تمهيد:
لا تدعي هذه الدراسة الاحاطة بهذا الموضوع المتشابك الذي تتداخل فيه الكثير من المراجع الثقافية والفلسفية والفكرية والدينية…، كما تتداخل فيه الكثير من النظريات الادبية والجمالية والفكرية، لكن ما يسعفنا ويشفع لنا هنا هو إثارة الموضوع لتوضيح بعض ما يميز ثقافتنا المغربية عن غيرها من الثقافات. صحيح أن المشترك الانساني تتشارك فيه أغلب الثقافات البشرية في إطار التثاقف والتفاعل الثقافي بما هو ظاهرة انسانية تشمل كل المجتمعات البشرية، إذ ليست هناك ثقافة خالصة يختص بها شعب معين، فكل الثقافات الانسانية تتفاعل فيما بينها تأثيرا وتأثرا حسب قوتها وضعفها الناجمة عن قوة أو ضعف شعوبها، لكن تبقى الجذور المتجذرة في الارض والتي لا تراها العين هي التي تعطي لكل ثقافة خصوصيتها رغم تعرض هذه الثقافة لعملية التغيير الناجمة عن التثاقف.
لذلك فالإلهام الشعري الذي هو موضوعنا لن يخرج عن هذا الإطار، حيث سيرتبط هذا الإلهام لدى الكثير من الشعوب باعتقاداتها الأصلية وبتأثير الثقافات الاخرى التي تفاعلت معها، ولكن التفاعل الثقافي لن يستطيع محو هذا الجذر المتجذر لكل ثقافة شعب ما، وهذا ما يعطي للكائن المادي او اللامادي ميزته وخصوصيته .
ونحن هنا حين نتحدث عن الالهام الشعري عند الشعراء الامازيغ، فإننا نتحدث عن نظرة الشاعر الامازيغي الكلاسيكي ( الروايس، إنضّامن، ئمديازن…) إلى هذا الإلهام وإلى مصدره، وسنقارن هذا المنظور الى الشعر بمنظور الشاعر العربي القديم لسبب بسيط هو أن الشعر العربي اليوم يدخل ضمن أدبنا المغربي المكتوب بالعربية وهو رافد من روافد ثقافتنا المغربية المتعددة والتي تحتضنها جميعا الثقافة الامازيغية التي هي صلب هذا البلد وجذره الذي يمد تلك الروافد بالحياة وبخصوصيتها.
إذا، كيف ينظر الشعراء العرب القدامى والشعراء الامازيغ (الروايس، ئمديازن، إنضّامن..) إلى الإلهام الشعري؟
بالنسبة للشعراء العرب في الجاهلية والعصر الاموي الى فترة من العصر العباسي، فنظرتهم إلى الإلهام الشعري تختلف عن نظرة الشعراء الامازيغ إليه (أي الشعر الأمازيغي الكلاسيكي إلى حدود السبعينات) لاختلاف المرجعية الثقافية لكل منهم حول مصدر هذا الإلهام. فكيف تنظر المرجعيتان العربية والأمازيغية إلى الشعر باعتباره وسيلة تعبيرية فنية من أرقي الكلام الفني للتعبير عن الاحاسيس وعن الواقع وعن الرؤى الى العالم والى الوجود؟
بالنسبة للشعر العربي، يمثل الشعر الجاهلي الشفوي قبل تدوينه وبعد تدوينه نموذجا لهذا الشعر الذي يرتبط فيه الإلهام الشعري بمصدر خارجي، وقد امتد هذا الفهم للإلهام الى فترات متأخرة من العصر العباسي بعد ان اكتملت فترة التدوين عند العرب حين انتقل الشعر إلى الصنعة الشعرية بموازاة مع التطور الحضاري وعملية التثاقف مع الشعوب الأخرى.
إذا كيف ينظر الشعراء العرب في تلك الفترة الى الإلهام الشعري؟
يقترن الشعر عند عرب الجاهلية بالجن لما لهذا الشعر من تأثير سحري على النفوس، فقد كانوا يعتقدون ان كل شاعر يرتبط بملهم له من الجن، فربطوا كل شاعر بشيطان يلهمه الشعر، إذ كان البيان لديهم سحرا “إن من البيان لسحرا”، وقد اشار الى ذلك القرءان قي سورة الانعام { يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا } الآية 112.
