المبدع عياد ألحيان – حسن أومولود
رأى عياد ألحيان النور سنة 1970 بأشتوكن وعمل مدرسا للغة الفرنسية لعشرون سنة قبل أن يلتحق بكلية الآداب والعلوم الإنسانية سنة 2015 كأستاذ بشعبة اللغة والثقافة الأمازغيتين والذي اشتغل بها منذ 2009 كأستاذ متعاون.
حصل على ماستر في اللغة والثقافة الأمازيغية سنة 2008 وعلى الدكتوراة في الأدب سنة 2015 .تناول في أطروحته التي تمحورت حول الترجمة من الفرنسية إلى الأمازيغية الإشكالات التي تطرحها القيم الزمنية والصيغة والوضعية الفعليتين للغتين. دراسة مقارنة بين المنظومتين الفعليتين.
له عدة إسهامات في الدراسات النقدية في مجال الترجمة والأدب بشقيه الشفوي والمكتوب خصوصا الحديث منه وكدا دراسات حول الرواية الفرنكوفونية لعبد الخالق جيد.
ويعد الشاعر والروائي عياد ألحيان من الأرقام المهمة في معادلة الإبداع الأمازيغي وركيزة قوية في ساحة تيفناغ بحثا ودراسة وتدريسا وإبداع ونضالا . وهو دكتور في الأدب وأستاذ جامعي في شعبة الدراسات الأمازيغية في جامعة ابن زهر بأكادير. لم تشغله كثرة البحوث الجامعية التي يشرف عليها وكثرة انشغالاته الأكاديمية عن ممارسة البحث الشخصي وتقصي حقائق التاريخ والهوية والوجود الأمازيغي ليجمع لسنوات طوال ما يكفي من مادة خام ومتانة لغوية وضبط متين لقواعد لعبة الكتابة السردية وفنون الشعر والترجمة… . فقطع لنفسه بين إخوته بقعة أرضية بناها كما بنا حبكته السردية وأنشئ لإلهامه منبعا ملئه الهدوء والسكينة في قلب دوار إسحنان بجماعة بلفاع حيث يبدع ليلا بموسيقى حفيف شجر الليمون والتين والزيتون ونباح كلبه على أطياف الشخصيات السردية الخيالية والميثولوجية التي تجوب البستان في عمق الليل.
أبدع عياد ألحيان في كل الأصناف تقريبا فنشر ما يناهز العشرة مؤلفات في الشعر والسرد والمسرح والترجمة وحتى الرسائل. لقيت إبداعاته إعجاب جمهور الأدب ورواده وأكاديميه . وبصبر أيوب لم يتوان يوما عن الاستمرار في العطاء رغم غياب الجوائز . فلبث في ذلك بضع سنين. حتى كتابه السادس أو السابع المعنون ب Sa iggoura dar illis n tafoukt سنة 2018 الذي سقطت لجنة جائزة المغرب للكتاب في حبه ولم يترددوا عن إعلان عياد فائزا بها بجدارة بل وراسلوه ليكون منذ ذلك الحين عضوا للجنة تحكيم الجائزة في صنف الإبداع الأمازيغي . وكان لي معه حديث مستفيض حول تلك التجربة الطويلة. وحصل كذلك على جائزة سعيد أشتوك للإبداع التي تشرف عليها منظمة تماينوت فرع أيت ملول العتيدة والمحترمة على الصعيد الوطني . أما التكريمات فلا تعد ولا تحصى.
ما يلفت النظر والاهتمام في كتابات الصديق عياد هو ضبطه التام للغة الأمازيغية نحوا وغنى وأسلوبا . والأهم من ذلك بحثه المضني والمستمر في التاريخ والميثولوجيا وفينومينولوجيا تكوين العقل الأمازيغي والفكر والطقوس والأعراف. فترى جل كتبه تفيض بشخصيات تاريخية حقيقية تارة ومبتكرة تارة أخرى. وقد أتقن عياد اختراع طوبونيميا جديدة وأسماء شخصيات قد تكون يوما ظواهر راسخة في الأذهان والأفواه على غرار روميو وولييت وجميل وبثينة وهامليت ودون كيشوت وفيكارو وغيرهم …فأبدع زاغاريار ودرارازاد وهما شهريار وشهرزاد الأمازيغيين . زاغريار (رجل السهل أزغار) ودرارازاد ( هي فتاة الجبل )! زاوج عياد بين السهل والجبل وحكى سبع ليالي من ليالي زاغاريار المليئة بالحكمة والإمتاع قبل التماهيً الأخير والحلول في الذات الصوفية للفتاة درارازاد في الليلة الأخيرة. ذكاء كبير وإبداع قوي وروح تجديد وإعادة صياغة التراث الإنساني في قالب أمازيغي فريد من نوعه. هذا فيض من غيض فقط من كتابه الأخير Iggura imggura i Drarazad . ولي لباقي مؤلفاته إبداعاته عودة إن شاء الله. دون إغفال لطاقة المبدع عياد ألحيان في الكتابة بالفرنسية وضبطه لها منذ سنوات الدراسة والبحث الأكاديمي وله عدة دراسات وترجمات ومؤلفات بلغة موليير أبرزها ديوان Fragments Émergents سنة 2012 وهو في صدد إعداد ديوان له للنشر مستقبلا.
تبادلنا أطراف الحديث وشجونه وسبرنا سويا أغوار الكتابة ومشاكل النشر وعالم الجوائز… وكلنا أمل في غد أفضل للإبداع والثقافة الأمازيغية والمغربية على حد سواء.
إصدارات الدكتور عياد ألحيان في مجال الإبداع الأدبي باللغة الأمازيغية :
- ديوان :السماء السبعة wis sa ignwan 2010
- ديوان: الكلمة عروس والليل لها ايملشيل tga tguri tislit ig as iD imilcil 2011
- مسرحية: ديوان: حلم الأنسان الأركان tawargit n ufgargan 2011
- رواية: سنة في تيزكي yan usggas g tzgi 2012
- ديوان: لسع الأحلام ajnDiD n twargiwin poésie 2013
- ديوان: تيه بين ألم azwag gr tguriwin poésie
- ديوان: كلمات وهو ديوان مشترك مع الشاعرة خديجة اروهال
- ديوان: سبعة أبواب من أجل بنت الشمس sa iggura dar illis n tafukt 2017
- ديوان: بين أحضان الأشواق gr ugiwal n tvufiwin 2017
- ديوان: كان يا ما كان أنا kkiv tt inn 2021
- الأبواب الأخيرة لدرارازاد 2022 iggura imggura i Drarazadوهو تجربة نوعية hybridité générique…
شاعر ومترجم من المغرب