الرئيسية / الأعداد / العدد الخامس والخمسون / عبد المالك أبو الأنوار.. عراب الثقافة والإبداع…!! – عبد العزيز برعود

عبد المالك أبو الأنوار.. عراب الثقافة والإبداع…!! – عبد العزيز برعود

عبد المالك أبو الأنوار.. عراب الثقافة والإبداع…!! عبد العزيز برعود

 

بورك من جمع همة الشباب وحكمة الشيوخ

طه حسين

 

أن تكتب عن أبا تراب يلزمك الكثير من الحب، و فيضا غزيرا من ذبذبات نبل المشاعر الجياشة، عل نبض قلبك/ يراعك، يطاوعك في القبض على ممكناته الممتدة على ربوع صنيعه …!!

بل يلزمك أن تتطهر من غيب الظنون، ومن خطايا الأسئلة الجاهزة والملتبسة، حول ماهية وجود هذا الراهب العاصف بالصمت، الطاعن في الحكمة، والمجبول على عشق الابداع بين أحراش الاستعارات..  واشتعالات المجاز، وهو الناسك في غزل الحروف، الممسك عن لغو الكلام، الذي تلبسته فتنة الابداع، فأبى الا أن يقيم في أعالي الدهشة، باحثا عن  درر الجمال في كل مجال…!!

فهو (مجرة معارف وفضائل  )

حسب توصيف باذخ للشاعر الكبير أحمد بلحاج آية وارهام

اذ هو المبدع الساحر الذي يهش بيمناه على نصوص الآخرين، فيحولها الى كائنات حية نابضة بالحياة، وحروفا تسطع معنى وجمالية في كوسموس البهاء.!!

أوليس هو أبو الأنوار الذي ما فتئ   يشعل لنا قناديل المعرفة و الاشراق في عتمات الدروب …!؟

اذن فلا جناح علينا ان نحن اقتحمنا مقام خلوته العامرة بثبات اليقين، قلاع غمضه المستبين، ورمينا بدلونا في جباب فيوضه  .!!

*************

( صنائع المعروف جسر يعبر به الانسان من عالم الأنانية الى عالم النبل والسمو الروحي حيث تلتقي النفوس في أبهى صور الإنسانية): عباس الرشيدي

تأسرني ارومة هذا النبيل الأصيل، الحاتمي العطاء وهو يوزع  باقات نصوص وقصائد المبدعين على المنابر الاعلامية سعيا منه للتعريف بها وابراز بواطن الجمال فيها، بعد أن يكون قد شكلها بلمساته الشفيفة  ودون عزف حروفها بسخاء عطفه  .

 أرمقه من بعيد.

أتحسس خطوه المحفوف بهالات  الاكتمال، وهو يعبر واثق  البصيرة جسور التلاقي، صوب فراديس  اللغة /  كناية العبارة، يصيغ من الحروف دررا  ومن الكلمات أطواقا، يوزع قبلات الإخاء/ وداد العناق على الحاضرين  باللقاءات الثقافية والفنية، فتغدو  الأمسيات الشعرية بحضوره  قداديسا انسانية موسومة بحبر المحبة، وتتحول الندوات الفكرية الى أعياد ابداع ضاجة بترانيم السماحة.

أترصد هسيس ظله الخافق ، ظله المهيب المشبوب بسراج الألق، فألفيه راهبا مبجلا يمتطي صهوة الوعي المنفلت من زوايا المعرفة  والحكمة

يعبئ

المحابر

بالضوء،

يشحذ همم

الدواخل على

ناصية الحلم ،

ينشد خلاص

الفكرة  من رحم الغواية،

وفي غمرة الادراك الغامر، يشب وقيد البوح في هشيم ذاكرة النسيان، ثم يلوذ بالحب منتصر اللاإنسانية في أبهى تجلياتها .

وكأني بسريرته المضيئة تجهر بما قاله لاوتسو:( بقدر ما يعطي  الحكيم بقدر ما يغتني شخصيا).

*************

انه عبد المالك أبو الأنوار هذا المتعدد الشمائل والفضائل، المحمود الطباع، والمتبل بقيم المكارم و الوفاء الذي ما فتئ يزجل العطاء بلا مقابل، رجل قل نظيره في زمن الجحود والنكران، اذا دنوت منه تعطرت بطيب أخلاقه، واذا هو دنى من علو حرفك تدانت اليك قطوف دواليبه .

أتراني أصبت في رسم ملامح قلبه، أجدت في تشكيل هيبة حضوره …!؟

كاتب من المغرب

عن madarate

شاهد أيضاً

بـنـعـيـسى بـوحـمـالـة : الأكاديمي المسكون بكونية الشعر وسبر أغوار المعارف الأفريقية أو المكناسي الذي انتقل من حقل الإبداع الشعري ليغوص في أتون الإبداع النقدي بنبوغ – محمد بشار

بـنـعـيـسى بـوحـمـالـة : الأكاديمي المسكون بكونية الشعر وسبر أغوار المعارف الأفريقية أو المكناسي الذي انتقل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *