حوار مع المبدعة المغربية مليكة بنمنصور
حاورها الشاعر الحَسَن الگامَح
- كيف ترى المبدعة مليكة بنمنصور الكتابة؟
اسمحوا لي في البداية أن أسجل شكري لكم، على هذه الاستضافة، من مهندس للمبنى والمعنى، لشاعر وروائي نعتز بها، وقد ترعرع بيننا، واسوار مكناسة الزيتون، وابوابها التاريخية، ومدارجها، وحدائقها، تعرفه وتشهد بذلك. ولهذه المجلة التي تترأسون خط تحريرها، والتي أرى فيها بحق منارة من منارات التنوير، في المغرب والعالم العربي، ورحابا للحرية والتحرير، بواسطة الإبداع بمختلف تجلياته ومقاماته.
أما عن كيف أرى الكتابة، فإن تصوري لهذا المفهوم السهل الممتنع، يتلخص في كونه من المفاهيم التي نصفها خفي، ونصفها جلي، نصفها فينا، ونصفها في غيرنا، نصفها ورثناه عن تراثنا وثرات الإنسانية، ونصفها نمارسه ونحياه ومنابعه بداخلنا.
وكيفما كان الحال، فإن سؤال الكتابة يشبه إلى حد ما سؤال الولادة والحياة، بمعنى ونحن نكتب نشعر بأننا نولد من جديد ونتجلى، وكأننا نخرج من العتمة إلى النور، ومن المبنى إلى المعنى. ومن ثمة يمكن القول إن الحياة خارج الكتابة حياة خام بلا معنى، والحياة بالكتابة تصبح ذات صورة ومعنى، سواء بواسطة الشعر، او الرواية، او غيرهما من أشكال التعبير النابضة بالخلق والإبداع. والكتابة إعادة تشكيل ملامح الحياة وتخليد وتدوين معناها. ولذلك فالكُتَّاب والمبدعون حينما يرحلون، تبقى الكتابة الشاهد الدال دوما على حياتهم، بل وعلى ملامح الحياة إلى كانت من حولهم، بكل مخاضاتها وحمولاتها الثقافية والاجتماعية.
من جهة أخرى يمكن القول إن الكتابة هي الوجه الآخر للقراءة، إذ لا يمكن تصور إحداهما إلا في ارتباط مع الأخرى، ولذلك فنحن نقرأ من خلال منتظرات خفية او جلية تسكننا، لفهم متغيرات ومفارقات حياتنا وحياة الآخرين، ونكتب من خلال ما نقرأ ونحيا ونريد. ومن ثمة فالقراءة بدون كتابة فعل عاقر، والكتابة بدون قراءة فعل هلامي إن لم يكن أعمى.
وأخيرا وليس آخِرا، الكتابة قنطرة للتواصل، بمعنييه الأفقي والعمودي.. قنطرة نسيجها الحروف والكلمات، وروحها جاذبية الإبداع. ألم يكن الكتاب هو الذي ربط بين الأرض والسماء، بين الحضارات القديمة والحضارات الحالية، بل وربط بين الإنسان كطبيعة ومظهر، والإنسان كثقافة وجوهر؟
- من أين استمدت المبدعة مليكة بنمنصور تجربة الكتابة؟ وكيف دخلت بحرها؟
الكتابة بالنسبة لي تشبه النهر، تنبع ضئيلة من ينابيع ضيقة، لكنها تكبر خلال سيرورتها، وتتسع بروافدها، إلى أن تلتحم ببحرها المترامي الأطراف.
وإذا كانت الذات هي منبع الكتابة لدى الكاتب، فيمكن اعتبار الكتاب الآخرون روافدها، بالإضافة طبعا إلى المتلقين. والكتابة باعتبارها إبداعا له جاذبيته الخاصة وعدواه، إنها فعل مُعْدٍ. ومن ثمة فقد اصابتني عدواها بمخالطة أهلها.
