تزخر مدينة سلا بالعديد من الأولياء والصلحاء اشتهروا بورعهم وصلاحهم وبركاتهم. وحسب موقع المعهد الفاطمي المحمدي يوجد بخارجها وبداخلها 57 وليا و12 ولية، أي 69 ضريحا ومزارا 1 تتفاوت من حيث الأهمية والتنظيم فبعضها يحظى بتقدير وتبجيل أكثر من غيره، ويفد عليه الكثير من الزوار من مختلف جهات المغرب، وتمارس به طقوس معينة قد تكون في بعض الأحيان في جلسات مغلقة ومتكتم عليها كضريح الولي سيدي أحمد ابن عاشر الذي يفد عليه زوار كثر من أجل التبرك والعلاج من الأمراض العقلية والنفسية والصرع، فهو عرف بطبيب المرضى والمجانين. لهذا صاغ الحكيم الشعبي مثلا شعبيا يقول «راها حماقت خصها سيدي بن عاشر». يقول شاهد عيان هو محمد بن أحمد اشماعو كان يوجد مرستان للمختلين عقليا، مع الأبواب الحديدية والسلاسل في الأعناق داخل الزاوية وحول الضريح2 . وهناك ضريح الولي الصالح سيدي عبد الله بن حسون الذي اقترن اسمه بموكب الشموع أو ما يطلق عليه أهل سلا «دور الشمع» ولقد وثق الشيخ سيدي حسن بن التهامي اليعقوبي هذا الحفل في قصيدته الرائعة دور الشماع التي يقول فيها :
أش را من لا را دور الشماع في بهجت سلوان ما نظر تنظيم أولى شاف ما يزهي كل عيون3
ونظم فيه كذلك الشيخ الجيلالي الشبابي قصيدة دور الشمع فقال :
أش را من لا رى دور الشمع وانظر بعيان في امدينة سلوان ليلت اخلوق الهادي خاتم الأنبياء4
ولأن هذا الولي كسابقه غريب عن سلا فهو من سلاس أقام بسلا ومات بها. قال في حقه الحكيم الشعبي مثلا هو : «فاين غربوك أبن حسون؟» ويشرح أحمد بن محمد اشماعو هذا المثل فيقول : «ولكأن المنادي يتساءل عن سبب نزول صاحب القدر الكبير في مدينة صغيرة 5. وفي تحديد أحمد بن خالد الناصري سبب انتقال الشيخ عبد الله بن حسون من اسلاس الى سلا «إشارة لطيفة وهي أن لفظ اسلاس باعتبار تفكيكها سلو، موصول بحرف السين. وهذا الأخير هو حرف ذو قرون ثلاثة متشبعة، فيؤخذ منه بطريق الاشارة أنه سلو موصول بكدر. بخلاف لفظ سلا فإنه سلو محض. بالإضافة الى أنها كانت تعتبر مقصدا للعباد وأهل الخلوة والانفراد6 . وقد وصفها لسان الدين ابن الخطيب فقال «العقيلة المفضلة والبطيحة المخضلة، والقاعدة المؤصلة والسورة المفصلة، ذات الوسامة والنضارة والجامعة بين البداوة والحضارة، معدن القطن والكتان والمدرسة والمارستان، والزاوية كأنها البستان، والوادي المتعدد الاجفان، والقطر الأمين عند الرجفان، والعصير العظيم الشان، والأسواق السارة حتى برقيق الحبشان. اكتنفها المسرح، والخصب الذي لا يبرح، والبحر الذي يأسو ويجرح، وشقها الوادي الذي يتمم محاسنها ويشرح. وقابلها الرباط الذي ظهر به من المنصور الاغتباط، حيث القصبة والساباط، ثم يقع الانحطاط الى شالة مرعى الذمم ونتيجة الهم، ومشمخ الانوف ذوات الشم، وعنوان الرمم. حيث الحسنات المكتتبة والاوقاف المرتبة، والقباب كالأزهار مجودة، بذر الله أناء الليل وأطراف النهار وطلل حسان المثل في الاشتهار. وهي على الجملة من غيرها أوفق، ومغارمها لاحترام الملوك الكرام أرفق. ومقبرتها المنضدة عجب في الانتظام، معدودة في المواقف العظام. ويتأتى بها العباد الخلوة، وتوجد عندها للهموم السلوة.
وصلت حثيث السير فيمن فلى الفلا فلا خاطري لما ناى وانجلا انجلا7
وقد كتب أحمد بن خالد الناصري تعليقا على وصف ابن الخطيب هذا، فقال وما قاله في حق سلا من كونها تتأتى بها للعباد الخلوة هو كذلك. معروف عند صلحاء المغرب وعباده من لدن قديم. ولذا لما قدم أبو العباس ابن عاشر، رضي الله عنه، من الأندلس وتنقل في بلاد المغرب مثل فاس ومكناسة، لم يطب له القرار الا بسلا. وقد صرح، رضي الله عنه، بذلك حيث قال :
سلا كل قلب غير قلبي ما سلا
ايسلو بفاس والاحبة في سلا
بها خيموا فالقلب خيم عندهم
فاجروا دموعي مرسلا ومسلسلا8
ولقد حظي هذان الوليان بأهمية كبيرة في سلا، لدرجة أن نُسبت المدينة إليهما. يقول الشيخ محمد بن لحسن9 :
ابن حسون أفارس العنايا سلطان سلا
أنت وسيدي ابن عاشر
حاشى والله بلادكم لا دخلوها كفار10
وبالعودة إلى نصوص الشعر الملحون سنجد أنه اهتم بالفضاء المقدس الذي يشمل المساجد والزوايا وأضرحة الأولياء والصالحين واستجلى مناقبهم وأبرز مكانتهم، وتعلق السكان السلويين، وغيرهم، بهم. وتوسلهم بهم لقضاء حوائجهم، وهذا لصفاء نياتهم لهذا ردد الحكيم الشعبي : «إلا ما كانت فيك النية، واخا تكون فمقام الأوليا، راك ديما تدي الشبكة، وتجيبها مطوية» 11. والنصوص التي تناولت هذا الفضاء عديدة. ويمكن تقسيمها إلى نوعين : النوع الأول : يتضمن نصوص الأولياء بالجمع : ويطلق على هذا النوع اسم جمهور الأولياء، وفيه يمدح الشاعر عموم أولياء المدينة ومثاله جمهور أولياء سلا للشيخ إبراهيم بن محمد بن أبي شعيب الملحرزي12
يا لقطب الرباني يا علاج لضرار يا لوالي يا ابن حسون يالغندور13
ذكر فيها عددا من أولياء سلا بصفاتهم وألقابهم كسيدي ابن عاشر، وسيدي أحمد الطالب، وسيدي أحمد حجي، وسيدي عبد الله بن حسون…
والنوع الثاني : هو ما يصطلح عليه بالمدح الفردي للأولياء. والقصائد في هذه الحالة تسمى باسم الولي الذي قيلت فيه. وقد ذكر نور الدين شماس في كتابه «شيوخ الملحون السلاويون جواهر في ذاكرة التراث المغربي المكنون» اثنتي عشرة (12) قصيدة في سيدي عبد الله بن حسون، وثمان (8) قصائد في سيدي ابن عاشر وقصيدتين في كل من سيدي أحمد حجي، وسيدي موسى الدكالي، وقصيدتين في سيدي أحمد الطالب. نذكرها هنا على التوالي :
قصائد في الولي سيدي أحمد بن عاشر :
قصيدة الشيخ عبد الرحمان حمدوشي :
يا كامل الخصايل حاج الحرمين يا اطبيب المرضى زين المقام سيدي بنعاشر14
قصيدتان للشيخ الحاج محمد المامون العلوي:
الأولى :
ضيف ربي يا القوط سيدي بنعاشر
الوالي مولاي أحمد غيتني ضري يبرا15
الثانية :
اقصد اطبيب يا حافظ الفاظ اوزاني
نعم شهير مولاي أحمد بنعاشر16
وقصيدة الشيخ محمد بن الحاج الهركاوي :
غار يا سيدي الحاج بنعاشر
هاني افاجيرتك ترغب فيا سامع الدعا لجليل الغفار17
وقصيدة الشيخ محمد حمان النجار :
ليغارا يا سيدي أحمد بنعاشر
جيت بلعزم نتباشر
روف عني برضاك وقضي حاجتي يا حاج الحرمين18
وقصائد الشيخ إدريس المباركي :
الأولى :
أحاج الحرمين غير عني باطر
أنعم الطبيب سيدي بن عاشر19
الثانية:
ليغارا يا سيد أحمد بن عاشر
يا نعم الطبيب ليك اشكيت اضراري20
الثالثة :
ليغارة يابن عاشر
يا سيدي الحاج أحمد جود عني أو غير21
قصيدتان في سيدي أحمد حجي :
قصيدة الشيخ سيدي محمد حمان النجار :
ليغارة لله جود لي بكرايم أسيدي أحمد حجي لا تنساني22
قصيدة الشيخ إدريس المباركي :
غارة يا سيدي أحمد علج ضو افادي يا بن حجي الطير لابيض23
قصيدتان في سيدي موسى الدكالي:
قصيدة الشيخ محمد حمان النجار:
جيتك قاصد لله أو ليك يا اعلاج القلب المعلال
سيدي موسى لهلال
يا لدكالي
روف واعطف لي بالحاجة اتكون مكمولة24
قصيدة الشيخ إدريس المباركي :
عاري لحته اعليك يا لهمام الدكالي سيدي موسى القوط الفحل25
قصيدتان في سيدي أحمد الطالب وأولاده:
قصيدتان للشيخ إدريس المباركي :
الأولى :
الحاكم فالروحاني
أسيدي أحمد الطالب هيبت سلوان26
الثانية:
احكام الروحاني
أيا ولاد الطالب راني في عاركم27
كل هذه النصوص توثق لهؤلاء الأولياء مناقبهم وكراماتهم، بتفاوت طبعا،.وقد تحتوي على بعض الإفادات التاريخية الخاصة بهم أو بمجتمعهم. كما أنها تُعرفنا ببعض أو لنقل بأشهر الأولياء والصلحاء، الذين جاءوا إلى سلا واستقروا بها، ودفنوا بها، كسيدي ابن عاشر الذي كرمه أهل سلا بإطلاق اسمه على برج الدموع وعلى مدرسة ابتدائية بحي بطانة. ويحتفل بضريحه في اليوم السابع من ذكرى المولد النبوي وذلك بإهداء شموع القطب سيدي عبد الله بن حسون. وكرم أهل سلا كذلك سيدي ابن حسون بإطلاق اسمه على مؤسسة تعليمية.
بناء على ما سبق، يمكننا القول إن :
ابن عاشر حظي بثمانية (8) نصوص وكل من الأولياء سيدي أحمد الطالب، وسيدي أحمد حجي وسيدي موسى الدكالي حظي بنصين لكل واحد منهم.
وإدريس المباركي قال ثلاث ( 3) قصائد في ابن عاشر ومحمد المامون العلوي نظم قصيدتين، وكل من عبد الرحمان حمدوش، والحاج محمد بن العلوي الهركاوي، ومحمد حمان النجار نظم نصا واحدا.
ومحمد النجار نظم في ابن عاشر وفي أحمد حجي، وموسى الدكالي
وادريس المباركي تميز بنظمه في أحمد الطالب. كما أنه نظم ثلاث (3) قصائد في ابن عاشر، وقصيدتين في أحمد الطالب، وقصيدة في أحمد حجي وأخرى في موسى الدكالي وهو بهذا الأكثر مدحا لأولياء سلا.
كان هذا عن أولياء سلا عامة فماذا عن سيدي عبد الله بن حسون ؟
حضور الولي سيدي عبد الله بن حسون في كتب التراجم :
مما يحسب لنور الدين شماس في كتابه «شيوخ الملحون السلاويون جواهر في ذاكرة التراث المغربي المكنون» أنه أشار إلى ثلاث عشرة (13) قصيدة في هذا الولي الصالح كما ذكر بحر بعضها وقياسه فتجاوز بذلك محمد الفاسي الذي في تراجمه 28، التي بلغت ثمان وثمانين وخمسمائة (588) ترجمة، والتي ضمنها عددا كبيرا من أسماء قصائد من ترجم لهم، لم يذكر من بينها ولا قصيدة في أولياء سلا عامة، والولي سيدي عبد الله بن حسون. خاصة، باستثناء إشارة عابرة إلى قصيدة في الولي سيدي ابن عاشر وردت في ترجمة المعلم الجيلالي الفران السلاوي:
الاغارة أسيدي أحمد بن عاشر أحاج الحرمين غير لا تنساه29
والإشارة الثانية التي ذكر فيها محمد الفاسي ابن عاشر وابن حسون هي التي جاءت في مقاله «شعراء الملحون السلاويون» 30 وذلك عند حديثه عن القصيدة التي ترجمها إلى الفرنسية المستعرب الفرنسي سوينك في كتابه المعنون ب»الديوان من أقوال عرب أفريقية والمغرب» المطبوع نصه العربي سنة 1903م، والترجمة الفرنسية سنة 1904م، تحت العدد 74 ص145. وهذه القصيدة هي في هجوم السفن الحربية الفرنسية على مدينة سلا سنة 1851 أيام مولاي عبد الرحمان. وهو يقول في حربتها :
ابن حسون أفارس العناية سلطان سلا أنت وسيدي ابن عاشر
حاشى والله بلادكم لا دخلوها كفار
ويقول في مطلعها :
يا مولاي حرم النبي وحرم أصحابه تحي الإسلام واهزم الكافر
غلبنا يا رب عليه واهزم جيش الكفار31