وغالبا ما يقرنون كل شاعر نابغة بشيطان يوحي اليه الشعر، فالأعشى مثلا ربطوا إلهامه الشعري بشيطانه “مسحل بن أثاثة” يقول في بيتين له ( او منسوبين له) (1):
وما كنت ذا قول ولكن حيرتني
إذا مسحل يبرى لي القول أنطق
خليلان فيما بيننا من مودة
شريكان جني وانس موفق.
لذلك غالبا ما يقترن البيان والشعر بالجن، وفي هذا الشأن يقول المعريtفي قصيدته “نقمت الرضى حتى على ضاحك المزن” (2) :
وقد كان ارباب الفصاحة كلما
رأوا حسنا عدوه من صنعة الجن
وعرف امرؤ القيس بشيطانه ” لافظ بن لاحظ”, والنابغة الذبياني بشيطانه ” هادر”…
ولابن شهيد الأندلسي كتاب “التوابع والزوابع” (3) وهو كتاب أدبي ونقدي تخيل فيه أن طار إلى أرض الأرواح والجن أي ارض التوابع والزوابع ليلاقي شياطين الشعراء والكتاب العرب فيها، فذكر فيه توابع فحول الشعراء العرب اي شياطينهم وسرد بعض أشعارهم، وتوابع الكتاب النوابغ، كما ذكر في كتابه نقاد الجن وملاحظاتهم حول شعر الشعراء ونثر الكتاب…وهو كتاب أسبق تاريخيا من رسالة الغفران لأبي العلاء المعري كما ذهب الى ذلك المستشرق بروكلمان(4).
لذلك كثيرا ما نسمع اليوم تعبير” شيطان الشعر” للتعبير عن الإلهام الشعري، فلا غرو أن القريشيين اتهموا النبي بأنه شاعر، ووصفوا القرءان في بداية الأمر بالشعر، فكان رد القرءان على هذا الاتهام بالكثير من الآيات التي تفند هذا الاتهام “وما هو بقول شاعر قليلا ما تومنون”، سورة الحاقة الآية 41، “ويقولون أئنّا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون” سورة الصافات الآية 36.
إذا، اقتران الإلهام الشعري عند العرب في الجاهلية بالجن هي النظرة السائدة آنذاك الى حدود القرن الرابع الهجري، مما يجعل بلاغة الكلام لديهم تحتل مرتبة عليا مقارنة مع الكتابة والفكر قبل أن يترجم التراث الفكري والعلمي اليوناني والفارسي والهندي الى العربية… و ما زالت هذه البلاغة يفتخر بها الى اليوم على حساب الفكر والعلم.
الشعر عند الامازيغ:
قليلة هي الدراسات التي تناولت الشعر الامازيغي ومصادره، لكن يمكن الإشارة إلى مصدر الإلهام الشعري عند الشعراء الامازيغ خصوصا عند “الروايس” و” إنضّامن” و “ئماريرن” الذين ما يزالون يومنون به ويمارسونه من خلال طقس معروف لديهم إلى وقت قريب. يتمثل هذا الطقس في زيارة ولي مشهور والمبيت في ضريحه وتقديم قربان لضريحه “تيغرسي”، لذلك غالبا ما تبتدئ قصائد الروايس القدامى بذكر الولي أي ” شّيخ”(3) الذي ألهمه الشعر، ولكل شاعر ملهمه الشعري يعتمد عليه في الأوقات التي يحتاج فيه الشاعر الى التدفق الشعري على لسانه.
يقول الباحث أحمد عصيد “وتنظر الجماعة لأمارير كما لو أنه ناطق بالحكمة في شعره، وابدعت للدلالة على ذلك عبارة ‘علم الكرش’ أي علم الباطن الذي يجعل من النظم قولا حكيما نابعا من عبقرية سرية منشأها قوى فوق طبيعية ملهمة تتمثل في ‘الشيخ’ أي الولي الصالح الذي يمنح القدرة على القول الحكيم والمؤثر…” (5).
فالشاعر الكلاسيكي المقبل على الشعر غالبا ما يستند إلى “شيخ” أي ولي يكون ملهما له أي مصدرا أو مساندا لتدفق إلهامه الشعري. ويتم الإلهام الشعري عبر طقس معروف لدي الشعراء، وهو المبيت في ضريح “ولي” معروف يختاره ليلهمه الشعر.
