لحْظَةُ مُدَاهَمَةٍ – محمد الشحات
أوقفَنِي الشُّرطِيُّ
ولمْ يلتفِتْ إلىَ أوراقِ ثبوتِي
نَظَرَ إلى عينيّ
اقترَبَ قليلاً مِنْ صَدْرِي
وأشَارَ إليَّ بألاَّ أنطِقَ
كانَ يُحاولُ
أنْ يستمِعَ لأصوَاتِ حوارٍ
داخلَ نفسِي
أفزعَنَي تلصّصُهُ
حاولتُ أنْ أنهَرَهُ
فلاَ يُمكِنُكَ أنْ تقتَحِمَ
وتنفَذُ داخِلَ نفسِي
لمْ يلتَفِت إليَّ
وواصَلَ مَا كانَ يقوُمُ بهِ
مَا أفزَعَنِي
قدرتُه في أنْ يعبُرَنِي
مدَّ يديهِ بِلا اسْتِئذَانٍ
كيمَا يفتَحَ قفَصِي الصَّدرِي
وأصَرَّ ألاَّ يصحَبَنِي
لمْ يلتَفَت لخَوفِي
استَخدَمَ قدرتَهُ
في أنْ ينفَذَ نحوَ اللَّامرئيِّ
فخِفْتُ
أنْ يقتَرِبَ
ويعرِفَ مَا أُخفِيَهِ
بداخِلِ صدْرِي
أوْ أنْ يكشُفَ وسوَسَةَ النَّفسِ
وما تحْمِلُه منْ أسْرارٍ
قلتُ لنفسِي : “لا يمْكِنُهُ
لنْ يتمَكَّنَ مِنْ أنْ ينفَذَ
فإذَا مَا حَاولَ لاحتَرَقَ
ولنْ ينجُوَ إذَا مَا اختَرَقَ
وكانتْ كلُّ حصُونِي
قدْ وقَفَتْ حائِطَ صَدٍّ
فارتَبَكَ
كمَا يرتَبِكُ الُمتَسَلِّلُ
منْ هولِ الصَّدمةِ
حينَ تحسَّسَ قلبِي
انتفَضَ لمَا يحمِلُهُ منْ دفءٍ
ولأسلِحَةٍ
أشهَرَهَا جيشُ كرُاتِ دمي
ولصوتٍ يأتي منْ خلفٍ
لا تقتَربْ ..انصرفْ الآنَ
فهذي منطقةٌ شَائِكةٌ
لا يُمكنُكَ دخُوُلي
فإذَا مَا أصرَرْتَ
سأنفُخُ بوقَ الحَربِ
وكانَ لزَاماً
أنْ ترجِعَ منْ حيثِ أتَيتَ
فأنَا أخضَعُ
لمنَاطِقِ حُكمٍ ذاتيٍّ
وإذا ما دقّقتَ النظرَ
ستدرك كُنْهَ مَا أعنِيهِ
فأخرجْ مِنِّي
وأرجِعْ منْ حيثُ أتيْتَ
فكلٌ منَّا يصنَعُ شُرطِيَّاً
ويُحاولُ أنْ يُسْكِنَهُ داخِلَهُ
أو يسلُكَ شيئًا مَا
كىْ يتخَلَّله ويُراقِبُهُ
فإذَا مَا نَجَحَ الشُّرطِىُّ
وأتقَنَ فعلتَهُ
عدتَ لتصرُخَ
وتَحُسُّ بضيقٍ
وتحاولُ أنْ تُخرِجَهُ
فلاَ يُمكنُكَ .
شاعر من مصر
️
.