لقد تبلورت تجربتي الكتابية المبكرة مع الكتابة الإنشائية، في مرحلة الدراسة الابتدائية. ولا زلت أذكر، وأنا أحصل على أعلى نقطة من بين كل تلاميذ الفصل السادس، بمدرسة مي زيادة بمكناس، وكيف دخل علينا الأستاذ وهو ينادي باسمي، ويطلب مني الوقوف إلى جانب مكتبه، ويُحتم على الجميع الوقوف والتصفيق لي قائلا: “ابشركم بميلاد كاتبة بيننا”، ثم أمرني بقراءة إنشائي. وبعدها أهداني بعض كتب المنفلوطي كهدية تشجيعية، وكانت عبارة عن قصص جذابة، مثل اليتيم، والحجاب، والهاوية، والعقاب.. والتي كانت بمثابة الفخ أو الطعم الذي جعلني أدمن القراءة، وأبحث عن الكتب في مكتبة المؤسسة، أو في مكتبات المدينة، مثل مكتبة الجامع الكبير بمكناس، ومكتبة البلدية، ومكتبة كلية الآداب بظهر المهراز بفاس فيما بعد، عندما اصبحت طالبة بها في أواسط سبعينيات القرن الماضي، قبل أن تتاح لي إمكانية شراء كتب خاصة من المكتبات التجارية لأشكل مكتبتي الشخصية.
وهكذا أصبحت الكتابة بالنسبة لي لحظات لتحرير الذات وتحقيقها، والانفتاح بواسطتها على الآخرين. إما من خلال نشر ابداعاتي في الصحف، او عبر مساهماتي في برنامجين إذاعيين أدبيين، أحدهما بالإذاعة الوطنية، وهو برنامج “ناشئة الأدب” الذي كان يشرف عليه الأديب الشاعر إدريس الجاي آنذاك، وثانيهما لصاحبه الشاعر محمد بنعمارة بإذاعة وجدة الجهوية، وهو برنامج حدائق الشعر، إلى أن ترسخت لدي عادة الكتابة مع مرحة الدراسات العليا المعمقة ثم مع الكتابة الأكاديمية في مرحلة إعداد الدكتورة وما بعدها.
- أي صنف من الكتابة تجدين فيه ذاتك، ولماذا؟
إن الكتابة بكل أشكالها وألوانها تشكل في ذاتها متعة ولذة حسب تعبير رولان بارث، ولك طعمه ونكهته. ولكن بالنسبة لي إن الكتابة الشعرية هي الأكثر إمتاعاً وإشباعاً، لأنها الأكثر قدرة على تحرير الذات، ولسان الذات، والمتلقي أيضا؛ لأنها مسكونة بالتخييل وبالأداء الاحتفالي.. إنها ديوان الذات، بحيث يجعلها تلتحم مباشرة بالعوالم المشتهاة، فضلا عن أن الشعر هو ديوان الأمم والشعوب.
- كيف ترين تجربة الكتابة في العالم العربي؟
إن الكتابة بشكل عام، تعكس المستوى الثقافي ونمطه للمجتمعات البشرية، كما تعتبر مقياسا لنسبة التحرر من الأمية، وكذا لمنسوب الجرأة والحرية فيها. ومن حيث المضمون، إنها منتوج تراكم، تجربة الممارسة الكتابية في تلك المجتمعات، وكذا مستوى انفتاحها على التجارب الكتابية الكونية.
انطلاقا من هذه القاعدة يمكن القول إن الكتابة في العالم العربي كتابة مركبة تتقاطع فيها المرجعية التراثية، والمرجعية الكونية بمختلق اللغات الأخرى، إما عن طريق هجرة الكتاب العرب الى عوالم ثقافية أخرى، أو عن طريق الاحتكاك الاستعماري، أو عن طريق الترجمة والمثاقفة. ولكن تبقى لكل مجتمع من المجتمعات العربية خصوصيته في التفكير والكتابة. ومن ثمة تختلف نكهة الكتابة في المغرب عن الكتابة الشرق-أوسطية أو المصرية والسودانية،
وعموما يمكن القول إن الكتابة في العالم العربي قد حققت نوعا من التطور التدريجي، منذ بداية القرن الماضي إلى اليوم. وهو تطور أصبحت معه تكتسب حدا من الجرأة، والانفتاح المعرفي واللغوي.