وكما تجاوز الفاسي تجاوز عباس الجراري في دليله الموسوم ب»دليل قصائد الزجل في المغرب (الملحون)»32 فهو الآخر، لم يشر إلى أي قصيدة في مدح أولياء سلا. وكذلك الشأن بالنسبة لابن سلا القح عبد الله شقرون في كتابيه «فن الملحون في مدينة سلا»33 و»نظرات في شعر الملحون»34 لم يهتم بالشعر الولوي بسلا. اللهم الفقرة التي خصها للولي الصالح سيدي بنعاشر في ترجمة محمد العلوي الهركاوي في فن الملحون في مدينة سلا، التي يقول فيها : «ومعلوم أن للسلاويين محبة وتعلقا بالولي الصالح سيدي الحاج أحمد بنعاشر طبيب النفوس ومستراح المتعبين اللاجئين إلى ضريحه و»بنيقاته» حيث سر المكان يساعد على راحة البال والأبدان…وقد صاغ الشريف محمد العلوي الهركاوي قصيدة رددها الحفاظ، ويتطرق الشاعر الشعبي الموهوب في قصيدته هذه إلى الأولياء الآخرين المدفونين في سلا، وعلى رأسهم سيدي عبد الله بن حسون «سلطان سلا وسلاس أخبارو موضحة عند أهل الاضمار» ملتفتا إلى الولي الحراث والولي الكمري سيدي المفضل :
ضمان سلا من باين وغابر الساكنين المدينة واللي ساكنين برا لامت لخيار
نتوسل بهم للذي قادر يشفي اعلايلي ويزين حالسي ولا نشاهد عمري تمكار
يهنا قلبي يتمرح الخاطر حرمة ادخيل باللي حج ولبى وطاف وعبد ليلا ونهار
ويردد بين القسم والقسم من هذه القصيد الحربة التالية :
غارا يا سيدي الحاج بنعاشر هاني في جيرتك ترغب في سامع الدعا الجليل الغفار35
شماس بهذا اكتسب أجرين؛ أجر الاجتهاد في ذكر مختلف قصائد الملحون السلوي بما فيها ما قيل في الأولياء السلويين بالخصوص. وأجر التوفيق في حيازتها ضمن المجموع الشعري الذي يتوفر عليه في خزانته الشخصية. فما هي هذه القصائد التي قيلت في ابن حسون؟ ومن قالها ؟
تراجم شعراء الشعر الولوي ؛ الولي ابن حسون بالخصوص :
الشيخ بوعزة الدريبكي ولد بقالة ترجمه محمد الفاسي36 ، وعباس الجراري37 ، وعبد الله شقرون38 ونور الدين شماس39 ، دكالي الأصل، سلاوي الإقامة. كان في مستهل حياته خرازا وأنهاها مشاوريا برتبة قائد الماية. عاش في أيام مولاي عبد الرحمان وأدرك السلطان مولاي الحسن. شهر بقصيدة الكاوي التي ذاع صيتها في كل أنحاء المعمور، وهي التي يسميها محمد الفاسي «اللايم»40 حفظها «الأشياخ والعامة على السواء»41 على حد قول عبد الله شقرون. وقال :»إنه كان مغرما ولا سيما في آخر حياته بتمضية أوقات فراغه في ضريح الولي الصالح سيدي عبد الله بن حسون»42 ويقول نور الدين شماس : «ذكر لي الحاج عبد الله الحسوني أن شيخنا كان كثير الزيارة لضريح الولي الصالح سيدي عبد الله بن حسون، كثير التوسل به في أن يعفى من الخدمة في دار المخزن نظرا لكبر سنه، واستجاب الله دعواته، ويضيف سيدي عبد الله أن الشيخ نظم قصيدة في مدح سدي عبد الله بن حسون، كثيرا ما ذكرها الشيخ برحال للحسوني. وقد تعقبها الحاج عبد الله بالبحث حتى وجد منها أربعة أقسام بخزانة الأستاذ يوسف الطرابلسي.»43 . غالب الظن أنها هي التي بخزانة شماس والتي يقول الشيخ بوعزة فيها :
غارا مولى سلوان سلطاني يا كامل الخصايل يا بن حسون هيبتي سيدي عبد الله44
الشيخ محمد بن علي الدمناتي المسفيوي ترجمه محمد الفاسي45 وعباس الجراري46 والحاج أحمد معنينو47 ، وعبد الله شقرون48 ونور الدين شماس49 . أصدرت له أكاديمية المملكة المغربية ديوانا50 يضم ثلاثة وتسعين ومائة (193)قصيدة وأربعة (4)عروبيات. عاش في عهد الحسن الأول، حداد عيساوي وطني تميز بإتقانه اللغة العربية وإجادته رطانة أكثر من لغة أجنبية وكلمات وجمل إنجليزية وفرنسية وألمانية، فضلا عن اللغة التركية. جدد في الملحون وأبدع وأمتع يقول الحاج أحمد معنينو عن قصيدة الخال «كما تعرف له قصيدة الخال الذي لا يكاد المرء يميز فيها هل المراد بها الخال أم المراد بها الخال أخو الأم؟». وفحوى القول إن هذا الشيخ الفنان يعد من المجيدين المكثرين المبدعين، تعددت فرائده وخرائده، فلا تدخل تحت حصر»51 . له قصيدة في مدح سيدي عبد الله بن حسون ذكرها شماس ضمن ممتلكاته. وهي التي يقول فيها :
ضيف ربي زايك فحماك جود بالعطفة يا سلطاني
يا لوالي يا بن حسون52
وذكر له جامعو ديوانه قصيدتين في مدح سيدي ابن حسون حربة الأولى :
جد يا سيدي عبد الله
يا الولي يا بن حسون هيبتي سلطاني
يا عمارة بهجة سلوان53
وحربة الثانية :
إغارة يا بحر الكمال يا بن حسون لله جود بالعطفة يا سلطاني54
لا يوجد بهما الشطران الذين استشهد بهما شماس. فهل هما من نص آخر، وبذلك يكون لمحمد بن علي الدمناتي المسفيوي ثلاث قصائد في ابن حسون ؟
الشيخ الحاج أحمد الطرابلسي : ترجمه محمد الفاسي55 وعبد الله شقرون56 ، ونور الدين شماس57 سليل أسرة محافظة وطنية كان خرازا، ومؤذنا بمسجد الحيحي بحي تابريكت. وقف له محمد الفاسي على (29) قصيدة وأدرجه في سلك المكثرين وإن كان لا يبلغ درجة المسفيوي ولا سيدي إدريس المباركي في كثرة النظم. وشعره يمتاز بوطنياته»58 . ويقول شماس بأن قصائد الطرابلسي بخزانته بلغت إحدى وثلاثين (31) قصيدة59. وقال إن له قصيدة في مدح سيدي عبد الله بن حسون على حد قول الحاج عبد الله بن حسون60 .
