الرئيسية / اهتزازات /  أكادير فتنة الدنى… (الجزء الرابع) الحسن الگامَح

 أكادير فتنة الدنى… (الجزء الرابع) الحسن الگامَح

 

 

لماذا الشعر…؟

هي أكادير أخذت مني عمرا أكثر مما عشته بين مدن أخرى: مرنيسة… مكناس… البيضاء… مراكش… ومدن أخرى، واحتلت القصيدة التي تكتبني طوال عمري أكثر من نصفه… قد تتداخل الأحداث في القصيدة، كما تتداخل الألوان في اللوحة، لكن تبقى القصيدة منفرجا للذات الملحة على التجديد التواقة إلى التغيير ودخول تجارب أخرى لإطفاء على القصيدة نكه أخرى ورؤية أخرى مخالفة لما سبق، إذ كل مدينة لها موقع ونفس في القصيدة، من الصعب  جدا أن تنسلخ الذات من الأماكن وهي يكتبنا في كل لحظة، فأول مقطع منشور بالتقاطع الثاني بين الصورة والقصيدة: ” أكادير… أكادير”

(شمس…  على البحر تميلُ

وشط على امتداد البحر شطآنُ

رمل … يستريح على رملٍ

والوقتُ غوص في الماء والمدى سلطانُ

هنا  يرتاحُ القلبُ

من وقت مضى

هنا العينُ تنامُ على ضوء البعدِ إيمانُ

هنا فاتنةٌ

تمشي على الرملِ

تكتبُ بين الموج بسيقانها شعرا

وتكتبُ في نشوةٍ قصيدةً لاكاديرَ سحرا

وعلى مائها

أضاءها النور المنبعث الفتَّانُ

هنا النوارس امتدتْ 

على طول المدى

تراقص الموجاتِ أينما مالتْ تميلُ

كأنها على كفة الميزان استوتْ

عفوا هي في تحليقها الميزانُ

تطفو على سطحه

ثمَّ للأعالي تحلق

بين مد وجزر بعيدا أفواجٌ وألوانُ

لا الليلُ يمنعها

ولا شمسُ النهارِ  تتعبها

هي بالتحليق في السماءِ تزدانُ

في السماءِ صورًا لأشكالٍ  فاتنةِ

وبينَ موجة وموجةٍ تقتاتُ

منْ نعم اللهِ

ثمَّ تطيرُ بعيدا في المدى ترْقصها الجِنانُ

وعلى طول البحر باليمينِ

امتد ميناءٌ

حطت به سفنٌ أشكالٌ وبنيانُ

من الأعلى تُرى

كأنها زرابي أمازيغيةٌ

نسجتها أيادي الرحمانِ

تبحر في المحيط ليالٍ

لتخرج منْ أعماقهِ

الأسماكَ أشكالا تزينها الألوانُ

وديانُ تَشقها من بين الجبال

إلى الشط ثم إلى البحر

ثم بين الموج تنامُ العرسانُ)

هكذا كتبتني أكادير في سنة 1990، وهو المقطع المأخوذ من قصيدة ” أكادير فتنة الدنى” لتكتبني عدة مرات ومرات، وكل نص غارق في نوستالجيا المكان، رغم أني أقطن فيها، هي قصيدة البحر المنفتحة على كل الاستعارات والجهات، موجاته حروف تكتب على الرمل توهجها البهي بين كل معزوفة أمازيغية يرددها عشاقها وهم يتجولون على الشط، أو يجلسون قبالة البحر يبوحون لها بعشقهم السامي في صمت وفي طمأنينة وسكينة.

(أكادير…

إني ضربت أوتادي هنا

فكوني لي بردا وسلاما

كوني لي قصيدة عمر

تتجلى بين موجات بحرك الدافي

وشطك الممتد في القلب قياما

إني وهبتك أحرفي

فافتحي لي باب استعاراتك

وكوني لي وسادة حلم حين يمتد الحلم هيَّاما)

عن madarate

شاهد أيضاً

ماذا بعد الخمسين…؟ الحسن الگامَح

ماذا بعد الخمسين…؟ سؤال متعب، وفي نفس الوقت صعب الإجابة عنه في ظل هذه الظروف …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *