استضافة في أحد الرياض الفاخرة / دعوة لحصة تلفزية خاصة بي / حفل استقبال في مكتب العميد/ ندوة أدبية عن احد ث اصداراتي الادبية في الشعر والسرد/ غداء.. شكرا لوطني الابداعي على كل شيء *
في كلية اللغة العربية بمراكش:
لأن للمغرب استراتيجية ثقافية تنتصر من خلالها إلى البلاد وتشيد بأمجادها فإنها تولي لضيوفها من المبدعين مكانة راقية لذلك اختارت الجهة المنظمة لزيارتي لمراكش ان تكون اقامتي في أحد الرياض الفاخرة، وهي عبارة على قصر صغير ببناء هندسي تقليدي تغلب عليه الروح الاندلسية وكل أثاثه وديكوراته فاخرة وتقليدية وقد كنت أيام اقامتي بهذا الرياض أميرة برتبة شاعرة وروائية وهذا لا يحدث إلا في الجنة.
نقلني إلى كلية اللغة العربية بمراكش الدكتور مصطفى غَلمان وهو رجل نبيل ومثقف وعلى خلق عظيم معه دخلت كلية اللغة العربية لأجد في استقبالي السيد العميد الدكتور أحمد قادم في مكتبه مع مجموعة من دكاترة الكلية حيث أقام على شرفي حفل استقبال تمّ فيه توزيع الحلويات المغربية وأنواع مختلفة من العصائر وكانت فرصة لأهدي إلى مكتبة الكلية بعض من اصداراتي في الشعر والسرد والنقد
الأدبي، ومن ثمة اقترح حضرة العميد زيارة إلى أرجاء الكلية وقادنا جميعا إلى بناء جديد وأنيق في جانب منه مجموعة من المخابر لتعلم تسع لغات مختلفة من بينها الصينية و اللاتينية جميعها بآخر التجهيزات التكنولوجية التعلمية وهي كلية مفتوحة للطلبة المغاربة وللوافدين عليها من كل أنحاء العالم ، كل ذلك يقول ان المغرب الجديد يستثمر في التعليم أيضا وهو يطور في مؤهلاته التعليمية والجامعية من أجل بلوغ الكمال.
لعل من أطرف ما رأيته في هذا الكلية انها تفتح على جنان ساحر به مساحات خضراء فسيحة تنبث فيها أشجار كثيرة وتتخللها مقاعد للطلبة حتى ان الزائر يتساءل هل الحديقة وسط الكلية فعلا ام ان الكلية وسط الحديقة ويبدو هذا في جانب منه يجعل من العملية التعليمية مريحة أو لنقل «مرحة» حسب تعبير نيتشة.
في مدرج أحمد الشرقاوي إقبال (صباح يوم الجمعة 9 مارس) التأمت ندوة أدبية عن مسيرتي الإبداعية بشراكة بين «كش بريس» و»كلية اللغة العربية بمراكش» تحت عنوان «في البدء كان المغرب» أشرف عليها وأدارها الدكتور مصطفى غَلمان وقدم فيها الدكتور عبد العزيز الحويذق مقاربة نقدية عن أحدث دواويني «ما لا تقدر عليه الريح» كما قدم الدكتور إدريس الخضراوي مقاربة نقدية عن رواية «الملائكة لا تطير»، اشتغل الدكتور الحويذق خاصة على مفهوم الرفض في هذا الديوان وتجلياته المختلفة كما فكك الدكتور الخضرواي شخصيات الرواية ليقف على تناقضاتها التي تصنع جانب من توتر الأحداث السردية.
في خاتمة الندوة تمت دعوتي لقراءة شعرية قدمت فيها باقة من قصائدي انتقيتها من دواويني الخمسة حتى أقدم صورة متكاملة عن مسيرتي الشعرية.
هذا اللقاء حضره مجموعة من دكاترة الأدب بالكلية وخارجها من ذلك البروفيسور أمحمد المالكي وقد تفاعل معي الطلبة الذين التفوا حولي بعد نهاية الندوة للحديث الخاطف وأخذ صور للذكرى ثم انتقلت رفقة الدكتور مصطفى غلمان والشاعرة فوزية رفيق يصاحبنا زوجها وابنتها إلى أحد المطاعم الفخمة في المدينة لغداء على شرفي.
ستظل مراكش محفورة في ذاكرتي بماء الذهب لفخامة هذا الاحتفاء الأدبي ويظل امتناني بلا حد ل»كش بريس» ولكلية اللغة العربية.
شكرا لحضرة عميد الكلية الدكتور أحمد قادم وللدكتور الفاضل مصطفى غلمان على كل ما قدموه لي من اهتمام وحفاوة.. وشكرا للدكتورين عبد العزيز الحويذق وادريس الخضراوي على المقاربتين القيمتين اللتين قاما بتقديمها عني في هذه الندوة.
كنتُ في الجنة..
ولم يغادرني سحرها بعد.
شاعرة وروائية من تونس