودانة … (الجزء الثاني) – الحسن الگامَح

لماذا الشعر…؟

(بين الأسوار والدروب العتيقة أهيمُ

محملا بعطر التاريخ،

بين أبواب ما زالت صامدهْ

كل شيء هنا يأخذني إلى دهاليز الماضي

بين التأسيس والتحديث

على مر السنين بالمجد المجيد

والبوابات هنا شاهدهْ

من أين أدخل المدينة

والبوابات تعددت كالأصابع الخمس

كل باب لها صنعة فريدة رائدهْ؟؟)1

أجول بين الكتب القديمة، كما أجول في المدينة محاولا اكتشاف ماضيها المجيد، لعلني أستوي على سر من أسرارها لم يذكر أبدا، هي رودانة مفتوحة على كل القراءات: مدينة معشوقة لبساطتها ولتاريخها العتيق ولموقعها بين وادين كأنها واحة من واحات الله الجميلة التي تسلب النهى من النظرة الأولى، لهذا لم أشعر أبدا منذ زيارتي الأولى لها أني محتاج لوقت كي تكتبني كمكان ممتع عبر نصوص عميقة دالة على وجودها القوي في تاريخ البلاد ككل، فهي من بين المدن العتيقة التي نفتخر بها سياحيا وتاريخيا… وهي منتجع الراحة النفسية التي تمنحك بعدا قويا للكتابة والاستماع إلى رقصات الذات غير مبال بحرارتها أو برودتها.

(أدخل باب باب القصبة

نخل باسق وشارع طويل

وسوران عتيقان يزينان المكانْ

وأتيه عبر الأسوار والبوابات

من حي إلى حي

ومن معلمة إلى معلمة

ومن ساحة إلى ساحة

أكتشف الوجوه عبر الزمانْ

هو باب القصبة ملجأ كل الزوار

يرحب بالتاريخ على طبق

حين تصعد الدرج إلى الأعلى

لترى رودانة في خضرتها فاتنةً بين الجنانْ)2

في تارودانت لا تيأس من التجوال، بين الأسوار المحيطة بالمدينة التي يبلغ طولها سبعة  كيلومتر ونصفه، والأبراج واقفة حارسة المدينة بين باب، أو في زاوية معلنة عن تغيير الاتجاه، هي المدينة نصفها عتيق ونصفها الثاني خارج الأسوار بين أشجار الزيتون والسواقي والوادين، امتدت تخترق الجنان لتستقر على ضفاف الشوارع الطويلة، والطرق في كل اتجاهات. وبين النصفين اختلاف شاسع، قال لي صديقي:

تارودانت واحة عتيقة بين الأسوار ثم تفتحت خارجها مدينة حديثة، وأنت بالداخل إحساس مختلف حين تكون بالخارج.

قلت له:

(لرودانة وجه واحدٌ

وقلب واحدٌ

وقصيدة واحدة ممتدة عبر الأزمانِ

هي لؤلؤة تتوسط هذا السهل

بين الوادين، وتستوي على عرش بين خطانِ

ونخلة باسقة تؤتي أكلها حينٍ

ومجد شيد بالسواعد في تفانِ)3

ألم وتذكرت مطلع قصيدة شاعر الملحون الحاج عمر بوري رودانة:

(بين سوار محصنَا وَابْوَابْ مَعَ الْابْرَاجْ صَايْلَة مَخْزَنِيَّة

وَاهْلُ النُّوبَة حَرَّاسَ فَكُلْ حَي وَجُنُودْ الرَّحْمَانْ)

 

المراجع

1-2- 3: نص بعنوان الأميرة رودانة سنة 1989

4-الشاعر الحاج عمر بوري : تاريخ ديوان فن الملحون للشيخ الحاج عمر بوري الروداني الجزء الأول- منشورات النادي الجراري ومنتدى الأدب -تارودانت 2014

عن madarate

شاهد أيضاً

 أكادير فتنة الدنى… (الجزء الخامس) الحسن الگامَح

 أكادير فتنة الدنى… (الجزء الخامس) الحسن الگامَح   لماذا الشعر…؟ أكادير موطن العشاق… وموطن من يريدون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *