في منتصف رحلة الحياة
أنا، أنا، أنا. يا لها من كلمة جامحة، مراوغة!
هل ذاك الشخص هناك حقا أنا؟
هل حقا تحب أمي شخصا كهذا؟
شاحب الوجه، نصف شعره قد اعتراه الشيب،
ويعلم كل شيء، مثل ثعبان؟
ذاك الفتى الذي رقص في الحفلات
في البيوت الصيفية في أوستانكينو –
هل ذاك الشخص أنا؟ ذاك الذي يثير كل تعقيب له
عن شاعر جديد
النفور والحقد والخوف؟
الشخص الذي بدد همة صباه
في جدال آخر الليل –
هل أنا ذاك الشخص؟ نفس الشخص الذي
تعلم أن يلزم الصمت أو يتفوه بمزحة
عندما يصير الحديث مأساة؟
بعد كل شيء- الأمر دائمًا هكذا في منتصف الطريق
على طول الطريق المحتوم لهذه الأرض:
من دافع تافه إلى آخر،
اسمع- لقد تهت في البرية،
ولا تستطيع أن تتعقب آثارك.
نعم، لم يكن النمر
هو الذي قادني بوثبه إلى هذه العلية في باريس.
وفيرجيل ليس ما يشغلني.
لا وجود لشيء سوى عزلة -مؤطرة
في المرآة- تتفوه بالحقيقة.
18-23 يوليو 1924 ، باريس
شاعر ومترجم من المغرب