مدارات الثقافية مجلة محكمة شهرية تعني بالشأن الثقافي
مقالات مشابهة
هايجن التقيتهم الهايجن المغربي: سامح درويش
محمد بنفارس
1/ كانت فعاليات ملتقى الهايكو المصغر الذي دعت إليه ونظمته جمعية الموكب الأدبي بوجدة بإشراف ذ. سامح درويش في الفترة من 04 إلى 06 ماي 2023، والذي شارك فيه هايجن من اليابان والأرجنتين والمغرب، مناسبة ثمينة أتاحت لي التعرف عن قرب على الهايجن المغربي سامح درويش.
كانت فرصة جميلة أهداني فيها سامح مجموعة من الكتب تتعلق بالهايكو، ومنها دواوينه:
- عصافير تحلق في الأعماق، منشورات ملتقى الطرق، الدار البيضاء، 2019،
- ما أكثرني- مع قطرات الندى أتكاثر- إديسيون بلوس، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، 2019،
- برشاقة أكروبات، منشورات الموكب الأدبي، 2015،
- خنافس مضيئة، منشورات الموكب الأدبي، 2015
كما كانت مناسبة أهديتها فيها نسخة من ديواني “Sables Fuyants” (رمال هاربة)، منشورات الراصد الوطني للنشر والقراءة، طنجة 2017.
سامح درويش جاء للهايكو من السرد والشعر. وهو من الأوائل الذين دافعوا عن النوع كشعرية تروم تجاوز الأشكال السائدة نحو أفاق تعبيرية أكثر تحررا بذائقة وجماليات جديدة. فلا غرو إذن إن تميزت نصوص درويش في الهايكو بخلفية شعرية تتخطى بعضا من الشروط المؤسسة للنوع في بداياته الأولى وكذا القوالب الجاهزة من أجل خط أسلوب خاص به يعبر، بشكل عام، عن اختلاجات الذات الإنسانية في مختلف حالاتها وتموضعاتها، مع الأخذ بعين الاعتبار العناصر والمكونات المميزة للثقافة المحلية ودمجها في فعل الكتابة.
ويمكن اعتبار كتابة سامح، على وجه الإجمال، كونها تدخل ضمن سياق الهايكو العالمي بسمة التحرر من القالب الكلاسيكي، ما أمكن، مع الحفاظ على روح الهايكو كشعرية مختلفة وأسلوب تعبيري يمتاز بالاختزال والبساطة والمشهد الملموس والآنية والبعد عن أسمال المجاز والتدليس اللغوي.
ما لمسته من سامح أنه إنسان قليل الكلام، وشاعر لا يتسرع في الكتابة ولا ينصح بذلك، بل لقد أسر لي أن كتابة هايكو واحد قد يتطلب منه وقتا طويلا جدا حتى مع وجود عناصر فكرة قابعة في ذهنه لأشهر.
الفقرة إياها مع قراءة في ديوان سامح درويش ” ما أكثرني – مع قطرات الندى أتكاثر ” مع ترجمات وقراءات في نصوصه ستكون ضمن مشروع كتابي المرتقب حول الهايكو.
2/ نبذة عن سامح درويش:
- من مواليد منتزه “كفايت” بشرق المغرب عام 1957.
- انتقل إلى مدينة وجدة لمواصلة تعليمه الجامعي الدي توج بحصوله على درجة الماجستير في الأدب المغاربي عام 2002.
- ساهم في إنشاء عدد من الجمعيات المجتمعية والثقافية.
- عضو في اتحاد كتاب المغرب منذ عام 1993 وبيت الشعر بالمغرب،
- مدير مهرجان “الموكب الأدبي” منذ ،2013 والذي خصص نسخته الرابعة لـ “شعر الهايكو”.
- رئيس نادي “هايكو موروكو” منذ التأسيس في فبراير 2019، وقد أشرف على تنظيم أول ندوة للهايكو العربي في وجدة المغربية عام 2016.
- له عدة إصدارات في النثر والشعر والهايكو،
- له في الهايكو خمسة دواوين نشرت بالمجمل بين 2015 و2019.
3/ من نصوصه:
1
علَى البابِ،
يدُ النّحاس خرْساء
لا تُكلّمُها يَد.
2
مع كلّ تنْهيدَة،
مذْعورًا
يطيرُ الدوريّ ثمّ يحطُّ.
3
أرِيجُ النّارنْج،
أَهَذا هُو
لوْنُ الفَراغْ؟
4
فَراشاتٌ،
علَى أزْهارٍ في ذِهْنِي
تحُطّ.
5
عازفُ النّاي،
منْ يدِهِ،
يَسْرِي الوشْمُ في نَايِهِ.
6
علَى حافة البئْر
الدّلو
يمْلؤُه المطر.
7
كباقي اللوز
تزهر
اللوزة المرة.
8
تمرين
بقلم رصاص
أرسم قوس قزح
9
في انتظار غودو
بمنديل من ورق
أصنع مورق
10
الطريق
وإن غطاه الثلج
هو الطريق
هايجن ومترجم من المغرب