- مع التطور التكنولوجي هل يمكن الاستغناء عن الكتابة؟
قلت سابقا ما معناه إن الكتابة فعل ملازم للوجود الإنساني، بغض النظر عن شكلها ووسائل تحققها سواء بالنقش على الشجر والحجر في العصور القديمة، او بالريشة والقلم على البردي والألواح ثم الأوراق فيما بعد، أو الآلة الكاتبة، أو الحاسوب وبرمجياته وآلياته التكنولوجية، كما هو عليه الشأن اليوم؛ بحيث أصبحت الكتابة باليد على الورق تتقلص تدريجيا وتحل محلها الكتابة الإلكترونية مع الانجار التكنولوجي المتسارع من حيث الكم والكيف.
… بالنسبة لي لا أخفيك بأنني لا زلت في المرحلة الورقية التقليدية، بحيث أكتب على الورق أولا في مرحلة الابداع، ثم أحول ما اكتبه إلى الكتابة الآلية بعد ذلك… إنها العادة، كأنما الأمر يتعلق بالحنين دوماً إلى كل ما هو تقليدي طبيعي… ولكن التطور هو القانون يحكم تجربة الإنسان ووجوده عبر تاريخه الحضاري والثقافي، سواء في مجال الكتابة والقراءة، او في المجال الاقتصادي والتربوي والإداري، والحياتي بشكل عام. والخلاصة إن الذي يمكن الاستغناء عنه، هو شكل الكتابة ووسيلتها، وليس الكتابة في حد ذاتها.
- ما رأيك في الكتابة النسوية في العالم العربي؟
إن الكتابة النسوية بالعالم العربي تحكمها نفس المحددات تحكم الكتابة بهذا العالم ككل، رغم أن لسان المرأة ظل محروسا تماما كما جسدها، سواء من طرف السلطة الذكورية، أو من طرف ذاتها. لكن بداية تغيير العقليات هناك كاتبات استطعن تكسير هذه الرقابة، مثل نازك الملائكة، ونوال السعداوي، وفاطمة المرنيسي، وغادة السمان، وآسيا جبار، وليلى السليماني، وميرال الطلحاوي… وغيرهن من اللواتي كسرن العديد من الطابوهات.
ومع تطور معادلة الحراك الحقوقي والجندري والثقافي، بدأ نطاق الحرية يتسع تدريجيا، سواء بالنسبة للرجال أو بالنسبة للنساء. وبدأنا نلاحظ حصول تراكم لا بأس من حيث عدد إصدارات الكتابة النسائية، سواء على مستوى الكتابة الشعرية، أو الروائية أو النقدية.. وفي نظري أصبحت الحاجة ماسة إلى التفكير في إنتاج انطولوجيا خاصة بالكتابة النسائية، سواء باللغة العربية، او بغيرها من اللغات، في الوطن العربي ككل، أو في كل قطر من أقطاره، أو خارجه، حيث أصبح للمرأة العربية تواجد، وأصبح لصوتها صدى وجاذبية.
- ما الكتاب الذي أثر في تجربتك الإبداعية من إبداع ثاء التأنيث؟
قلت سابقا إن القراءة والتجربة الحياتية هما ما يخلق فينا الرغبة في الكتابة. ومن الإبداعات النسائية التي أثرت في تجربتي الإبداعية
هناك روايات ودواوين شعرية كثيرة كان لها أثر في وجداني، ولكن أولاها كانت: ديوان “شظايا ورماد” لصاحبته الشاعرة نازك الملائكة، ورواية “نسيان” لأحلام مستغانمي.
- ماذا حققت المرأة المغربية في مجال الكتابة؟
من الناحية الاعتبارية يمكن القول إن المرأة المغربية قد حققت ذاتها، وأعربت عن مواهبها، وتدرجت في ذلك عبر مراحل تاريخية. وقد استطاعت عبر رابطة النساء الكاتبات المغربيات أن تستجمع شتاتها.
ومن ناحية المنجزات، في مجال الكتابة الروائية، يمكن ذكر مجموعة من الروائيات المغربيات أمثال: فاطمة الراوي، وخناتة بنونة، وليلى أبو زيد، وأمينة اللو، والزهرة رميح، وبديعة الراضي، وبهاء طرابلسي، وربيعة ريحان، ورشيدة لمرابط، وزكية داوود، وزهور كرام، وعائشة البصري، وفاتحة مرشد، وفاطمة الإفريقي…
وفي مجال الشعر يمكن أن نذكر، على سبيل التمثيل لا الحصر، الأسماء التالية: مليكة العاصمي، وثريا السقاط، وفاطمة شبشوب، ووفاء العمراني، وثريا مجدولين، ووداد بنموسى، ومليكة عسال، وأسماء معضلا…
فضلا عن مبدعات أخريات في مجال الكتابة المسرحية، والكتابة النقدية، والكتابة السوسيولوجية، وغيرها من التخصصات الكتابية الأخرى.
- ماذا تضيف الجوائز الأدبية للكاتب او الكاتبة؟
مبدئيا تعني هذه الجوائز، حسب منظميها، أنها اعتراف ودعم وتشجيع على المزيد من العطاء والإبداع، سيما للمبتدئين من الكاتبات والكتاب. ولكنني شخصيا لا أستصيغها بالنسبة للكبار، ولم تراودني يوما ما فكرة الترشح لنيلها، أولا لأن الكتابة فعل ذاتي وتلقائي، فنحن عندما نكتب لا لكي ننال ذرعا أو جائزة، وإنما، كما قلت سابقا، لنحيا. فهل سنتصيغ جائزة على كوننا نحيا؟! وثانيا، لأن تلك الجوائز غالبا ما تدخل فيها اعتبارات ايديولوجية.
ولذلك فهي غالبا ما تثير حساسيات وردود أفعال، كما هو الشأن مثلا بالنسبة لجائزة نوبل، أو البوكر، أو جائزة الشعر أو الرواية بالمغرب، وغيرها من الجوائز، لأنها تعطى حسب منسوب الولاء أو الانتماء لهذا اللون أو ذاك، أو التموقع في خانات محددة. والكثير من الأحيان يكون الهدف من هذه الجوائز استشهاري بالنسبة لجهات معينة، يلعب فيها حضور المبدعين مجرد وسيلة لتحقيق ذلك الهدف. وهو ما جعل العديد من الأسماء الوازنة تنأى بنفسها عن زحام الجوائز، أو أخذ المقابل عما يكتبون..
ومن هذا المنبر أتساءل هل كان يبدع امرؤ القيس، او المتنبي أو غيرهما من شعرائنا الكبار من أجل الجوائز، اللهم إذا استثنينا المكانة الاعتبارية والمعنوية والتقديرية التي كانوا يحضون بها، باعتبارها اعترافا وتقديرا لا مشروطا بكفاياتهم الإبداعية، وسمو القيم العليا والمشتركة التي يتغنون بها..
نحن مع الاعتراف، كقيمة إبداعية وإنسانية، ولكن ليس لتبسيطها في مجرد مقابل مادي مناسباتي.
- ما مشاريعك المستقبلية في مجال الكتابة؟
أملي أن أكتب ما ظل معلقا من مشاريع إبداعية وفكرية، ومنها على وجه الخصوص:
إصدار عدد من المجاميع الشعرية التي تزال مشتتة على شكل قصائد، لم تجد طريقها بعد إلى النشر.