هذا الطقس قديم لدى الشعراء الامازيغ، ففي كتاب ” الشعر الامازيغي المنسوب لسيدي حمو الطالب”(6) للأستاذ عمر امرير، ذكر فيه مصدر الالهام الشعري لدى الشاعر سيدي حمو الطالب و هو كبار شعراء القرن الثامن عشر، كتب الباحث عمر أمرير بأن هذا الشاعر قبل ان يكون شاعرا كان طالب فقه، وحضر أحد اللقاءات الشعرية الجماعية التي اقامتها القبيلة التي يدرس في مدرستها العتيقة، فانبرى شاعر وهجا فتاة مشاركة في اللقاء هجاء مذقعا وكانت ابنة أسرة تطعم سيدي حمو الطالب واسمها “فاضما”، فلم يستطع سيدي حمو الطالب الرد للدفاع عنها فآلمه الامر، لذلك:
” غادر سيدي حمو أسرة ” فاضما” متوجها إلى قريته …واختار من اغنام اهله رأس غنم، وسافر إلى ضريح مولاي ابراهيم، حيث ذبح ذلك الخروف راجيا من الله ان ينعم عليه بنعمة النبوغ في قول الشعر… فنام بجوار قبر الصالح… فإذا به يحلم ان فمه كان مملوءا… جواهر… وقد أول الحلم وفهم أن كلامه سيصير جواهر..” (7)، هذا ما تقوله الروايات الشفوية عن “شيخ” هذا الشاعر الكبير.
في كتاب “عثمان أبلعيد” (8)، أورد الشاعر عثمان أبلعيد (وهو من الشعراء القرن العشرين) شهادة له، يتحدث فيها عن كيفية تدفق الإلهام الشعري لديه؛ يقول بأنه بدأ الشعر في احتفال أحواش شاركت فيه الفتيات فبادر بإلقاء بيتيين شعريين، وانبرت امرأة عجوز للرد عليه مسفهة نظمه نظرا لصغره، فانعقد لسانه ولم يستطع الرد؛ وفي صباح اليوم التالي اتجه الى الغابة مهموما يفكر في كيفية شحذ الإلهام الشعري لديه: “فقلت لنفسي أن أذهب الى ضريح ولي لأقدم له أضحية، فخرجت ليلا حاملا جديا فاتجهت الى قرية تسمى ‘أيت أكرض’، بها ولي يسمى ‘سيدي البغدادي’ فنمت بجواره الى أن استيقظ المكلف بالضريح.. “(9).
شاعر آخر هو لحسن بوزنير توفي خلال الاربعينات من القرن الماضي، دفعه الى نظم الشعر ما دفع الشاعر القديم سيدي حمو الطالب؛ أورد الباحث أحمد عصيد ما يقوله الحكي الشعبي عن سبب نظم الشاعر لحسن بوزنير للشعر: “ولهذا الشاعر اسطورة تحكى ويتداولها أهل قبيلته حول إصراره على أن يبرع في نظم الشعر وإنشاده، وتتلخص في أن بعض السفهاء سخر نظما في أسايس من أخته التي اصابها الجرب، فصعب عليه ذلك فلجأ على عادة مريدي الشعر في ذلك الوقت الى أحد الفقهاء طالبا الدعاء والدعم المعنوي، فأوصاه الفقيه المذكور بالمبيت في ضريح الولي الصالح… وتقول الاسطورة إن الشاعر قضى جزءا من ليلته بالضريح فرأى في حلمه أنه نائم والنمل يدخل أفواجا في فمه، فاستيقظ وقصد الفقيه وأخبره بما رأى، فهنأه الفقيه بالموهبة الفياضة التي حصل عليها..” (10).
