الفوتوغرافيا واشكالية التلقي – حمو أيت إبراهيم
نظم مركز الدراسات والبحوث الإنسانية وجمعية الصورة والسينما بوجدة، لقاء مع الفنان الفوتوغرافي والمهتم بقضايا الصورة الفوتوغرافية حمو أيت إبراهيم حول موضوع «الفوتوغرافيا واشكالية التلقي»، إذ حاول المحاضر في البداية الوقوف عند العنوان لتفكيكه وتحليله محاولا التعريف ب «الفوتوغرافيا» هذا الفن / التقنية الذي ينحت مسارا متميزا كوسيط بصري يتوخى التوثيق والتجريب معا، لينتقل بعد ذلك للوقوف عند مفهوم « التلقي» والإشكالات التي طرحها ولازال يطرحها.
فمضمون الصورة الفوتوغرافية يبقى في آخر المطاف جماع بين ما هو ايقوني أي من انتاج الطبيعة وبين ما هو تشكيلي من صنع الإنسان، مما يدفعنا للقول بأن « فن التصوير الفوتوغرافي هو عملية تجعل الملاحظة فعلا واعيا، فالوصف الأكثر شهرة للصورة الفوتوغرافية هي أنها تذكار للغائب»، فالفوتوغرافيا علم وفن، علم لكونها تستوجب من الفوتوغرافي معرفة معمقة بأسس وقواعد التصوير وكفايات تجعله يتوفق في حس اختيار مصادر الضوء الطبيعية والاصطناعية ومعرفة جد محايثة بأنواع العدسات والفيلترات، وكما يقول أحد الفوتوغرافيين المغاربة «IL faut sentir l’image» يجب أن نحس بالصورة والتي هي أساسا مشكلة بواسطة الضوء.
إن المتتبع لشأن الصورة الفوتوغرافية في العالم العربي بصفة عامة، يلاحظ ومنذ الوهلة الأولى أنه « ما زالت مباحث الصورة تعاني الضعف والوهن، كما أشار إليه فريد الزاهي، نظرا إلى هيمنة اللغوي على البصري في حقل الثقافة العربية المعاصرة، وللتعقد المنهجي الذي تفرضه مقاربات الصورة بمختلف أنواعها وأنماطها»، فالصورة الفوتوغرافية عادة ما تكون في حالة كمون، وما لم يدركها الإنسان ويتفاعل معها سلبا أو إيجابا، فالإنسان هو الأصل والأساس ومن دون تفاعله مع هذا الوسيط فلن يكون له وجود، فالعلاقة بين الصورة الفوتوغرافية والمتلقي تتم عبر العين، لذا ينبغي أن تدرس الصورة على أساس أنها جدل بين الإنتاج والتلقي لأن الصورة الفوتوغرافية كنص بصري لا تتضمن معاني مطلقة ونهائية، بل تتضمن دلالات ولكي تتحقق لابد من قارئ يقيم حوارا معها، فالصورة الفوتوغرافية لغة مثل اللغة المنطوقة ثم دلالات، ومهمة المتلقي هو الكشف داخل كل صورة على دلالات وفهمها جيدا، وذلك بدراسة العناصر المكونة لها، والابتعاد عن الحكم القيمي الانطباعي الأولي، ويمكن اعتماد المنهج السيميائي الذي يكشف لنا عن دلالات الصورة ومقاصدها المضمرة والمتخفية داخلة الإرسالية، ولقد قدم رولان بارث مساهمة ثرية لتحليل العلامات السيميولوجية، وخاصة الأيقونية منها وعليه فالأشكال الأيقونية في مجال الصورة الفوتوغرافية كما يقول نورهان لا تعتمد كليا على المماثلة ولكن تأتي أهمية المماثلة في كيفيات التعرف على الأبعاد السيميولوجية والتوصل إلى المعاني والدلالات التي يثيرها الشكل الأيقونية، ويمكن أن ينطبق ما قال به فولفغانغ إيزر حول النص الأدبي على الصورة الفوتوغرافية فهو يرى أن عملية التواصل الأدبي، يستحكم فيها فعل القراءة بالدرجة الأولى. فالنص الأدبي» لا يمكن أن يكون له معنى إلا عندما يقرأ، لان هدف الفوتوغرافي في آجر المطاف هو الوصول إلى أكبر قدر من المتلقين، وإحداث فعل الإقناع لديهم، فالخطوط والأشكال والإضاءة …كلها مكونات تشكيلية إيحائية تدفع بالمتلقي لاتخاذ موقف أو رأي دون الإفصاح عنه مباشرة في الصورة
وأخيرا يمكن تلخيص العوامل التي يخضع لها المتلقي إلى:
1 عامل معرفي
2 عامل وجداني
3 عامل اجتماعي
4 عامل جمالي
فنان فوتوغرافي وباحث في الفوتوغرافيا من المغرب