الشيخ الجيلالي الشبابي : ترجمه عباس الجراري61 ونور الدين شماس62 كان خرازا توفي أواخر الثمانينات من القرن العشرين. أحد شعراء الملحون الذين اتخذوا الهمزة قافية. يقول الجراري : حدث سنة 1965 أن ولدت لجلالة الملك الحسن الثاني بنية سماها «أسماء» فأخذ الشعراء ينظمون قصائد التهنئة على قافية الهمزة، من ذلك قصيدة للشيخ الجيلالي من سلا يقول في حربتها :
بنت اهمام الشعب سيدنا حسن الأسماء الأميرة أسماء
مناي امع رجائي قرت عين احبيبنا أو راحت لقلوب املاها63
له قصيدة في مدح سيدي عبد الله بن حسون :
العطفا لله يا القطب الرباني أسيدنا لغارا لا اتدوزنا يا بن حسون عزنا64
الشيخ إدريس المباركي :ترجمه محمد الفاسي65 وعبد الله شقرون66 ونور الدين شماس67 . كان معلما بناء وكان حزابا في ضريح سيدي عبد الله بن حسون، غيورا على شيوخ سلا يقول عبد شقرون عنه «لعله كان حتى وفاته، رحمه الله، البقية الصالحة من شعراء الملحون الذين عرفهم العصر الحديث جامعين بين تقاليد كبار شعراء الملحون في مدينة سلا، وطموح شباب الملحون الذين تزدهي بهم اليوم هذه المدينة وساكنتها.»68 . ويضيف :»كان أنيقا في شعره معنى ونظما»69 . له ديوان يحتوي على مائة وخمسة وأربعين (145) قصيدة في ملكية الحاج عبد الله الحسوني70 . وذكر له محمد الفاسي ثمانية وعشرين (28) عروبي71 . وذكر له شماس ثلاث (3) قصائد72 في مدح سيدي عبد الله بن حسون :
الأولى :
غيت لخديم يابن حسون الوالي عالج لي لضرار يا سيدي عبد الله
الثانية :
غيت لخديم أيا لهمام جود بالعطفى يا سلطاني
يالتايك يا بن حسون
الثالثة :
أسيدي عبد الله غيتني بالعطفا نحضر اوياللي سرك ما يحصار
بن حسون التايك الفحل اخديمك فيك زاوك وانت غيار
وفي هذه الثالثة إشارة إلى الولي الصالح سيد التركي الذي يعد أول من أدخل زي الجابدور إلى مدينة سلا ، وما عرفه من تطوير وإضافات في فاس. يقول :
والتركي رحموه يا سلام اعلى هد الزي كان عندو فوطنه صار
وتنوع في فاس كيف ضل
وتلا فسلا أو عاد فجفار73
الشيخ محمد حمان النجار : ترجمه محمد الفاسي74 وعبد الله شقرون75 ونور الدين شماس76 كان وكيلا شرعيا، جمع بين ثلاث مهام ملحونية، فهو شاعر، وحفاظ، وخزان. يقول محمد الفاسي : «هو من المكثرين. وقد تعرفت عليه ما بين سنة 1938 وسنة 1941 وأعطاني ديوانه بخط يده وهو يحتوي على ثلاث وخمسين(53) قصيدة لم ترقني، كلها تقليد للشعراء الكبار في بحورهم ومواضيع قصائدهم وحتى في أسمائها مع تصنع كبير في استعمال تضمين الحرفين، أي لزوم ما لا يلزم، و القصائد الغير المنقوطة والغير مهملة والقصائد المنشوبة إلى غير ذلك مما يعتبر في «الصنعة» ولكنه خال من كل روح. «77 . ولقد تملك شماس ديوان النجار السلوي عن طريق الإهداء. أهداه له صديقه الطيبي المعتذر الفيلالي. وهو، أي الديوان، كما يقول شماس : «مخطوط بخط يد الشيخ حمان»78 . ولقد كان الشيخ كما يقول أبو بكر بنسليمان «متمكنا من اللغة ومن مفردات الملحون الشيء الذي جعله ينظم قصائد منشوبة وأخرى غير منقوطة الحروف»79 . له ثلاث قصائد في عبد الله بن حسون :
الأولى :
ليغارا لله يا لبدر الساني
يا هلال هل لحسان
اعنايتي سيدي عبد الله السنا سلطان ارسمنا أو ناسنا لفضل بن حسون80
الثانية :
فرحت سلوان
المخنتر بن حسون الهمام سلطاني مصباح بلدنا سيدي عبد الله81
الثالثة :
أسيدي عبد الله
سلطان سلا عني اتغير
يا مول السر الظاهر82
الشيخ أحمد سهوم ترجمه محمد الفاسي83 وعباس الجراري84 ونور الدين شماس85 وهو أكبر شعراء الملحون خلال النصف الثاني من القرن العشرين والعشريتين الأوليتين من القرن الواحد والعشرين. كتب في جل بحور الملحون باستثناء بحر السوسي. قيلت في حقه نصوص عديدة منها قصيدة الشيخ عبد الرحيم الجليلي،86 وقصيدة الشيخ الحاج عمر بوري87 ، والشيخ محمد الكازولي ومما جاء في قصيدة هذا الأخير :
السين سلام وسلم وطاعة
والها هيبة من عند الله
الواو أوداد مع الولاعة
والميم امزية ترك اوراه
سهوم
والعز فايام
باع الجهل ابخيس
سهوم
والسهم فكلام
إلى يضرب ايقيس
شيخ حاز العلم
والعفة والطيبة أو خوف الله
إلى أن يقول :
شيخ الشيوخ
إلى ينظم
امقام حروفو سامي
فالدين افقيه أو فالنظام رﮔام
كان أو باقي غابة والسامعين حطابه
والحاطب من قول ادفى من امرام اقوال
فاز أو حاز امهابه اعل المعان غلابه
مسعد لمشيخ عن يدين لفحول ابحال88
أصدرت له أكاديمية المملكة المغربية ديوانا ضخما يضم اثنتين وسبعين ومائة (172) قصيدة89 . ويقول شماس إنه جمع له ديوانا بخط يد المرحوم يحتوي على ثلاث عشرة ومائتي(213) قصيدة90 . ويقول الجراري في كلمة تقديمه للديوان : «وأذكر أني حين سألت السيد سهوم عما إذا كان جمع ديوانه ولو في نطاق مشروع يمكن إغناءه والإضافة إليه، أكد لي أنه لا يملك شيئا من ذلك. وأن شعره مجموع عند اثنين من أصدقائه المهتمين هما السيد نور الدين شماس الذي يوجد عنده نصف عدد قصائد الديوان، والسيد عبد الله الحسوني الذي يوجد عنده النصف الآخر، وهو ما تبين بالفعل، فتم الاتصال بهما وأحضر كل منهما ما يتوافر عنده من الديوان».91 له قصيدة في الولي عبد الله بن حسون :
جيت الحرمك يا اعنايتي طالب ضيف الله أسيدي عبد الله
ابن حسون الوالي
يا شمس ف سلوان ما اتحجبت عن أرض انوارها92
الشيخ الحاج محمد المامون العلوي ترجمه محمد الفاسي93 وعبد الله شقرون94 ونور الدين شماس95 . مكناسي الأصل، سلاوي الدار. امتهن عدة حرف منها الدباغة والخرازة والتطريز على الجلد. كما أنه زاول مهنة تحصيل الجبايات بكل من مدينة سلا والصويرة. وكان رحالة داخل المغرب وخارجه. عاش أيام مولاي الحسن الأول وبقي إلى أيام مولاي يوسف. له ديوان مخطوط مكون من ثلاثة أجزاء كلفت جمعية إدريس بن المامون نور الدين شماس بمراجعته96 . له قصيدة في مدح سيدي عبد الله بن حسون :
جود لي يا سلطان اسلا
يا ليت الرباني في احماك طب اعلالي
غير يا مولاي عبد الله97
وفي آخرها يوقعها بالحروف قائلا :
واسمي حاج ابلا ختلا
زيد ميمين أو حا ودال في ابيوت اسجالي
ضيف ميمين ونون واقراه
نترجا لحليم المولا فالعفو والرحمة يستر عن افعال ازلالي
ايجود لي من فضل وارضاه98
ذكرها له شماس كاملة في «شيوخ الملحون السلاويون» ص 197- 200. فما هي صورة الولي بن حسون في هذا النص ؟ ذاك ما سنتعرض له فيما يلي.
صورة الولي عبد الله بن حسون في قصيدة الشيخ الحاج محمد المامون العلوي :
الإقبال على تعظيم الأولياء وزيارتهم لأنهم صفوة أكرمهم الله تعالى أمر شائع في المغرب وذائع . يلاحظه كل من زار المغرب أو أقام به. بالرغم من اعتبار عدد من العلماء أن هذا التعظيم وهذه الزيارة بدعة أمثال أبي بكر بن العربي وابن ليون99 …لهذا يعتبر بول باسكون المغرب البلد الذي يبجل أكبر عدد من الأولياء، فلا وجود مطلقا لهضاب لا يتوجها مزار….وقد لا يكون الشعار القائل بأن «المغرب بلد المائة ألف ولي شعارا مغاليا»100. والكثير من العلماء يرون أن محبة الأولياء وزيارتهم والتقرب إليهم بالتبرك أمرا لا يخالف الشريعة في شيء. يقول في هذا الشيخ الصوفي إبراهيم التازي :
زيارة أرباب التقى مرهم يبري ومفتاح أبواب الهداية والخير
وتحدث في القلب الخلي إرادة وتشرح صدرا ضاق من سعة الوزر
وتنصر مظلوما وترفع خاملا وتكسب معدوما وتجبر ذا كسر
وتبسط مقبوضا وتضحك باكيا وترجع بالبر الجزيل وبالأجر
ثم يقول :
فزر وتأدب بعد تصحيح نية
تأدب مملوك مع المالك الحر
ولا فرق في أحكامها بين سالك مرب ومجذوب وحي وذي قبر101
لهذا كانت وما زالت الزيارة قاسما مشتركا بين جميع الطبقات الاجتماعية إلا أن «زيارة العامة أكثر عاطفية وانصياعية، وزيارة العلماء أكثر عقلانية وتأدبية، وزيارة الملوك أكثر طقوسية». كما يقول عبد الإله لغزاوي في مقاربته لظاهرة الأولياء في مكناس .102
ويبدو من خلال النص الملحوني أن التجاوب مع الولي يتم عن طريق الدعاء بقصد تحقيق المطلوب كالشفاء من المرض. يقول :
جود لي يا سلطان اسلا
يا الليث الرباني في احماك طب اعلالي
شوف من حالي بالعجلا
يا رفيع الرتبا يا صاحب المقام العالي103
أو عودة الغريب إلى أحبابه. يقول الحاج محمد المامون العلوي
شوف جسمي بالشوق ابلا
من افراق احبابي شاكي ابغربتي للوالي
هيبتو حالي ما تخفاه104
ويبدو أن الدعاء مستجاب يقول الشاعر :
ابغيت ننظر منك برهان
كيف شافو سرك قومان
يا اسراج أعياني
كل من ناداك استولا ابغايته يظفر ما بيه نهنا ونريغ من تخبالي
اتزول عني لوعت لشباه105
……………
ابغيت ما تبقى لي دبلا
يا الليث المشهور اعلى الدوام بحرك مالي
أو كل من قصدك خير يراه106
ورغم كل هذا، فإن الإنسان السلاوي خاصة، والمغربي عامة، لا يصل تعلقه بالأولياء عامة، وأولياء سلا خاصة، وسيدي ابن حسون على الأخص، إلى درجة العبادة، لإيمانهم بالقول الحكيم : «بين اللقمة والفم ثم المولى تيحكم»107 ، و»بين المغرب والعشا يفعل الله ما يشا»108 ،و»اللي يعيط يعيط أربي»109 و»لو كون تطلع للصمعة، أو تهبط للبير، ولا تطير فالسما كيف الطير، ما يكون إلا ما بغا الله يدير»110 . لهذا لا غرابة في أن يفتتح الشاعر نصه ب
ابديت باسم المولى حلا
واسم الله احجاب أو ساس في ابيوت اقوالي
رب جيد فضلو نسعاه
دايم ارحمتو مشتملا
اعلى اعبيدو من بيده كل خيره يجبر حالي
القادم المعبود الاله111
فالمولى الرحيم المعبود هو الله، الذي بيده كل خير، يهب ما يشاء لمن يشاء. لهذا «ودنا بالماحي جملا…..عين لهدى…..إيمام كل لرسالي….واصحابه خير الهدى :
بعدهم انمجد فتناه
من اظهر سره واتجلا
اهمام تايك وده الرب أو وعده من لبدالي
بالكرايم وده من ماه112
ومع ذلك، نجد الشاعر يحلي الولي سيدي عبد الله بن حسون بصفات دالة على مراكز قوته وسلطته ومصادرها فهو «اهمام تايك»، « وده الرب أو عده من لبدالي» ،وهو «سلطان سلا»، «ليث رباني»، «مير الشجعان»، «همام مدينة سلوان»، «القطب دباب العيان»، «صاحب المقام العالي». ويبدو من خلال هذه الصفات أنه جمع بين الصفات الدنيوية والأخروية؛ فهو «مير الشجعان»، «وهمام مدينة سلوان»، «وسلطان سلا». وفي الآن نفسه هو «القطب دباب العيان، «ليث رباني»، «مسنود بالقدرة الإلهية. لهذا قال «وده الرب أو عده من لبدالي»،كما أنه «غوث»، «واسبيل الضمان اللهفان».