لذلك غالبا ما يبتدأ الشاعر بذكر “شيخه” أي ملهمه الشعري في الأوقات التي تتطلب منه أن يظهر براعته الشعرية أو للإحاطة بموضوع مهم؛ فهذا شاعر من القرن 19 هو حماد أوعلي ئغيل، في تأريخه لمعركة تازروالت وأيت جرار 1878م (11)، يلتجئ في قصيدته الى “شيخه ” اي ملهمه الشعري ليساعده على إجادة النظم في وصفه وتأريخه لمعركة كبرى وقعت بين إمارة تازروالت ولقايد أجرار:
أ بن ئعقوب أ والّي أ س تفرّازغ أوال
يا ابن يعقوب ، يا من ألتجئ اليه في النظم
ئنّا كا ريخ أد گيس بدوغ أوس يّي گيسن أ شّيخ
وكل ما أود نظمه ألهمني وساعدني فيه يا “شيخ ”
رار سيس أوال أ ييمي نو نگي زوند أسيف
فانظم يا لساني، وسل كالوادي يا فمي
ؤر أ گمّيغ، أو أ تّاراغ، لبديع أد سالاغ (12)
لا أقرأ، ولا أكتب، مهنتي هي البديع
هل هذا الطقس الاعتقادي الذي يمارسه المقبل على قرض الشعر (المبيت في ضريح ولي، وتقديم أضحية، وانتظار مباركة الولي عن طريق رؤيا) له علاقة بعبادة الاجداد كما عرفها الامازيغ قبل الاسلام؟ وهل لها علاقة بالاعتقادات الدينية المعروفة قبل الاسلام؟ وهل الشعر بهذا المفهوم له علاقة بالآلهة الأمازيغية القديمة؟
لا تسعفنا الدراسات النقدية والتاريخية للإلمام والاحاطة بهذا الموضوع، لكن بعض الشذرات والكتابات التي كتبها الاقدمون والمحدثون، وكذلك بعض الطقوس وبعض الاساطير الامازيغية التي نعرفها اليوم تساعدنا على إلقاء بصيص من الضوء على الالهام الشعري لدى الامازيغ في انتظار الدراسات التاريخية والنقدية المعمقة في هذا المجال.
فما نلاحظه من خلال هذه الطقوس المرافقة لرغبة المقبل على الابداع الشعري، هو أن الالهام الشعري عند الامازيغ يرتبط بالمقدس، وغالبا ما يستند المقدس على اعتقاد أو معتقد ديني قديم. وهذه المعتقدات القديمة التي عرفتها شمال افريقيا تتطلب دراسات وأبحاث وترجمة ما قام به الباحثون وعلماء الأنثروبولوجيا الأجانب، والتعريف بالدراسات التي قام بها بعض الباحثين الامازيغ رغم قلتها؛ فأن يلتجئ الشاعر الأمازيغي في المغرب الى ضريح قديس أو “ولي” فإنه يلتجئ الى اعتقاد ديني مترسخ في اللاوعي الجمعي، وهذا الاعتقاد عريق وموغل في الزمن، منه ما يرتبط ب”عبادة الاموات” التي عرفتها شمال افريقيا في غابر الازمان، ومنها ما يرتبط بتقديس الأجداد الذي كان منتشرا لدى الامازيغ، ومنها ما يرتبط بمعتقدات أخرى وديانات أخرى مرتبطة بالآلهة.
فهل لتقديس الاولياء الموتى له علاقة بديانة “عبادة الموتى” المنتشرة في شمال افريقيا حوالي 10000ق.م؟
عن ديانة “عبادة الموتى”، كتب الباحث الليبي فهمي علي خشيم: “..وهكذا يبدو بالتأكيد، لغير المسلح بنظرية ثالثة بديلة، الافتراض بأن كلا من الغرب والشرق أخذا فكرة (عبادة الموتى) من مصدر مشترك، مصدر شمال افريقي، وأن هذه العبادة القديمة منذ العصر الحجري القديم انتشرت من مركز ما في شمال افريقيا الى مصر من جهة، ثم الى اسبانيا وبلاد الغال (فرنسا) فبريطانيا من جهة أخرى”(13).