كتابة سيرتي الذاتية وتجربتي الحياتية بمختلف محطاتها، على شكل رواية.
إصدر اطروحة الدكتوراة التي انجزتها حول “تجليات خطاب السخرية في المسرح المغربي”.
كيف ترى الإنسانية مليكة بنمنصور المبدعة مليكة بنمنصور؟
الإنسانة مليكة بنمنصور والمبدعة مليكة بنمنصور وجهان لعملة واحدة. والعلاقة بينهما من حيث التجلي أشبه ما تكون بالعلاقة بين الذات في ذاتها، والذات المنعكسة في المرآة، أو إن شئتَ قل إنها تشبه العلاقة بين الواقع والمثال بالمعنى الافلاطوني للكلمة، فضلا عن كون الإنساني فينا والابداعي متداخلين متكاملين، بحيث لا إبداع بدون عمق إنساني، ولا معني للإنسانية بدون تجلياتها الإبداعية.
ومن ناحية المكانة في مجال التجربة الإبداعية أراني دوما أقل من الذين علموني، ومن النماذج الكبيرة التي استلهمت منها قدرتي على الكتابة. وتسكنني دوما رغبة الوصول إلى ما وصلوا إليه، رغم استحالة ذلك. لأنه في مجال الإبداع والحياة لا أحد يكرر الآخر، ولكل جِينَتُه الخاصة.
ومن جهة أخرى أراني أكثر من الذين علمتهم من طلبتي المباشرين أو غير المباشرين، خصوصا وهم دوما يعترفون لي بذلك في العديد من المناسبات، ويجعلونني أشعر بالفخر في كوني استطعت على الأقل أن أساهم في إنتاج الخلف، وأن أحرر تلامذتي واتباعي كما حررت نفسي بالكتابة او بالأصح ان اعلمهم كيف يتحررون.. وهذا في حد ذاته يجعلني راضية إلى حد ما عن نفسي وعن مساري الإبداعي، رغم محدوديته بالمقارنة مع رائداتنا وروادنا في هذا المسار المضيء في تاريخ الإنسانية.
- ما هو الكتاب الذي حلمت أن تكتبيه، ولم تتح لك فرصة كتابته؟
سيرتي الذاتية على شكل رواية، كما قلت سابقا، بالإضافة إلى كتاب آخر عن ملامح السخرية في التجربة المسرحية للمبدع المغربي عبد الرحيم التونسي، الملقب بعبد الرؤوف، لأنني لم أستحضره ضمن النماذج التي ركزت عليها في اطروحتي عن خطاب السخرية في المسرح المغربي، بحيث اقتصرت على النماذج الأكاديمية والنصوص المكتوبة، مثل نصوص محمد الكغاط، وعبد الكريم برشيد، وأحمد الطيب العلج. وأشعر بأنني قصرت في حق تجربة مسرحية كوميدية ساخرة، لها وقعها في وجدان جيل بأكمله من المغاربة. وقد وعدتُه بإنجاز كتاب عن تجربته، عندما ألقيتُ كلمة بحقه في حفل تكريمه بمكناس، بمناسبة اليوم العالمي للمسرح.
ورقة عن المبدعة مليكة بنمنصور
من مواليد مدينة مكناس، في فصل تزهر فيه الأرض، ويلتقي فيه اليوم العالمي للمرأة، واليوم العالمي للشعر، واليوم العالمي للمسرح.
من منجزاتها الأكاديمية والتربوية:
حاصلة على الدكتوراة في الأدب المغربي الحديث، (خطاب السحرية في المسرح المغربي)، من جامعة المولى اسماعيل بمكناس.
أستاذة موطرة بالمركز الجهوي للتربية والتكوين، فاس مكناس.
فاعلة جمعوية في مجالات إنسانية وثقافية وتربوية متعددة، ضمن العديد من الجمعيات، مثل جمعية الأساتذة المكونين، وجمعية الثقافة والرياضة بمكناس، وجمعية إخوان الصفا، وجمعية بيت الأدب المغربي، والجمعية الإسماعيلية لصيانة الذاكرة..
تم تصنيفها ضمن أعلام مكناس في القرن العشرين، في المجلد الذي ألفه كل من الأستاذ عبد العزيز بن عبد الجليل والدكتور عبد الرحمان بن زيدان، بشراكة مع جامعة المولى اسماعيل بمكناس.
ناقدة في مجال المسرح والرواية.
من أعمالها الأدبية المنشورة:
- في مجال النقد المسرحي:
- تأملات في ظواهر مسرحية
- سؤال المسرح المفتوح بين الذات والامتدادات
- الذات والإنكسارات في المسرح المغربي
- وفي مجال النقد الروائي:
- ظاهرة تكسير الأجناس الأدبية في السرديات العربية المعاصرة.
- أوراق نقدية في المسرح والسرد.
- لها ثلاثة دواوين شعرية منشورة هي:
- ومن بعض مفاتنها.
- شهوات الريح.
- رقصات بباب البحر
- فضلا عن مجموعة من الدراسات المنشورة بالمجلات والجرائد الجهوية والوطنية.
- لها حضور فاعل في العديد من الملتقيات الثقافية والتربوية اقليميا وجهويا ووطننا.
حصلت على العديد من الشواهد الفخرية والتقديرية، فضلا عن ذرع المهرجان الوطني الأول للشعر (2007 بالرباط)، وذرع المهرجان الوطني للمسرح بمكناس 2013، وذرع الملتقى الخامس للمرأة المبدعة، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة واليوم الوطني،
للكاتبة، دورة المرحومة عزيزة يحضيه (2022)، فضلا عن تتويجها بوسام ملكي، وهو وسام الاستحقاق الوطني من الدرجة الأولى (2017).
نص إبداعي
(أهدي لمبدعات ومبدعي وقراء مجلة مدارات الثقافة هذه اللقطة الشعرية)
كالنبوءة كالسراب
كل فجرٍ
للتهجد كان يوقظني
شيءٌ
كنبوءة النهر كان يغمرني
يستوطن أنفاسي يحركني
ويهمس لي:
أفيقي هُجَيْدَةُ لا تترددي
ياطفلة الحلم الجميل
أُكتبي، واسكبي حرفا
لأول طائر يفيق
قد يردد ما تكتبين
لوردة ترقص وحدها في انتظار عينٍ قد ترى
أُكتبي لِمِسْكِ الليل
يُحذر العشاق الملهمين
حتى إنْ طلع النهار فجأةً هربوا
ونسوا أصابعهم على خد الياسمين
أفيقي هُجَيْدَةُ والْحَقي
فقد مَرَّ من هنا طيفٌ كالقمر
أفيقي
فقد يَسرق النومُ منك قافيةً
وتُصبحين وَلْهَى تُنَادين أين ضاعت قرنفلتي
كيف مَرَّ أريج من هنا ولا أثر؟!
من رأى منكم ربيعاً
فاحَ بين أناملي
واحتل جوانحي على امتداد البصر
كالحلم الجميل مَرَّ من تحت الوسادة ثم اختفى
ولازالت بقاياه
على طرف اللسان ناصعةً
ونُصْبَ العين ماثلةً
فالدم الذي ضَجَّ حتى أفاقني
أنكر عندما سألتهُ
عن دقات قلبٍ
كان يَهُمُّ بالبوح
لكنني
لما استفقتُ نسيت ما سمعتهُ
وبقيتُ طول اليوم أسأل ذاكرتي كي تبوح
أقبضُ من بَوْحِها خيطاً
مثل سراب ينفلت البياضُ
فَتَّشْتُ خَلاياي
نَسِيَتْ خَلاياي خلاياها
دخلتُ ربوع القلب
لم أجد بالقلب سوى صدىً
كنتُ أضعتهُ
هل هو رجعُ القصيدة أو مداها؟!