وما كان الشاعر، يلجأ إلى هذا الولي الصالح متوسلا به لو لم يكن يتحلى بهذه الصفات. فلقد لجأ إليه العامة والخاصة في أحلك الظروف؛ لجأ إليه العامة حين تسلط المستعمر على سلا. يقول محمد بن الحسن في القصيدة التي وثقت هجوم السفن الحربية الفرنسية على المدينة سنة 1851 أيام مولاي عبد الرحمان:
ابن حسون افرس لعناية سلطان سلا أنت وسيدي ابن عاشر
حاشى والله بلادكم لا دخلوها كفار
مترجيا الله سبحانه بأن يجعل النصر للسلاويين ويهزم الجيش الفرنسي المستعمر :
يا مولاي حرم النبي وحرم أصحابه تحي الإسلام واهزم الكافر
جانا ومشى مهزوم ليس روح خصلة مر بعد ظل بلكور يشير
واستغيظ بكفره وزادهم القاهر تغيار
حافت للو الإسلام الرجال التياك غزاوا فيه بالطعن الباتر
هدود بحرب شديد بعد جانا بشقوف النار
ولقاوه أهل الايمان بالمدافع والكور حتى دهاوا الكريه الدامر
طاح علمه وتشتتوا ألواحه معمي الأبصار
وبالرغم من أن السلاويين قاوموا بشدة العدو حتى دحروه، ففي اعتقاد الشاعر، ومن خلاله السلاويين، أن النصر لم يتم إلا بعون أولياء سلا، وخاصة ابن عاشر وابن حسون. فلأولياء سلا وابن حسون خاصة، سطوة وجاه، وسلطان وبركة؛ فباستطاعته إغاثة المغيث، وحماية الأوطان. يقول الحاج إدريس بن المامون :
كل من ناداك استولا ابغايته يظفر…
قاصدك ليس يخيب امناه
فأسراره وافية وظاهرة للعيان لهذا يطالبه الشاعر بإنهاء غرابته ولقائه بأحبابه وشفاء علله :
شوف جسمي بالشوق ابلا
من افراق احبابي شاكي أبغربتي للوالي
هيبته حالي ما تخفاه
اصرخته عني ما تبلا احمايته فوطاني أو فكل أرض بيه أوسالي
قاصدك ليس يخيب امناه
جود لي يا سلطان اسلا يالليث الرباني في احماك طب اعلالي
غير يا مولاي عبد الله
روف واعطف واتي حكدان
بيك ننده افكل اوطان
يالنور الساني
اهميم راني تايه فجنان
من افراق اهلي والعشران
شوقهم مضاني
ابغيت ننظر منك برهان
كيف شافوا سرك قومان
يا سراج اعياني
فالولي سيدي عبد الله بعد الرضا والرضوان على أصحاب صاحب الرسالة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وجب تمجيده :
والرضا والرضوان اعلى أصحاب طه خير الهدى إيمام كل ارسالي
بعدهم نمجد فتناه
من اظهر سرو واتجلا
اهمام تايك وده الرب أو عده من لبدالي
بالكرايم وده رتقاه
اعنيت من ليه الخصلا
اشهير فمداين أو صحرا والوطا واجبالي
بالعزم يسقيني من ماه
فسر هذا الولي لا يخفى الكل يعرفه ويعرف قدراته وكراماته لأنه «اسراج اكواكب لجفان» «رفيع الرتبا صاحب المقام العالي»، «نور ساني»، «بحر مالي»، «سراج اعياني»، «الليث المشهور» الذي إذا قصد لبى :
ابغيت ما تبقى لي دبلا
يا الليث المشهور اعلى الدوام بحرك مالي
أو كل من قصدك خير يراه
بالرغم من أن الشاعر، وكثير من أفراد المجتمع، لا يغيب عنه قول الحكيم الشعبي : «الموحولة والغايب فيد الله» و»اللي عيط يعيط أربي» و»لو كون تطلع للصمعة، أو تهبط للبير، ولا تطير فالسما كيف الطير، ما يكون إلا ما بغا الله يدير» فإن الشاعر شارك بقية أفراد المجتمع فهمهم وتصورهم، وعبر عنهما في شعره فوجدناه يذكر كرامات الأولياء التي تبرهن على فعاليتهم وقوتهم وصدق ولايتهم، مما جعل لهم مريدين وأتباع ينبهرون بهم ويشيدون بأفعالهم ويرددون أقوالهم. ويبرزون طرق إصلاحهم لأحوالهم وأحوال مجتمعهم. ولا شك أن الكرامات المتحدث عنها تجد سندا في الحكايات وشهود عيان ورواة يتناقلونها سلفا عن خلف مما يجعلها تتجذر في المجتمع وتأخذ شرعيتها. من الحكايات المسندة لهذا الزعم يقال إن الشاعر بوعزة الدريبكي ولد بقالة كان قد طلب من السلطان مولاي الحسن الأول، إعفاءه من الخدمة العسكرية المخزنية ولكن ولي الأمر ما كان ليتخلى عن واحد من خدامه ولا سيما في العسكرية…فاستمهله…وقال له اصبر هذه الساعة.. فما كان من شيخ الملحون إلا أن ازداد ترددا على ضريح سيدي عبد الله بن حسون متبتلا إثر كل صلاة هناك رافعا أكف الضراعة إلى الله راجيا فكاك أسره من تلك الخدمة التي استطال عهدها…وقد قال كلاما في مدح سلطان سلا وسلاس، سيدي عبد الله متوسلا إلى الله…وكلما كان بإمكانه الفرار إلى الأوداية كان لا يتأخر عن ذلك…وقيل إنه اتخذ بصفة مبكرة مكانا هناك للسكن، بل أخذ بعد العدة شيئا فشيئا للرجوع إلى الخرازة…واستجاب له السلطان عندما رآه مرة وسط المشاورية وعسكر الشرف» . وبالرغم من كل هذا نحسب أن الهدف والغاية من نظم قصائد في الأولياء عامة وابن حسون خاصة هي التوسل والاستغاثة به والاستنجاد بفضله لكرب أو مرض ألم بالشاعر أو المدينة ككل.
يقول الشيخ إدريس المباركي :
غيت لخديم يابن حسون الولي عالج لي لضرار غير يا سيدي عبد الله
ويقول الشيخ الحاج محمد المامون العلوي :
جود لي يا سلطان اسلا
يا الليث الرباني في احماك طب اعلالي
ويقول الشيخ الجيلالي الشبابي :
العطف لله يالقطب الرباني أسيدنا
لغارا لا اتدوزنا يا بن حسون عزنا
ويقول محمد العلوي الهركاوي في قصيدة رددها الحفاظ، متوسلا بالولي الصالح طبيب النفوس ومستراح المتعبين اللاجئين إلى ضريحه وبنيقاته حيث سر المكان يساعد على راحة البال والأبدان،متوسلا بالأولياء الآخرين المدفونين بسلا وعلى رأسهم سيدي عبد الله بن حسون «سلطان سلا وسلاس أخبارو موضحة عند أهل الاضمار» ملتفتا إلى الولي مول الكمري سيدي المفضل :
ضمان سلا من باين وغابر الساكنين المدينه واللي ساكنين برا لامت لخيار
نتوسل بهم للذي قادر يشفي اعلايلي ويزين حالي ولا نشاهد عمري تمكار
يهنا قلبي يتمرح الخاطر
حرمة ادخيل باللي حج ولبي وطاف وعبد ليلا ونهار
ويردد بين القسم والقسم من هذه القصيدة الحربة التالية :
غارا يا سيدي الحاج بنعاشر
هاني في جيرتك ترغب في سامع الدعا الجليل الغفار
بالرغم مما يبدو من تشبث بالأولياء فإن الواقع هو أن الشاعر أدرك بفطرته وحدسه أن ما أدركه الأولياء، وسيدي ابن حسون واحد منهم، من فضل وصلاح، هو ما جعلهم يحظون بمكانة مميزة عند الله سبحانه وتعالى. وهذا ما عبر عنه الحاج المامون قائلا :
يا الليث الرباني
واهمام تايك وده الرب أو عده من لبدالي
بالكرايم وده رتقاه
والملاحظ أن الشاعر لكسب رضا الولي ابن حسون لتحقيق طلبه تم استدعاء مجموعة من الأولياء لتحقيق هذه الأمنية «وفكرة استدراج العلم القدسي بواسطة «أعلام ولوية» أخرى بقصد التوسط لدى الشاعر بغية نيل المرغوب، وتحقيق المطلوب، فكرة تراود الذاكرة الأدبية لكثير من النصوص الشعرية المغربية. فمن أجل التعامل مع الواحد، وكسب رضاه، وضمان جوده، يتم استدعاء المتعدد لنشدان هذه الرغبة بتوظيف أساليب دالة على الأمر واستعمال كلمات دالة على الطلب الملح مثل أدخيل وبجاه، وفعار» . ولقد استعمل الحاج محمد المامون العلوي كلمة ادخيل خمس (5) مرات. يقول :
ادخيل من اسكن فالعلا أو لبقيع أو عرق واتلول ولدي فرمالي
والدي فتمام وابداه
ادخيل مسعودة لأو بالعقلا والهمام التايك سيدي العايدي شملالي
ادخيل من هو جاره وحداه
ادخيل بن عاشر والفحلا ادخيل من ساكن فسحاري امعمرين اطلالي
اجميع لفضال أولاي الله
ابغيت ما تبقى لي دبلا يا الليث المشهور اعلى الدوام بحرك مالي
تلكم كانت نظرة موجز عن أولياء سلا، عامة، وسيدي عبد الله بن حسون، خاصة، في الملحون أهديها إلى الأستاذ الدكتور سيدي عبد العزيز اعمار، الذي تشير بعض الكتابات إلى أن أسرته آل اعمار حفدة للولي الصالح سيدي أحمد ابن عاشر، الذي نأمل أن نخصه ببحث في الآتي من الزمان بحول الله وقوته.
الإحالات:
1. . fatimimohamadi.com زرته بتاريخ 15 غشت 2024.
2. .مائة وألف مثل من الأمثال الشعبية المغربية، المجموعة الثالثة، اختيار وتصنيف محمد بن أحمد اشماعو، مع الشرح والتعليق، مطبعة المعارف الجديدة-الرباط 1991، ص75. الإحالة 742.
3. .شيوخ الملحون السلاويون، جواهر في ذاكرة التراث المغربي المكنون، نور الدين شماس، مطبعة سجلماسة مكناس 2021. ص306.
4..نفسه، ص314.
5.مائة وألف مثل من الأمثال الشعبية المغربية، المجموعة الثالثة، ص75 الإحالة 746.
6..هذه هي حياة ومسار الشيخ العلامة عبد الله بن أحمد الخالدي السلاسي المعروف بابن حسون. تاوNET أول جريدة إلكترونية تعني بتاونات والتاوناتيين. تاريخ زيارة الموقع 15 غشت 2024.
7.. نفسه.
8.. نفسه.
9.. أنظر ترجمته بــ «شيوخ الملحون السلاويون»، ص62-70
10.. نفسه ص63.
11.. 1700 مثل من أمثال المغربية، المجموعة الرابعة، محمد بن أحمد اشماعو، د ن، د م. 2000. ص12.
12.نفسه، ص355-365.
13.. نفسه، ص361.
14.. نفسه، ص 87.
15 نفسه، ص194.
16. نفسه، ص194.
17.نفسه، ص212.
18.نفسه، ص239.
19.نفسه، ص284.
20. نفسه، ص284.
21. نفسه، ص284.
22. نفسه، ص242.
23.نفسه، ص285.
24.نفسه، ص240.
25.نفسه، ص287.
26.نفسه، ص288.
27.نفسه، ص283.
28.معلمة الملحون الجزء الثاني-القسم الثاني تراجم شعراء الملحون، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية سلسلة التراث، الهلال العربية-الرباط 1992.
29. نفسه ص333.
30.المناهل، العدد33.وزارة الشؤون الثقافية الرباط -المغرب السنة 12 ربيع الثاني1406/ دجنبر1985.
31.المرجع السابق، ص12.
32.منشورات النادي الجراري، 76 دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع-الرباط 2017.
33.مطبعة النجاح الجديدة -الدار البيضاء 2009.
34.مطبعة النجاح الجديدة- الدار البيضاء 2001.
35.فن الملحون في مدينة سلا، ص 96.
36. معلمة الملحون ج2-القسم2 تراجم شعراء الملحون، ص. 186-187.
37.الزجل بالمغرب القصيدة، دار الأمنية-الرباط1970. ص684.
38.فن الملحون في مدينة سلا، ص61-68.
39.شيوخ الملحون السلاويون، ص71-80.
40.معلمة الملحون ج2-القسم 2 تراجم شعراء الملحون، ص186.
41.فن الملحون في مدينة سلا، ص63.
42.نفسه، ص61.
43.شيوخ الملحون السلاويون، ص75.
44.. نفسه، ص. 75.
45. معلمة الملحون ج2-القسم2 تراجم شعراء الملحون، ص267-268.
46.مقدمات دواوين موسوعة الملحون، الصادرة عن أكاديمية المملكة المغربية، منشورات النادي الجراري-109-Edition Dar Assalam 2021- ص263-278.
47.الشيخ المجدد المبدع في فن الملحون، مجلة البحث العلمي، ع28، س14، رجب /ذو الحجة 1398. يوليوز/دجنبر 1978 ص345-364.
48. فن الملحون في مدينة سلا، ص144-150.
49. شيوخ الملحون السلاويون، ص150-179.
50.موسوعة الملحون جمع وإعداد لجنة الملحون التابعة لأكاديمية المملكة المغربية، إسراف وتقديم عباس الجراري، منشورات الأكاديمية، المعارف الجديدة الرباط 2016.
51.الشيخ المجدد المبدع في فن الملحون، ص157.
52. شيوخ الملحون السلاويون، ص168.
53.موسوعة الملحون ديوان الشيخ محمد بن علي المسفيوي الدمناتي، ص293-298.
54. نفسه، ص305-307.
55.معلمة الملحون ج2-القسم2 تراجم شعراء الملحون، ص216.
56. فن الملحون في مدينة سلا، ص123-129.
57. شيوخ الملحون السلاويون، ص254-268.
58. معلمة الملحون ج2-القسم2 تراجم شعراء الملحون، ص216.
59.شيوخ الملحون السلاويون، ص258.
60.نفسه، ص264.
61.الزجل بالمغرب القصيدة، ص.192.
62.شيوخ الملحون السلاويون، ص317-324.
63.الزجل بالمغرب القصيدة، ص.192.
64.شيوخ الملحون السلاويون، ص319.
65. معلمة الملحون ج2-القسم2 تراجم شعراء الملحون، ص224.
66.فن الملحون في مدينة سلا، ص136-138.
67.شيوخ الملحون السلاويون، ص269-296.
68.فن الملحون في مدينة سلا، ص136.
69.نفسه، ص138.
70. شيوخ الملحون السلاويون، ص275.
71.المعلمة القسم1 الجزء الأول، ص328-329.
72.شيوخ الملحون السلاويون، ص285.
73.نفسه، ص272-273.
74.المعلمة القسم1 الجزء الأول، ص273-274.
75. فن الملحون في مدينة سلا، ص115-123.
76.شيوخ الملحون السلاويون، ص228-244.
77.معلمة الملحون ج2-القسم2 تراجم شعراء الملحون، ص274.
78. شيوخ الملحون السلاويون، ص228.
79.كناش الزهر المرشوش في قصائد سيدي علي بن حمدوش، نيوزيس-فرنسا 2016. ص190 نقلا عن شيوخ الملحون السلاويون، ص233.
80. شيوخ الملحون السلاويون، ص239.
81. نفسه، ص241.
82.نفسه، ص241.
83.معلمة الملحون ج2-القسم2 تراجم شعراء الملحون، ص351.
84مقدمات دواوين موسوعة الملحون، 279-304.
85. شيوخ الملحون السلاويون، ص392-441.
86. شيوخ الملحون السلاويون، ص405-406.