وهل تقديس الاولياء في المغرب له علاقة بتقديس الاجداد الذي عرفه الامازيغ قديما؟
إذا رجعنا الى ما كتبه هيرودوت في الفقرة 172 من الكتاب الرابع، فهذا المؤرخ الكبير تحدث عن تقديس الناسمونيين الامازيغ لأسلافهم : ” أما طريقتهم في القسم واستطلاع الغيب، فإنهم يقسمون بالرجال المنتمين الى عشيرتهم والذين كانوا أكثر عدلا وطيبي الذكر، وذلك بوضع أيديهم على قبورهم. وفيما يتعلق باستطلاع الغيب، فتتمثل طريقتهم في أن الراغبين في ذلك يتوجهون إلى قبور أسلافهم ثم يصلون وينامون على القبور، ويعتبرون كل أحلامهم وحيا يجب اتباعه”(14)؛ فما أشار اليه من خلال مقياس القداسة لديهم ” والذين كانوا أكثر عدلا وطيبي الذكر” هي نفس مقياس التقديس للأولياء لدى المغاربة إلى الآن،
فربط الإلهام الشعري عند الشعراء الامازيغي بالمقدس، يقترب من مفهوم مصدر الإلهام الشعري والفني عند بعض شعوب البحر المتوسط مثل الاغريق. فاليونانيون والرومان بدورهم ربطوا الشعر والفنون بالآلهة، لذلك تعددت عندهم الآلهة الملهمة للشعر وللفن وللأدب، الى حد أن لكل نوع شعري إلاهته الخاصة، فمن وهبته الآلهة الشعر تجعله شاعرا موهوبا، لذلك كانت للشعر عندهم منزلة كبيرة. ومن هؤلاء الشعراء الاغريق الكبار هوميروس: “أما ديموقريطس (المولود حوالي 460 ق.م) فكان يرى أن الشاعر الموسيقار يحمل قبسا من الروح الإلهية، وقد امتدح هوميروس فوصفه لأنه شاعر ملهم من الآلهة..” (15)؛ وكتب “فسينيسيوس السيرين” وهو من كتاب القرن الرابع الميلادي:
“… ان بعضهم آوى الى النوم، وهو جاهل كل الجهل ومن تم، وبعد أن تحدث في النوم مع ربات الفن، استيقظ شارعا موهوبا”(16)؛ وهذا المنظور إلى الالهام الشعري باعتباره وحيا وهبة من ربات الفن يقترب من اعتقاد الشاعر الامازيغي في الالهام الشعري الذي يعتبره هبة من الولي يراها الشاعر في منامه .
هذا التقارب بين شعوب البحر المتوسط في منظورها إلى الإلهام الشعري يدخل ضمن ما هو مشترك بين ثقافات البحر الابيض المتوسط، في إطار التثاقف والتفاعل الثقافي والحضاري الذي طبع ثقافات هذه الشعوب ، فلا غرو أن نجد الكثير من الآلهة والكثير من أساطيرها اشتركت فيها هذه الشعوب وأخذ بعضها من بعض..
الهوامش:
- كتاب “ثمار القلوب في المضاف والمنسوب” لابي منصور عبد الملك النيسابوري، تحقيق محمد ابو الفضل ابراهيم، دار المعارف، ص 80.
- ابو العلاء المعري، سقط الزند، طبعة 1957، بيروت، دار بيروت للطباعة والنشر ودار صادر للطباعة والنشر، ص 14.
- ابن شهيد الأندلسي، رسالة التوابع والزوابع، تصحيح وتحقيق بطرس البستاني، ط1، بيروت، دار صابر، 1967.
- نفس المصدر، ص 67.
- “شيخ” (بكسر الشين وتشديدها) تطلق غالبا في الامازيغية على ما يسمى ب “ولي الله” الذي يبنى له الضريح، أو على العالم الفقيه أو الصوفي ويطلقه عليه من تتلمذ على يديه أو من اعترف ب “مشيخته”.
- عمر امرير ، منشورات جامعة الحسن الثاني كلية الآداب. الدار البيضاء، أصل الكتاب رسالة جامعية للباحث.
- نفس المرجع السابق ص 161.
- Ahmad El mounadi, tawada tasklant n umdyaz ɛtman ublɛid, asinag n tawssna tamazight(IRCAM) 2012.
- نفس المرجع.
- أحمد عصيد، إماريرن، ص8، المعهد الملكي للثقافة الامازيغية، 2011.
- أحمد المنادي وإبراهيم إعزا، آيت ئغيل نموذج من بيوتات الشعر الامازيغي، المعهد الملكي للثقافة الامازيغية، 2017.
- نفس المرجع السابق
- علي فهمي خشيم، بحثا عن الفرعون العربيودراسات أخرى،دط، طرابلس- ليبيا ، الدار العربية للكتاب، ، 1985، ص 398 .
- أحاديث هيرودوت عن الليبيين (الأمازيغ)، ترجمة وتعليق وشرح د. مصطفى أعشي، المعهد الملكي للثقافة الامازيغية.2009، ص43.
- جوليوس بورتنوى، الفيلسوف وفن الموسيقى، ترجمة د فؤاد زكريا، ، ط 1، الاسكندرية ، دار الوفاء للطباعة والنشر،2004 ، ص29.
- ايريش فروم، الحكايات والاساطير والاحلام، ترجمة صلاح حاتم، ط 1، سوريا، دار الحوار والنشر والتوزيع، 1990، ص99.