فَرْحَةُ جَدَّة محمد الشحات
جلسَ يُراقبُ
ما تفعلَهُ الجَدَّةُ
حين افترشَتْ وسطَ الدارِ
ونادتْهُ
كيمَا يملأَ جِلسَتَهَا
بأحاديثَ
عمَّا يفعله فى كُتَابِ القريةِ
نظر إليهَا
وكان الغيظُ يُحركُه
وارتكنَ قريبًا مِنْهَا
وهىَ تدقُ الهَوْنَ
لتفرمَ قطعَ اللحمِ
فاستحسنَ
ما يصدرُ من صوتٍ
ذكره بليالي المولدِ
ونسىَ لهوَ الأصحابِ
أمامَ البيتِ
أخبرهَا عمَّا يفعلُه العرِّيفُ
إذا ما غابَ الشيخُ
وشرارٌ يخرجُ من عينيْهِ
إذَا ما أغفلَ حصَّتَهُ
من مصروفِ الجيبِ
فكانَ يُقاسمُه
حتىَّ يفرُّ من الدرسِ
لم ينتبه لجدتِهِ
وهىَ تزيدُ الدَّقَ
وانتبهَ لصمتٍ أربكَهُ
وبثورةِ غضبٍ لم يعهدْهَا
وبكفٍ يتركُ
فوقَ ملامِحِه أثرا
فانتفضَ
وأحسَّ بأنّ الأرضَ تدورُ
ورأىَ وجهًا لمْ يعهدْهُ
من أفسدَكَ
أقرانُ السوءِ
أترشو العريفَ لتهربَ
أنتَ على مَقرُبَةٍ
من أنْ تحفظَ
أولَ جزءٍ
من أجزاءِ كتابِ اللهِ
فأحسَّ بخزيٍ
واستندَ على ركبتِهَا
واستعطفهَا كىْ لا تخبرُ أحدًا
لم تتركْهُ
إلا حينَ تلاشىَ وقعُ الكفِّ
ودعتْهُ لكي يذهبَ
فعادَ إلىَ غُرفتِهِ
وتخلَّصَ مِنْ رغْبَتِهِ
فىْ أن يلهوَ
وأحسَّ بفرحٍ
اذا ما ختمَ كتابَ اللهِ
نظرَ إلى جَدَّتِه
وهو يحاولُ
أن يتحسَّسَ وقعَ الكفَّ
فالتمعتْ فى عينيه
علاماتُ الفرحِ
وجاءَ إليهَا فاحتضَنَتْهُ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حدائق القبة 17 نوفمبر 2020
شاعر من مصر