87. تكريم كرام لكرايم، انظرها بشعر الملحون بين ثقافتين العالمة والشعبية، منوعات تكريما للشيخ محمد بلكبير واحتفاء بالشاعر أحمد سهوم، جمعية هواة الملحون-مراكش ومنتدى ابن تاشفين المجتمع والمجال، مطبعة فضالة-المحمدية2007. ص232.
88. شيوخ الملحون السلاويون، ص402-403-404.
89.موسوعة الملحون ديوان الشيخ أحمد سهوم، جمع وإعداد لجنة الملحون التابعة لأكاديمية المملكة المغربية، إشراف وتقديم عباس الجراري، منشورات الأكاديمية، المعارف الجديدة الرباط 2018.
90.شيوخ الملحون السلاويون، ص404.
91.مقدمات دواوين موسوعة الملحون، ص297.
92.شيوخ الملحون السلاويون، ص426.
93.معلمة الملحون ج2-القسم2 تراجم شعراء الملحون، ص222.
94.فن الملحون في مدينة سلا، ص101-112.
95.شيوخ الملحون السلاويون، ص190-200.
96.أخبرني بذلك الصديق العزيز سيدي أدم العلوي الابن الأكبر للشيخ إدريس بن المامون ورئيس جمعية إدريس بن المامون للبحث والإبداع في فن الملحون بسلا.
97..شيوخ الملحون السلاويون، ص196.
98. .نفسه، ص.200.
99. .محمد بن جعفر الكتاني، سلوة الأنفاس/ ج1 ص19.
100. .الأساطير والمعتقدات بالمغرب، ص 96.
101. .سلوة الأنفاس، ج1 ص 24.
102..مونوغرافية المقدس بمدينة مكناس، مقاربة لظاهرة الأولياء في تجلياتها الثقافية والأدبية ودراسة آليات اشتغال الكتابة ج1. دار أبي رقراق-الرباط2010. ص 334.
103.نفسه، ص197.
104.نفسه، ص198.
105.نفسه، ص198.
106.نفسه، ص199.
107.مائة وألف مثل من الأمثال الشعبية المغربية، المجموعة الأولى، ص25.
108.1700 مثل من أمثال المغربية، المجموعة الرابعة، ص3.
109. نفسه، ص4.
110.مائة وألف مثل من الأمثال الشعبية المغربية، المجموعة الثانية، ص36.
111.شيوخ الملحون السلاويون، ص197.
112.نفسه، ص197.
113.محمد الفاسي، شعراء الملحون السلاويون، المناهل ع33. ص12
114.نفسه، المناهل ع33. ص12.
115.شيوخ الملحون السلاويون، ص198.
116.نفسه، ص198.
117.نفسه، ص198.
118.نفسه، ص197.
119.نفسه، ص199.
120.1700 مثل من أمثال المغربية، المجموعة الرابعة، ص2.
121. نفسخ، ص4.
122. مائة وألف مثل من الأمثال الشعبية المغربية، المجموعة الثانية، ص36.
123. فن الملحون في مدينة سلا، ص 62.
124. شيوخ الملحون السلاويون، ص285.
125.نفسه، ص199.
126.. نفسه، ص.319.
127. نفسه، ص 96
128.عبد الإله لغزاوي، مونوغرافية المقدس بمدينة مكناس، ص588.
129.. شيوخ الملحون السلاويون، ص198-199
المصادر والمراجع
1.1700 مثل من أمثال المغربية، المجموعة الرابعة، محمد بن أحمد اشماعو، د ن، د م. 2000.
2.الأساطير والمعتقدات بالمغرب، بول باسكون، بيت الحكمة، العدد 3، أكتوبر 1986.
3.دليل قصائد الزجل في المغرب، عباس الجراري، منشورات النادي الجراري، 76 دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع-الرباط 2017.
4.سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس بمن أقبر من العلماء والصلحاء بفاس،ج1،الشريف ابي عبد الله محمد بن جعفر بن إدريس الكتاني، تحقيق عبد الله الكامل الكتاني، حمزة بن محمد الطيب الكتاني، محمد حمزة بن علي الكتاني. دار الثقافة-الدار البيضاء 2004.
5.شعر الملحون بين ثقافتين العالمة والشعبية، منوعات تكريما للشيخ محمد بلكبير واحتفاء بالشاعر أحمد سهوم، جمعية هواة الملحون-مراكش ومنتدى ابن تاشفين المجتمع والمجال، مطبعة فضالة-المحمدية2007
6.الشيخ المجدد المبدع في فن الملحون، الحاج أحمد معنينو، مجلة البحث العلمي، ع28، س14، رجب /ذو الحجة 1398. يوليوز/دجنبر 1978
7.شيوخ الملحون السلاويون جواهر في ذاكرة التراث المغربي المكنون، نور الدين شماس، مطبعة سجلماسة مكناس 2021
8.فن الملحون في مدينة سلا، عبد الله شقرون، مطبعة النجاح الجديدة -الدار البيضاء 2009.
9.مائة وألف مثل من الأمثال الشعبية المغربية، اختيار وتصنيف محمد بن أحمد اشماعو، مع الشرح والتعليق، المجموعة الأولى، مطبعة المعارف الجديدة-الرباط 1984.
10.مائة وألف مثل من الأمثال الشعبية المغربية، اختيار وتصنيف محمد بن أحمد اشماعو، مع الشرح والتعليق، المجموعة الثانية، مطبعة المعارف الجديدة-الرباط1988.
11.مائة وألف مثل من الأمثال الشعبية المغربية، اختيار وتصنيف محمد بن أحمد اشماعو، مع الشرح والتعليق، المجموعة الثالثة، مطبعة المعارف الجديدة-الرباط1991.
12.معلمة الملحون الجزء الثاني-القسم الثاني تراجم شعراء الملحون، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية سلسلة التراث، الهلال العربية-الرباط 1992.
13.مقدمات دواوين موسوعة الملحون، عباس الجراري، الصادرة عن أكاديمية المملكة المغربية، منشورات النادي الجراري-109-Edition Dar Assalam 2021-
14.المناهل، العدد33.وزارة الشؤون الثقافية الرباط -المغرب السنة 12 ربيع الثاني1406/ دجنبر1985.
15.موسوعة الملحون ديوان الشيخ أحمد سهوم. جمع وإعداد لجنة الملحون التابعة لأكاديمية المملكة المغربية، إسراف وتقديم عباس الجراري، منشورات الأكاديمية، المعارف الجديدة الرباط 2018.
16.موسوعة الملحون ديوان الشيخ محمد بن علي الدمناتي المسفيوي. جمع وإعداد لجنة الملحون التابعة لأكاديمية المملكة المغربية، إسراف وتقديم عباس الجراري، منشورات الأكاديمية، المعارف الجديدة الرباط 2016.
17.مونوغرافية المقدس بمدينة مكناس، مقاربة لظاهرة الأولياء في تجلياتها الثقافية والأدبية ودراسة آليات اشتغال الكتابة ج1. عبد الإله لغزاوي، دار أبي رقراق-الرباط2010.
18.نظرات في شعر الملحون، عبد الله شقرون، مطبعة النجاح الجديدة- الدار البيضاء 2001.
19.هذه هي حياة ومسار الشيخ العلامة عبد الله بن أحمد الخالدي السلاسي المعروف بابن حسون. تاوNET أول جريدة إلكترونية تعني بتاونات والتاوناتيين.
ناقد من المغرب